السبت، 19 يناير 2019

تفسير غلاطية- ق يوحنا ذهبي الفم


دي ترجمة لأنبا موسى أسقف الشباب 
في 64 صفحة 
لكن الترجمة دي ظهرت مرة تانية بالضبط
بدون ذكر المترجم في الطبعة دي (في عمان)   


بيشرح ذهبي الفم مناسبة الرسالة، وهي أن المتهودين اللي قالوا بضرورة ممارسة الختان والسبت ورؤوس الشهور... وبيقول إن ”بولس أخطأ إذ تجاهل هذه الأمور لأن بطرس ويعقوب ويوحنا، الكبار بين الرسل ورفقاء المسيح- لم يمنعوا هذه الممارسات“ (ص6). بس يبرر ده أن منعهم مش على ”أساس تعليمي بل على أساس ضعف الداخلين من اليهود إلى الإيمان بالمسيح“ (ص7) وهذا ما لم يقبله بولس. المتهودين استغلوا هذا الأمر وطعنوا في رسولية بولس.. لذلك يبدأ بولس رسالته بـ ”بولس رسول من الناس وليس بإنسان“ (غل 1: 1).
بيفسر آية: ”بل بيسوع المسيح والله الآب“ وأكّد بيها على المساواة بين الآب والابن. لأن بعض الهراطقة استغلوا صيغة المعمودية وقالوا إن الابن أقل لأنه جاء بعد الآب في الترتيب... لكن في الآية دي جاء الابن قبل الآب في الترتيب.. وده بيؤكد المساواة الكاملة.
تعليقًا على تعبير ”العالم الحاضر الشرير“ بيقول بعض الهراطقة أخذوا على بولس أنه بيوصف العالم بالشر.. وقصدهم إن الحياة الحاضرة نفسها شر..لكن ذهبي الفم بيوضح ”إن الحياة الحاضرة ليست شرًا بل فرصة بركات ومكافآت عديدة..“ (ص12) وبيقول لو إن الحياة شر لما اختار بولس أن يبقى من أجل الخدمة. وبالتالي العالم الحاضر الشرير معناها الأفعال والمبادئ الشريرة؛ لأن المسيح لم يأتِ ليخلصنا من الحياة الحاضرة بالموت- وقال أنه طلب من الآب ألا يأخذهم من العالم بل أن يحفظهم من الشرير (يو 17). ”ولو لم نقبل هذا التفسير فعلينا ألا نلوم المنتحرين“ لأنهم بكده سحبوا أنفسهم من الشر فيستحقون إكليلاً (ص13). وأخيرًا بيقول: ”كيف نقول إن هذه الحياة شريرة بينما نتعرف منها على الله؟“.
بيقول بولس إن مجرد إدخال وصية زي الختان والسبت تغيّر من جوهر رسالة الإنجيل. وده شيء خطير.. ده العهد القديم كان بيؤمر بقتل مَن يجمع حطبًا في السبت. وبيقولنا تفسير لقصة عزة اللي لمس التابوت وقال إنه مات.. لأنه مارس وظيفة ليست له.
بيقول ذهبي الفم ”يجب أن نثق في الكتب المقدسة أكثر من معجزات إقامة الموتى“ (ص18). وبيدلل على ذلك بقول أبونا إبراهيم للغنى الغبي ”عندهم موسى والأنبياء ولا إن قام واحد من الأموات يصدقون“ (لو 16).
بولس بعد 14 سنة راح علشان يتأكد من رسالته.. وليه استنى الوقت ده كله.. ذهبي الفم بيقول مش علشان هو كان متشكك.. لكن علشان يقنع المتشككين في خدمته.. وده كان ترتيب من الروح القدس (ص29). ذهب ومعه شهود ”ليقطع ألسنة المخادعين“ (ص30). عرض بولس أنجيل الغزلة على الرسل الأعمدة.. وأعطوه يمين الشركة (ص17).
قصة مواجهة بولس لبطرس في أنطاكية.. ذهبي الفم بيقول إن ده مش معناه اتهام بولس لبطرس بالرياء..بل ”حكمة مباركة من الرسولين“ ويبرر ده بأن بطرس من عادته أنه جسور وشجاع فمن غير المحتمل أنه خاف من المتهودين. وإنما بطرس عمل حركة كده علشان يعطي فرصة لبولس لينبهه (ص38)، فيعترض بولس ويخضع بطرس.. فيخضع تلاميذ بطرس على طول – وبالتالي التلاميذ كانوا بيخافوا يعثروا تلاميذهم. الهامش بيقول إن جيروم قال نفس الرأي، لكن أغسطينوس وترتليان وكبريانوس وأمبروسيوس وأخرون قالوا أن بطرس أخطأ. وأعتقد أن بولس سمى هذا الأمر رياءً ”حتى برنابا انقاذ إلى ريائهم“ يعني بيسميه رياء علني.
”مع المسيح صُلبت“ بولس يقصد هنا المعمودية. (الفكرة هتلاقيها في تعاليم الموعوظين وتشبيه المعمودية بالصليب.. لأن المسيح سمى آلام الصليب بالكأس والصبغة).
”من رقاكم؟“ بيقول ذهبي الفم.. ”أينما تقرأ في الإنجيل عن الحسد لا تظن أن نظرة الحاسد لها أدنى تأثير على المحسود“ (ص 48)..”العين كعضو بريئة من هذه الخطية التي صدرت أساسًا من القلب المنحرف“.
سيطر على الغلاطيين فكرة (تث 27: 26) ”ملعون من لا يقيم كلمات هذا الناموس ليعمل بها“ لكن بولس قال إن المسيح أبطل اللعنه لمّا صار هو لعنة لأجلنا. وبأخذه اللعنة خلصنا منها. وعهد الله مع إبراهيم لم يُبطل بالناموس. ولكن الناموس زيد بسبب التعديات ليكون كلجام ضد الانفلات في الشر.  بالنسبة لآية ”لأن الناموس أغلق على الكل“ ذهبي الفم بيقول أغلق معناها أقنع.
في المقابلة بين هاجر وسارة، ذهبي الفم بيقول إن هاجر معناها في لغة أهلها ”جبل سيناء“ – والمقصود بأورشليم العليا الكنيسة اللي كانت عاقر وأصبحت عندها أبناء أكثر من المتزوجة (مجمع اليهود). وتعليقًا على الختان بيقول ”لأن الخطية لا تبدأ من الأعضاء بل من الإرادة المنحرفة. وإلا يلزمنا أن نقطع اليد حتى لا تسرق..“ (ص73) والتصحيح يبدأ من الإرادة.
بيقول إن ”الزاني والبتول يكسران الناموس ولكن في اتجاه مختلف. هذا إلى أعلى وذاك إلى أسفل- الأول يتعدى على الناموس والثاني يسمو فوقه بالنعمة“ (ص74). وبيقول إن ”شهوة الرئاسة هي أم الهرطقات“ (ص74) وإنه كما تدوب الشموع أمام النيران هكذا الانقسامات أمام المحبة.
في تعليق على آية ”الجسد يشتهي ضد الروح“ بيقول دي مش ثنائية لأن الجسد هنا مش مقصود بيه الأعضاء لأن الأعضاء لا تشتهي لكن الجسد مقصود بيه الإرادة المنحرفة (ص76). وبيقول إن كتير من الخطايا ملهاش علاقة بالجسد. وبيرد على البعض اللي بيقول إنه مجرد تسمية انحراف الروح بالجسد هو اتهام للجسد.. وبيقول إن كلمة جسد تستخدم بمعنى إيجابي زي جسد المسيح.. وبالتالي صلبوا الجسد معناها أي الأهواء والشهوات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق