الخميس، 7 فبراير 2019

مساو للآب في الجوهر- يوحنا ذهبي الفم



بيانات الكتاب
6 عظات ليوحنا ذهبي الفم
ترجمة أ. نشأت مرجان عن الفرنسية
بمعرفة دار النشر الأسقفية
في 125 صفحة (قطع متوسط)
إليكم الملخص:
العظة الأولى:
بعد عظاته بعنوان ”في أن الله لا يمكن إدراكه“ يواصل ذهبي الفم كلامه عن مجد الابن. وبيرد على اعتراض إن طالما اسمه ابن، وإحنا كمان أبناء، يبقى غير مساوى للآب. المعترضون ”يسعون باستماتة إلى إنزاله (أي الابن) إلى تفاهة مستواهم ذاته عندما يقولون: نحن أيضًا دعينا أبناء“ (5). وبيقول إن الابن لينا ده لقب أما بالنسبة له هو أمر حقيقي. هو الابن الوحيد.. هو بهاء مجد الاب ورسم جوهره.. هو والآب واحد.. الكتاب مثلاً بيقول علينا آلهة.. هل معناها أننا نكون زي ربنا؟
ذهبي الفم بيرد على اعتراض ثاني أساسي هو صلاة المسيح في جثيماني، والمعترض بيقول لو هو من نفس جوهر الله فلماذا يصلي؟ (17). وبيجيب على السؤال ده كالآتي: 1- صلي بسبب التجسد، فلو لم يظهر الأمور الخاصة بالبشر لن يأمنوا بتدبير الفداء. 2- صلي بسبب ضعف سامعيه. في مواقف كثيرة كان بيكلمهم عن الأمور الآلهية ويتعثرون فلما يظهر أمور بشرية متواضعة.. ده مش دليل على وضاعة جوهره، بل تكيُّف وتنازل . 3- صلى لتعليمنا الاتضاع، 4- صلى للتأكيد على تمايز الأقانيم.
ذهبي الفم كرر كذا مرة وقال إننا عندنا أسباب كثيرة تفسّر تصرفاته التي تبدو بشرية متواضعة لكنه بيتحدى الهراطقة أن يقدموا سببًا واحدًا لتفسير الأمور الآلهية اللي قالها وعملها (25). كلمات الصلاة في جثيماني تنتمي لتدبير الفداء، وإلى ضعف المسيح في الجسد (27). المسيح لم يتراجع أمام الصليب لكنه هنا.. يُظهر الضعف الذي ينتمي للطبيعة البشرية، فالطبيعة البشرية تفضل ألا تُنزع من الحياة الحاضرة وتجفل وترتد من الموت. لماذا؟ لأن ”الله غرس في الطبيعة البشرية حب لحياة هذا العالم“ (30) وإلا كان الإنسان ينتحر لأتفه الأسباب. ومينفعش يعترضوا أن كلام المسيح في جثيماني دليل على مشيئتين متناقضتين؟ لأن الهراطقة نفسهم بيفسروا آية ”أنا والآب واحد“ بأنها واحد في المشيئة فقط (33).
المسيح كان يُظهر ضعفه ليؤكد طبيعته الناسوتية، وفي أوقات كان يخفيها حتى نتأكد أنه ليس مجرد إنسان عادى (33). وفي قاعدة بيصيغها ذهبي الفم كالتالي: ”لو لم يُظهر مطلقًا إلا كل ما هو يليق بالإنسان، لاعتقد الناس أنه مجرد إنسان. ولو لم يتمم فقط إلا ما يليق بلاهوته، ما كان أحد سيؤمن بتدبير الفداء. لهذا السبب هو مزج ونوّع كلماته وأفعاله“ (33، 34).
العظة الثانية:
بيناقش فكرة مهمة.. هي أن الله يُقال عنه أنه ينام (مز 44)، وفي مراته لا ينام (إر 14: 9). ذهبي الفم بيقول كلا المقولتين صحيح لو فهمنا الكلمات بطريقة مضبوطة. ”الله ينام بمعنى صبر الله واحتماله.. ولا ينام بمعنى سمو طبيعته“ (أنا بتساءل هل يمكن تطبيق نفس المبدأ على فكرة أن الله يغضب). وبيناقش فكرة أخرى مهمة عن إن المسيح قال في متى 25 أن النار معدة لإبليس وملائكته.. لكن ربنا أعد الملكوت للبشر.. وجهنم مش للبشر لكن لإبليس وملائكته.. طبعًا دي مقولة بيستخدمها البعض أن ربنا مش بيعاقب حد..
لكن ذهبي الفم في الجملة اللي بعديها على طول بيقول ”لو أظهرتم بحياتكم أنكم تستحقون العقوبة والانتقام سيكون من العدل أن تطبقوا هذه العبارة على أنفسكم“ (42). حتى إنه بعد كده في مثل العذارى بيقول إن الزيت هو الصدقة، وإن ”الباعة موجودين فقط في الحياة الحاضرة. بعد رحيل الإنسان من هذه الحياة وتفرق رواد المسرح، لا يمكن للمرء أن يجد علاجًا لما حدث. لا يوجد هناك عفو أو تبرير لأي شيء حدث، بل على كل مدى الحياة الآتية يلزم للإنسان الخاطئ أن يدفع العقوبة“ (44). وبيأكد بعد كده إن المسيح ديان يعني يكلل وينتقم.. الاثنين. كلام المسيح على أن الجلوس عن يمينه وعن شماله أمر يختص بالآب ولمن أعد لهم.. يعني عاوز يقول أنه زي الحكم يوزع الجوائز بدون محاباة بحسب نتائج المباريات (53).
العظة الثالثة
بيرد على اعتراض الهراطقة على صلاة المسيح أمام قبر لعازر.. لكن ذهبي الفم بيقول إن صلاته كانت من أجل ضعف اليهود كنوع من التكيُّف والتنازل.. وبحسب طلب مرثا لما قالتله ”أعلم أن كل ما تطلب من الله يعطيك الله إياه“.. وفنّد محتوى الصلاة ولم يجد فيه أي توسل أو تضرع.. وأخيرًا صيغة الأمر ”لعازر هلم خارجًا“. ”لو كان قد أعطى أمرًا عامًا لكل الموتى، لكن قد أقام كل الموتى من قبورهم“ (ص67).
العظة الرابعة:
بيتكلم عن المسيح اللي أخد الشريعة القديمة وقوّمها وكمّل الناقص فيها. وبيقول إن ”الناموس لم يكن ناقصًا بسبب طبيعته ذاتها، إنه صار هكذا بمرور الوقت“ (81). في وقته كان كاملاً لكن البشرية هي اللي تقدمت.. فصار الناموس القديم أقل كمالاً. وبيقول تشبيه الأمير الصغير اللي بيدرب على أسلحة بسيطة لكن لما يكبر مش هتكون مناسبة ليه.
ثم يرد على اعتراض ثاني هو أن أخذ الابن للجسد يعني في نظرهم إنه أدنى من الأب.. بيرد ذهبي الفم بفيلبي 2: 6، 7.. أنه لم يحسب خلسه أن يكون معادلاً لله.. يعني لو كان أخذه للجسد يجعله أدنى.. لا يمكن أن نسمي ذلك تواضع.. لكن ده تنازل وتكيُّف وده لا يقلل أبدًا من مجده. ”لأن مجده لم يكن غريبًا عنه، أو لم يدخله من خارج نفسه، ولم يُعط له بالسرقة، ولم يكن مجده مجد آخر لا يخصه“. يعني مش مجد مكتسب خارجيًا.. وبالتالي تنازله عنه هو ده التواضع الحقيقي.
العظة الخامسة:
بيحاول ذهبي الفم يثبت لاهوت الابن من الكتاب المقدس وبالأخص من العهد القديم. وبيقول موسى كتب عن المسيح (يو 5)، إزاي؟ لما قال ”نعمل الإنسان على صورتنا“ وبيقول أن كلمة ”نعمل“ بالجمع صفة التشاور.. ومرة يُقال عن الله أنه ليس له مشير (إش 40)، ومرة يتقال عن ابن الله أنه المشير (إش 9). وكلا الأمرين صحيح لو اتفهموا صح (97). وبيقول على صورتنا، ولم يقول على صورتي اللي هي أعظم من صورتك.. لأنه يوجد صورة واحدة للآب والابن.. ومتطابقة. جلوس المسيح عن يمين الآب علامة على قوة ربوبيته.. الجلوس علامة على الكرامة.. لأن الملائكة الخدام لم يُذكر عنهم أبدًا أنهم يجلسون بل وقوف قدام ضابط الكل.
العظة السادسة:
بيشرح تفاعل المسيح مع مريض بركة بيت حسدا. وأنه عمل المعجزة يوم السبت علشان ”يحرر اليهود مستقبلاً من اتباع الناموس. عندما تشرق الشمس لا يكون هناك أي احتياج للجلوس بجانب المصباح. وعندما تم إظهار الحقيقي لم يعد لليهود أن يتعلقوا بالمثال“ (115). وكلامه على أن ”أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل“ يو 5: 17 يعني أن له نفس الكرامة ونفس العمل. هو مش لابس ملابس أمبراطور كاختلاس.. ولكن كحقيقة (121). وبيقول في معجزة أخرى عملها يوم سبت استشهد بداود. ”عندما يترافع عمن هم عبيد (تلاميذه) فإنه يستشهد بداود رفيقهم، لكن عندما يدافع عن نفسه، يستند لأبيه كحجة ويقول: أبي يعمل.. وأنا أعمل“ (123).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق