الاثنين، 18 فبراير 2019

حث على الاستشهاد- العلامة أوريجانوس



بيانات الكتاب:
رسالة إلى الشهداء- ترجمة أبونا موسى وهبة
ودي ترجمة لمقالة لأوريجانوس بعنوان (Exhortation to Martyrdom). كنيسة ما رجرجس خماروية- شبرا مصر
المقدمة:
كتب أوريجانوس المقالة دي لتشجيع وتعزية صديقيه أمبروسيوس وبروتكتيتوس اللي كانوا في السجن منتظرين الاستشهاد.. وبيشجعهم فيها على قبول هذه الضيقة اللي وصفها ”بخفة ضيقتنا الوقتية“.. وبيفكرهم أن اللي بيحب ربنا من كل قلبه بيشتاق للالتصاق بشخصه المبارك، وبيتطلع لساعة الموت (صفحة 23)، ولو في صعوبة في كده يبقى الإنسان لم يعطش بعد إلى الله (24). أوريجانوس بيفكرهم بمكافآت ربنا وبيقولهم: ”إذن فلا تجزع أرواحنا، بل حتى أمام كراسي القضاء، وفي مواجهة السيوف التي شُحذت لتقطع رقابنا، تظل أرواحنا محفوظة في سلام الله الذي يفوق كل عقل.. نستطيع أن نشعر بالطمأنينة الهدوء، عندما نتذكر أن الذين يفارقون الجسد يعيشون مع إله الكل“ (25).
أوريجانوس بيقولهم إن ربنا بيعتني بكل الخليقة وإحنا كمان ”في يده أمرنا جميعًا، لذلك فإن التغافل عن هذه الحقيقة هو ضرب من ضروب الحماقة والجهل“ (26). خصوصًا إن الناس اللي بيضطهدونا هيموتوا وهيدانوا أمام الله. وبيقولهم دي معركة بين التقوى والقوى الدنيوية المعادية وبيقول لازم الاعتراف بالخلاص ولا نكتفي ”بقصر الإيمان على القلب“ (27).
الفصل الأول:
يذكرهم بعدم السجود للأوثان.. ولا حتى تماشيًا في الظاهر مع الناس.. وإن ربنا وصف نفسه بإنه غيور علشان يحمي شعبه من عبادة الأوثان- ”من يحمل الشهادة يرتبط مع من يشهد له ويصير واحدًا معه كالعريس والعروس“ (35). وفي المقابل الإنكار بيفصل الإنسان عمن ينكره. ”مَن يكيل مكياله شهادة.. سينال نفس المكيال شهادة له. ومن يكيل مكياله جحودًا.. يأخذ نفس المكيال "لا أعرفكم"“ (35).
الفصل الثاني:
لو عايزين الخلاص لأنفسنا لازم نفقد أنفسنا في بطولة الاستشهاد.. وبالاستشهاد هنشوف اللي بولس معرفش يوصفه (39). أوريجانوس بيفكر صديقه أمبروسيوس بكلام بطرس أنه ترك كل شيء وتبع المسيح.. فسمع بطرس وعد المسيح بالمكافأة (مت 19) بضعف من الأخوة والأطفال والحقول والبيوت.. إلخ. لكن أوريجانوس بيعلق ويقول أنه مجبش سيرة الزوجات.. والسبب في كده أنه في القيامة مفيش جواز. أوريجانوس هنا بيقرأ من مرقس 10: 19، 20 اللي لم يذكر تعويض عن المرأة أو الزوجة. ثم يذكر صديقيه بعهدهم مع ربنا وقت المعمودية.
الفصل الثالث:
بيذكر أوريجانوس قصة أليعازر المكابي وأنه تقدم للتعذيب بإرادته (2مك6: 19) وبيحكي قصة من سفر المكابيين مليانه بسالة وشجاعة عن الأخوة السبعة (مك 7) اللي اتعذبوا على يد أنطيوخس. وأنهم اختاروا أن يموتوا ولا يخالفوا شريعة آبائهم. واحد منهم سلخوه وقطعوا أطرافه وفي الآخر شووه على النار.. لكن أوريجانوس بيعلق ”كان اعتقادهم راسخًا بأن عين الله ترقبهم وتشهد آلامهم“. وبيقول إحنا هنقوم في الآخر لكن الطاغية سيقوم للخزي الأبدي. ثم يمتدح اوريجانوس ثبات أم الأبناء السبعة دول.. وبيقول: ”لأن ندى التقوى وأنفاس القداسة التي تتردد في صدرها لم تسمح لمشاعر الأمومة الملتهبة أن تغلبها فتنكص على عقبيها“ (58). وبيقول إن القصة دي بتعلمنا أن التقوى ومحبة الله أقوى من أي شيء آخر- ”حُب الله لا يقبل التعايش مع الضعف البشري، بل يطرده ويقصيه عن نفس الإنسان“ (58).
الفصل الرابع:
بيقول أوريجانوس أن الشهيد بياخد كأس الخلاص (الاستشهاد) كتعبير عن العرفان لله. ثم يفند الادعاء بأن المسيح خاف في جثيماني أمام الصليب ولأن المسيح ”قلبه الممتلئ بالمعرفة المقدسة كان مستريحًا في الآب عندم اندلعت الحرب ضده“ (62). ثم يسمي تعدد الآلهة ”كفر وإلحاد“، وبيقول كأن نبوخذ نصر الآن يوجه تهديده لنا نحن إسرائيل الحقيقي (عب11) (67). ثم يقوهم ”ابذلوا حياتكم لكي تنالوا الحياة الأبدية“ (76).
يتناول أوريجانوس فكرة بغضة الزوجة والأولاد والأب والأم.. وبيقول البغضة دي لخيرهم.. لأنها هتدينا دالة عند الله لنتشفع لأجلهم (76). ولما نواجه الموت بشجاعة هنقدم ليهم حب أعظم. بيقول إن ده وقت تمجيد.. لأن الصبر ينشئ تذكية. ثم يقول حاجة جميلة جدًا: ”رغبتنا في المعرفة تظهر في أعمالنا اللي تتوافق مع المعرفة.. العفة تظهر في تجنب الدنس.. إحنا أبناء إله طويل الأناة وأخوة للمسيح الصبور. وبالتالي علينا أن نظهر احتمالنا وصبرنا في كل ما يحل علينا من ضيقات“ (83).
الفصل الخامس:
يقول أوريجانوس أن الجسد الفاسد يقيد الروح.. المسكن الأرضي يخنق العقل بكثرة الهموم. ”لماذا لا نتخلص من قيودنا ونحرر ذواتنا من عواصف الشهوات التي يثيرها علينا الجسد والدم“ (86). وبيوصف موجة الاضطهاد دي بأنها اختبار هل البيت مبني على الصخر ولا على الرمل. واختبار لنوعية التربة بتاعتنا.. فلو تحملنا الاضطهاد ”سنثبت أن قلوبنا استوعبت زرع الله كتربة صالحة“ وهنثبت ”إن زرع الله لم تخنقه الأشواك.. لأنهم سيرون بعيونهم أنه لا هموم هذا العالم، ولا غرور الغنى، ولا لذات الحياة، استطاعت أن تكتم كلمة الله في أرواحنا“ (88).  
في النهاية بيعبر لصديقيه أنه بيلمس ظروفهم الصعبة .. وبيعتذرلهم أنه لو قال شيء تافه أن يتغاضوا عنه.. وبيختم رسالته ليهم بعبارة ”إلى أن نلتقي معًا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق