بيانات الكتاب:
الكنيسة تحبك
إصدار لجنة التربية الكنسية- إسكندرية-
في (80 صفحة من
القطع الصغير)
عبارة عن عظتين كتبهم ذهبي الفم بمناسبة واحد اسمه
أتروبيوس (Eutropius) كان عبد في الأول وصار أحد رجال الأمبراطور
في عهد أركاديوس وأفدوكسيا زوجته، وكان مسيطر على مقاليد الأمور، وألغى حق الكنيسة
في حماية اللاجئين إليها.. لكن تبدلت الأحوال واضطر للهروب والاحتماء في الكنيسة.
صعب على ذهبي الفم، ودافع عنه وخباه في الكنيسة. إحدى العظتين كان لسه موجود في
الكنيسة والثانية كان هرب من الكنيسة ليلاقي حتفه وإعدامه خارجها. فيما يلي ملخص
للعظتين:
العظة الأولى:
في رثاء لحال أتروبيوس بيقول أين البهرجة الأوبهة اللي كانت مصاحبة ليك.. فين المتملقين.. والولائم.. صاروا خيالات.. وظلاً عبر.. ودخان
تبدد.. وفقاعة وانفجرت.. ونسيج عنكبوت قد تهرأ. ”أما كنت أقول لك أن الثروة هي
خادم ناكر للجميل؟ لكنك لم تصغي إلي“. لما كنت بنتتهرني علشان مقولش الحق.. كنت
بقولك أنا بحبك أكثر من اللي بيتملقوك.
هما سبوك وأنا مش هسيبك في كارثتك. الكنيسة اللي كنت بتعاديها.. بتفتح أحضانها
ليك.
يدعو ذهبي الفم الناس تاخد عبرة.. من تبدل الأمور
الدنيوية. وأنهم يغفروا للراجل ده.. لأنها فرصة للكنيسة تظهر قوتها وعطفها.. وبكده تكون قد ”أسرت عدوها بالحب وأبادت عداوته“..
حاجة كده زي المثل اللي بيقول إذا أردت التخلص من أعدائك حولهم إلى أصدقاء. وبعدين
بيقول أن أتروبيوس ده عبرة للأغنياء حتى لا يعتمدوا على المال، وعبرة للفقراء
علشان ميسبوش فقرهم.
العظة الثانية:
بيقول أن أتروبيوس ساب الكنيسة بإرادته ولم تتخلى
الكنيسة عنه.. وبيطمن الشعب بسبب هجوم الجيش على الكنيسة وبيقول: ”لا تحدثني عن
الحصون والجيوش، لأن الحصون تشيخ بمرور الزمن، أما الكنيسة فلا تشيخ..“،
”هكذا
يكون حال الكنيسة:
عندما يهاجمونها تنتصر،
يلقون عليها الشباك فتغلب،
يشتمونها فتزدهر أكثر،
تُجرح لكنها لا تخور بسبب جراحاتها،
تهاجمها العواصف، لكنها لا تهلك.
تصارع لكنها لا تُقهر،
يحاربونها لكنها لا تنهزم.
وإذ هي تعاني من هذه الحروب القائمة يظهر بالأكثر سمو
نصرتها.“
تعرض ذهبي الفم في الوقت ده لإهانات وبيقول أنهم سحبوه
على الأرض.. لكنه لم يشعر بالإهانة. ”فالعالم كله قد يهينك، لكنك إن لم تهن نفسك
بنفسك لا تكون مهانًا“. ثم يشرح بوضوح أنه لا يهاجم الغنى بل الجشع.. ”فالأغنياء
أولادي، والفقراء أيضًا أولادي“. ثم يتحدث عن السعادة، ويقول ”لا تسمي الغني
سعيدًا، ولا تسمي إنسانًا أنه بائس، إلا من يسلك في الخطية.. لأن الإنسان لا يكون
سعيدًا أو بائسًا بحسب الظروف بل بحسب أحواله الداخلية“. الحياة رحلة عابرة..
ونقيم في فندق. فماذا نفعل؟ ”انزع الكماليات.. لا تطمع.. لا تظلم.. لا تغتصب“.
بيتعرض لتعبيرات أنثروبوموفية زي الله يندم أو يغضب أو
يكره أو يغتاظ.. وبيدلل بشواهد، ولكنه بيقول ”لا تأخذ في اعتبارك ضعف التعبير..
الله غيور لأنه يحب.. يغتاظ ليس لأأنه خاضع للعواطف بل لأجل التأديب.. ينام ليس
لأنه ينعس بل هو تعبير عن طول الأناة“ (صفحة 47). وبيقول إن الله بيقبل تعبيرات
جسدية معروفة لينا ”حتى نفهم أمورًا تسمو عن أفهامنا“. لكن هذه التعبيرات لا تُفهم
بمعنى مادي جسدي. ”إن الله خاطب البشر مستخدمًا توضيحات بشرية.. وهي تعجز بحق عن
أن تمثل ما يتكلم به.. لكنها تكفي السامعين بمقدار ضعفهم“ (صفحة 53).
بيشرح ذهبي الفم كيف نزل العريس من سماه، أي المسيح،
ليرتبط بعروسه (الكنيسة، ويطهرها بعد زناها، ويمهرها بدمه.. وعربون الروح القدس..
ويلبسها ثوب الفضيلة الموشى بالذهب. ثم يتطرق لأمر الزواج ثانية.. وبيقول إن ربنا
لمّا عرف أنه لو رسم طريق واحد لكل الناس سيضل كثيرون.. فرسم لينا طرق مختلفة. مش
هتقدر تدخل الملكوت بالبتولية، أدخله بزيجة واحدة.. مش هتقدر تبقى ذهب، كن فضة..
مش هتقدر تكون شمس، كن قمرًا.. مش هتقدر تكون بتول، كون عفيف في زواجك.. مش هتقدر
تبيع كل ممتلكاتك.. قدِّم صدقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق