الفصل الأول: (دراسة الماضي وكيف نفهمه)
يستعرض الكاتب تعريفات مختلفة لمفهوم التاريخ، سواء
تعريفات محافظة أو أخرى ليبرالية. فمثلاً بيجيب تعريف ”تاكر“ المحافظ، وتعريف ”كروسان“
الليبرالي شوية (ص 19، 20). لكن الكاتب في الحقيقة بيعرض كل الرؤى المختلفة. لكن
في النهاية بيخلص لفكرة إننا ممكن نوصل "للحقيقة المؤكدة بصورة كبيرة“ (ص
29). على نفس المنوال بيأكد الكاتب أن كتابات العهد الجديد حتى وأن كانت مصبوغة
بأجندة لاهوتية، لكن هذا لا يلغي الجانب التاريخي فيها.. على غرار اهتمام ”المؤرخين القدماء بكل الحقيقة وكيفية إيصالها“ (ص29). ثم يستعرض أهم المؤرخين الكنسيين زي
(يوسابيوس، لاكتانتيوس، سقراطـ، سوزومين.. إلخ).
الفصل الثاني: (البدايات الغامضة)
وهو عن البدايات المبكرة جدًا من عمر الكنيسة بعد أعمال
الرسل، وبيقدم الكاتب نقدًا لأطروحات ليبرالية شوية زي أطروحة ”والتر باور“ و”بارت
إيرمان“ من بعده اللي بتقول إن مكانش في تيار غالب للمسيحية في القرون الأول
والثاني.. لكن بالنظر إلى الاكتشافات والدراسات الحديثة، ينتصر الكاتب في النهاية
لفكرة أن الطوائف المهرطقة لم تكن موازية بل منحرفة وخارجة عن التيار الأرثوذكسي.
يعني التيار المنتصر للمسيحية (بعد كده في نيقية) يمتد بجذوره إلى البدايات المبكرة
جدًا وبيتفق مع العقائد المستقاة من أسفار العهد الجديد.
الفصل الثالث: (الأرثوذكسية والهرطقة)
عن أهم الهرطقات، والكاتب عمل تركيز كويس جدًا على
الغنوسية، وبعض مدارسها ومؤسسيها، زي فالنتينوس، وكذلك تحدث عن ماركيون والكتابات
المنحولة. وركز على بعض محتوى الكتابات المنحولة دي اللي وجد طريقه إما إلى النص
القرآني أو التقليد القبطي.
الفصل الرابع: (الاضطهاد والاستشهاد)
يتحدث الكاتب في
هذا الفصل عن عصور الاضطهاد وأسبابها والإشارات ليها في الكتابات الرومانية وعند
المؤرخين المسيحيين، مثل اضطهاد (نيرون، دومتيان، وهادريان.. إلخ). بصراحة وجدت في
هذا الفصل إجابة كنت محتاجها عن ماركوس أوريليوس وإزاي كان فيلسوف رواقي وعنده كتاب
أسمه ”الخواطر“ وفيه مبادئ إنسانية راقية جدًا، لكن في نفس الوقت كان مضطهد
للمسيحية. (للتشويق ستجد الإجابة في ص 137- 138). ثم يستعرض الكاتب حكم
دقلديانوس.. وفكرة الحكم الرباعي (ودي هتلاقيها بالتفصل في كتاب ”الدولة والكنيسة“
لدكتور رأفت عبد الحميد- ج1). ثم يستعرض أهم المدافعين زي أثيناغوراس ويوستين،
ومنهج كل واحد فيهم.
الفصل الخامس: (آباء الكنيسة وبدايات الكتابة اللاهوتية)
بيدور حوالين العصر الآبائي والمقصود بلقب ”أب“، وكذلك
التقليد وشروطه بحسب أب مهم جدًا اسمه ”فنسينت الليرنسي“. ثم أهمية كتابات الآباء
الرسوليين، ثم نشأة المدارس اللاهوتية: اسكندرية وأنطاكية. واستعرض الكاتب الخلاف
بين المدرستين سواء في المنهج التفسيري للكتاب المقدس، او النظرة الخريستولوجية.
لكن أنا بختلف قليلاً مع الكاتب في الجزئية الخاصة بالمنهج التفسيري. أنا أؤيد
أكثر ما قاله Karlfried
Froehlich أن مفيش
تفرقة حادة بين المدرستين. أوريجانوس كان حرفي وتاريخي في بعض الأوقات،
والأنطاكيين كانوا برضو بيتكلموا عن الثيؤريا والمعنى الروحي، ولم ينكروا وجود
طبقات متعددة للنص الكتابي. كمان التفسير الرمزي التيبولوجي ده كان موجود في
المدرستين عادي جدًا.
الفصل السادس: (قسطنطين وأثناسيوس والأزمة الأريوسية)
يتحدث هذا الفصل عن إيمان قسطنطين، وبداية الأزمة
الأريوسية، وعن الصراعات اللي حدثت بعد مجمع نيقية على مصطلح ”هوموأوسيوس“- ستجد
عند الكاتب شرحًا رائعًا للأسباب والملابسات. ثم يتحدث عن الدور اللي لعبه ق
أثناسيوس في المجمع وبعده. يوجد في نهاية الكتاب ملحق عن الترجمة السبعينية- جيد جدًا.
لكن كنت أتمنى أن أقرأ المزيد عن ملامح النص السبعيني وهل هو ترجوم أم ترجمة.
وأمثلة أكثر عن الاختلافات بين النص العبري والنص اليوناني.
بشكل عام أستطيع أن أقيم الكتاب في النقاط التالية:
1- يظهر اطلاع الكاتب الواسع على دراسات قديمة (ربما كانت
مستقرة لحين) والدراسات الحديثة أيضًا تتيح له نقد الدراسات الأقدم في ضوء الاكتشافات الحديثة.
2- يحاول الكاتب استعراض الأخبار التاريخية من مصادر مختلفة.
ويحب أن يستعرض أولاً المصادر غير المسيحية ثم ينتقل بعد ذلك للمصادر المسيحية،
ويعامل النوعين من المصادر بنفس المعايير، وهذا يُظهر سعي الكاتب إلى الحيادية
بقدر المستطاع.
3- يتأكد هذا من خلال استعراضه للآراء والتعليقات المحافظة
والتقليدية والليبرالية أيضًا؛ ولا يتورع في نقد الليبرالية منها في حالة ثبت عدم
صحتها في ضوء الاكتشافات أو الدراسات الحديثة.
4-
الكاتب يستند على قدر كبير من المراجع العربية
والأجنبية.
5-
وأخيرًا ستجد الأسلوب سهل، وتدفق الأفكار بشكل سلس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق