الثلاثاء، 22 يناير 2019

عن البتولية- ق يوحنا ذهبي الفم




بيانات الكتاب
عن البتولية – ق يوحنا ذهبي الفم
ترجمة أ. نشأت مرجان
إصدار مكتبة المحبة في 180 صفحة (قطع متوسط)

وتوجد ترجمة أخرى
لأبونا مرقوريوس الأنبا بيشوي
ودي ترجمة أخرى لبنانية.. 

(ملحوظة: قرأت الترجمة الأولى فيها أجزاء صعبة وغير واضحة.. والأهم من ذلك بعض الآراء الصادمة للقديس يوحنا ذهبي الفم عن الزواج – مما اضطر المترجم أن يختلف مع أبونا القديس في بعض المواضع).
إليك الملخص
في البداية بيهاجم ذهبي الفم بتولية الهراطقة.. لماذا؟ لأن دافعهم هو إن الزواج شيء دنس.. و”امتناعهم عن الزواج امتناع من اعتبر الزواج شرًا ينبغي تحاشيه“ (فصل 1: 2)- وده شيء إيجابي من ذهبي الفم. وقال إن محتقري البتولية سيعاقبون بالنار التي لا تطفأ والدود الذي لا يموت (فصل 2: 1). الغريب أن بيقول إن ربنا عاوز كل البشر تمتنع عن الزواج (2: 2) وده رأي بولس.. لكن ربنا عارف ضعف الجسد. بيرد على اعتراض عليه بأنه يحقّر من الزواج (8: 1) وبيقول لأ.. ”هوذا في معاملتك للزواج باحتقار شديد فأنت تهين حكمة الله.. إن كان الزواج دنسًا، فكل المولودين عن طريقه دنسين“ (8: 1). وبيقول إن مَن يتبتل وله نظره احتقار للزواج أو يعتبره شرًا، فليس له مكافأة. ودي شيء إيجابي آخر من ذهبي الفم.

ثم يستعرض موقفه من الزواج كالتالي: ”أومن أن البتولية مكرمة أكثر من الزواج، ونحن لا نضع الزواج في مصاف الأشياء الشنيعة، بل على العكس أنا أمدحه بحماس شديد، فهو لمن يستعملونه حسنًا ميناءً للعفة ويكبح جماح الطبيعة الشهوانية. الزواج الشرعى يقف كسد تتكسر على جدرانه الشهوات الجامحة ويصنعنا في آمان ويجلب نا الهدوء الشديد“ (9: 1). ولمّا ذهبي الفم بيشجّع على البتولية فهو لا يشين الزواج (9: 2). هو بينهي عن الزنا والنجاسة وليس الزواج (9: 3). واللي اعتنقوا الزواج ”فهم عفيفون ولا أكن لهم إلا المدح“ (9: 3). ”ولو حقرت من شأن الزواج،  ده معناه أنك بتحط من قدر البتولية، ولو كرمت الزواج، فده معناه إنك ترتقي بالإعجاب الذي تستحقه البتولية وتزيد بريقها“ (10: 1)
لكن في (10: 3) بيقول إن البتولية أعلى مرتبة من الزواج.. علو يساوي علو السماء عن الأرض. وبولس لما بيقول ”أقول أنا لا الرب“ فهو لا يقول شيئًا مخالف للمسيح.. معناها إن دي وصية لم يعطها الرب لتلاميذه.. لكنه أعطاها الآن لبولس (12: 3)! كمان بولس مش هيجرؤ أن يصرح بهذا التعليم إن لم يُعطى له بإلهام (12: 4)، والممارسة الكنسية تثبت هذه الوصية (12: 5).
بيرد ذهبي الفم على اعتراض.. لو خير للرجل ألا يمس أمرأة.. فما هدف مشروع الزواج.. وماذا سيكون دور المرأة إن مكنش زواج وخلفة أولاد؟ إيه اللي هيمنع انقراض الجنس البشري؟ ذهبي الفم بيحتقر الاعتراضات دي.. وبيقول إن ”العلاقات الجنسية والحمل والمخاض والولادة كلها أشكال للفناء“ (14: 3). و”أما عن تناقص (انقراض) الجنس البشري، فهذا شيء ليس من شأنهم“ (14: 14) وبيقول إن آدم وحواء كانوا في حالة بتولية- لكن ”الزواج أتى نتيجة العصيان واللعنة والموت. فحيث هناك موت يوجد أيضًا الزواج. انزع الأول يتلاشى الآخر“ (14: 6) ومتخافوش على الجنس البشري من الانقراض.. هو آدم كان جه إزاي؟ ولا حواء؟ وفي ربوات ملايكة بتخدم ربنا لم تأتِ عن طريق التناسل.. يعني سهل قوي ربنا يخلق بطريقة أخرى غير الزواج (14: 6). وبيأكد إن ”الزواج لا يستطيع أن يكثّر البشر بدون إرادة الله“ (15: 1)، لأن الله لو أراد ينميهم لما عِدم الوسيلة، لكنه شاء أن تكون بهذه الطريقة كما يقول الكتاب بسبب عصياننا (15: 1) ودليله في كده إن الزواج لم يظهر قبل السقوط، والجنس لم يظهر قبل الطرد من الفردوس والمخاض لم يظهر قبل اللعنة (15: 2). وبيقول مرة ثانية ”الله لم يكن بحاجة للزواج من أجل تكاثر البشر على الأرض“ (17: 5) والبتولية عمرها ما هتبيد البشرية بل الخطية (18: 1).
مرة ثانية بيقول إن الزوج ليه هدفين: الإنجاب، وتلطيف حدة الشهوات. وبعد أن امتلأ العالم بالبشر لم يبقَ إلا هدف واحد هو كبح جماح الزنا (19: 1). وبيقول إن اللي هيحتقر البتولية ربنا هيعقبه عقاب شديد وأورد الأطفال اللي استهزأوا بأليشع النبي ومريم أخت موسى، والجندي اللي راح يستدعي إيليا.. وبيرد على سؤال حلو.. ليه مش بيحصل كده في معظم الحالات- فأجاب بإنه ”إن أفلت أحد من العقاب فلن ينجو منه دائمًا“ (23). واستشهد بآية 1تي 5: 24 عن خطايا بعض الناس واضحة تتقدّم إلى القضاء أمّا آخرون فلن تكشف إلا فيما بعد. والخطاة لو لم يُعاقبوا فده مش معناه أنهم في مأمن بل سيعاقبون في الدهر الآتي.. جهنم تنتظرهم (24: 2).. وفي نار معدة لمن يحتقروا جمال البتولية (24: 4). وهو لا يستطيع أن يقارن الزواج بالبتولية أو يساوي بينهما (34: 5).
ينتقل لموضوع الزواج الثاني وبيعتبر من يتزوج بعد وفاة زوجته مثل حانثي اليمين وأنهم يجسدون التذبذب وعدم الثبات (على المبدأ أو الوفاء) (37: 2)، لأن الراجل يحزن وشعره منكوش ويبكي على زوجته الراحلة ثم فجأة تصفيق وأفراح وصورة عكس الأخرى.. زي الممثلين على المسرح.. وبالأمس كان بيقول إن الحياة لا تطاق بعد رحيل زوجته.. وأكثر شيء مثير للشفقة هو أطفاله.. هتجيلهم واحدة بتكره أمهم من غير سبب ويمكن من غير ما تشوفها.. وتقعد تشتم فيها والمسكينة في قبرها (37: 3). والزوجة الثانية بتيجي ”تجني ثمار أتعاب (الزوجة) الراحلة وتستمتع بممتلكاتها“.
في (39: 2) بيقول ذهبي الفم ”الزواج لم يكن مطلقًا ممدوحًا في حد ذاته، وإنما لسبب الزنا والتجارب وعدم النزاهة“. وده رأي صادم! لأن ذهبي الفم بيشوف إنه لم يذكر في أي موضع أن الهدف النبيل من الزواج هو إنجاب الأطفال لكن الكلام كله عن النيران والتحرق وعدم النزاهة وتجربة إبليس (39: 3). ثم يعتبر إن زواج المطلقين نوع من الجنس الجماعي أو تبادل الزوجات ”يصير الزواج وكأنهم يستعيرون من بعضهم البعض- بطريقة غير مباشرة- زوجاتهم في مشاع جنسي عام“ (40: 4).
في (41: 1) بيقول ذهبي الفم صراحة إن ”الزواج هو سلسلة (قيد)“ بسبب الاهتمامات المتعددة، ونوع من العبودية، والنير. وفي (45: 1) بيقول الزواج تجربة شديدة. وبيرد على اعتراض.. طب إزاي الكتاب قال عن المرأة أنها ”معين نظيره“. وبيجيب ذهبي الفم بأن هذا المعين هو مَن أخرجه من الفردوس! وأخذ يعدد كل النماذج السلبية للنساء زي مرات أيوب، وشمشون، وتجربة بعل فغور. وبيقول فعلاً المرأة خلقت كمعين ولكنها ”لم ترد أن تثبت في كرامتها الأولى“ (46: 3).
في (48: 1) بيقول إن المرأة التي تتعفف ضد رغبة زوجها ستقدم عن ذلك حسابًا عسيرًا. وفي (52: 1) بيوصف الحالة المزرية للراجل الغيور.. ثم الزوجة الغيورة في (52: 7). ثم يقول “لن تجد زواجًا خاليًا من المنغصات“ (52: 8)! في (56: 1، 2) بيوصف أحزان المتزوجة.. ”الزوجة عليها أن تخاف أكثر من موت، وتقلق لأكثر من نفس“، ”وكلما زاد الأغصان الخارجة من الأصل، كلما تزايدت الهموم“ لئلا يحدث مكروه لهذا أو ذاك. من مخاوف المرأة بشكل عام: خوف ألا  يأتي عريس، خوف من يوم الزواج، خوف من العقم، خوف من الولادة، خوف لئلا يحدث مكروه للرضيع، ثم يقول ”لا يوجد شيء في الزواج لا يصاحبه خوف“ (57: 4) – خوف من الإجهاض أو الإسقاط، ومن آلام الولادة، ومن وفاة الطفل، أو ولادته مشوهًا، أو لو كانت بتتمنى ولدًا وولدت بنتًا.. وهموم التربية بعد أن يولد الأابناء، وخوف على زوجها- ”لأن طول زمن العشرة يجعل الانفصال (الموت) غير محتمل بالمرة“ (57: 6). وحتى إذا توفرت كل أساب السعادة في الزواج.. لن يفيدنا شيء من كل هذا في الأبدية .. الفرق بين الأرض والأبدية هو فرق بين الحلم والحقيقة.
في (64) بيعتبر آلام المخاض عقوبة ولعنة. وفي (72: 1) بيقول حاجة لافته..”إن كان العصر الحالي على نهايته ويوم القيامة على أبوابنا إذًا ليس هذا زمن التفكير في الزواج.. بل التفكير في فقرنا وعوزنا الروحي“. طبعًا ده تفسير معروف إن سيطرة الشعور باقتراب المجيء الثاني بتؤدي مباشرة إلى عدم التفكير في الزواج والإنجاب وخلافه، ودس سمة كانت سائدة في الكنيسة على الأقل أول قرنين، لكن إحنا بنتكلم عن ذهبي الفم في القرن الرابع!في النهاية ذهبي الفم بيقول إن ”كل خيرات الأرض هي حقًا لعب أطفال“ (72: 2). يدعو ذهبي الفم لحياة التعفف وضبط النفس ”لأن مَن يحيا وهو قانع بما فيه لا يخاف من انقلاب الدهر عليه“ (71).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق