عاش من 427- 347 ق م، وكان تلميذًا لسقراط، وحضر محاكمته، وكتب عنه، ”وكان
موت سقراط بالنسبة لأفلاطون التعبير الأكثر حدة عن التناقض بين الظروف الموجودة
واقعيًا في المجتمع، وما هو حقيقي ومثالي.“[1]
أسس مدرسة خارج أثينا تحمل اسم البطل الأغريقي أكاديموس، لذا سميت بالأكاديمية. هو
صاحب التأثير الأكبر على الفكر الغربي، وعلى الفكر المسيحي. ”من ينبوع أفلاطون
تفيض كل معرفة. هو توارة العلماء لمدة 23 قرنًا.“[2]
كذلك يقول ألفريد نورث وايتهيد: ”إن التعميم الآمن للتراث الفلسفي الأوربي أنه
يتألف من مجموعة من الحواشي على أعمال أفلاطون.“
- هو صاحب نظرية المُثل أو الأفكار (theory of forms). تساءل أفلاطون من أين جاء العقل
بالمطلقات.. العدل المطلق، الجمال المطلق وهكذا؟ ليس هناك نظير لهذا في عالم الحس.
ورأى بوجود حقيقة أخرى وراء عالم الحواس.. هذه الحقيقة أسماها "الأفكار".
هناك توجد المُثل الأبدية والثابتة. وبالتالي كل ما نراه هو صورة مشوهة لصورة أخرى
كاملة في العالم الآخر. ”كل الظواهر الطبيعية ليست إلا ظلال الأفكار أو الأفكار
الأبدية.[3]
- هذه المثل لها صفات الأزلية والأبدية، والثبات
والاكتمال. (حاجة كده زي صفات الله). لذا يعلق والتر ستيس ”الله بالنسبة للدين مثل
المثال بالنسبة للفلسفة“[4]
- الله بالنسبة له هو مثال الخير، ومصدر الصلاح، وهو العقل
الأسمى (اللوغوس) مركز المثل حيث تبقى فيه إلى الأبد، وهو روح العالم.[5]
- فيثاغورس قال إن الأشياء نسخ عن العدد (مفهوم مجرد)، لكن
أفلاطون رأى أن الأشياء نسخ عن المُثل (وقال إن المُثل ليست شيئًا مجردًا بل شيئًا
موجودًا بالفعل؛ لذا يعتبر أفلاطون فيلسوفًا مثاليًا وواقعيًا في نفس الوقت.)
- هذه المُثل ليست تصورات عقلية بل لها وجود حقيقي.[6]
- رأى أن كل شيء يتكون من المادة والصورة. الخشب مثلاً
كمادة موجود في صور كثيرة (كرسي، طاولة، سرير.. قلم رصاص)، تقترن الصورة بالمادة
دائمًا، ولا يمكن الفصل بينهما إلا بالتخيل. لكن افلاطون يقول إنه في العالم الآخر
توجد الصور خالية من المادة. هناك توجد الصور المثلى.[7]
تخيل أفلاطون عالمًا أعلاه صور مطلقة وأسفله مادة مطلقة.
- أفلاطون هو صاحب "أمثولة الكهف" (cave analogy)، وهي باختصار عن قوم مقيدين في
كهف منذ طفولتهم، وهناك مارة يعبرون أمام الكهف، وتسقط ظلالهم على الحائط. بالطبع
يرى هؤلاء الناس أن هذه الظلال هي كل ما يوجد في هذا العالم. حتى يتحرر أحدهم ويرى
نور الشمس، ويرى الموجودات على حقيقتها. يطلب أفلاطون من هذا الفيلسوف الحقيقي
المتحرر أن يرجع إلى أخوته في الكهف، ويبشرهم، لكنهم قد يقتلونه في النهاية (وهو
بهذا يشير إلى سقراط معلمه).
- النفس: "النفس سجينة الجسد الترابي، ونوافذها
الحواس، ومنارها العقل."[8]
- النفس لها وجود سابق، وأغفلت التأمل في الألوهة حتى سقطت
من الملأ الأعلى ولبست جسدًا. وبالتالي وجودها في الجسد فترة عقوبة (كذلك يؤمن
أفلاطون بالتناسخ)، حتى تعود النفس بعد موت الجسد إلى مقرها حيث الجمال والحكمة
والخير والوجود الحقيقي.
- النفس عربة يجرها حصانان.. النفس التي حصاناها جيدان
تتمسك بالخالدات وتحلق في الأعالي. أما الردية حصاناها فتسكن في الطين.[9]
- مثل سقراط، قال بإن النفس كان لها معرفة بديهية قبل أن
تهبط إلى عالم المادة ثم نسيتها، والعلم في حد ذاته هو بمثابة تذكر النفس. هذا ما
يسمى ب "نظرية الاستذكار".
- أفلاطون هو صاحب المدينة الفاضلة، أو الجمهورية، وهو
يتخيلها مدينة يحكمها الفلاسفة كما يحكم العقل الجسد. ويقول: ”الناس إذا لم يهدهم
العلم كانوا جمهورًا من الرعاع من غير نظام، كالشهوات وقد أطلق لها العنان. فالناس
في حاجة إلى هدى الفلسفة والحكمة، احتياج الشهوات إلى العقل. وما لم يصبح الفلاسفة
ملوكًا أو الملوك فلاسفة لا تستطيع الدولة أن تُشفى من أدوائها (أمراضها).“
- اهتم بإقامة مجتمع مثالي، وتحدث عن "تحسين النسل- Eugenics"، وحدد سن لإنجاب المرأة
للأبناء حتى يكون الأبناء أصحاء. وقال إن الناس يلدون أكثر مما يستطيعون أن يعولوا
خوفًا من الفاقة (المرض) والحرب. وقال إن خلل المجتمع ناتج عن طمع الناس والرغبة
في الترف.
- أمّا بالنسبة إلى الأخلاق، فهو يرى أن الفضيلة هي معرفة
الخير، والتشبه بالله. وهو عكس السفسطائيين الذين يؤمنون بنسبية الحقيقة، وبالتالي
نسبية المعرفة، وبالتالي نسبية الأخلاق. الإنسان ليس معيار كل شيء. والفضيلة ليست
هذه اللذة، لأن هذا يدمر موضوعية الخير.[10]
- يرى أن الجمال هو الحق، والخير هو الله في حال التجريد، ويصنف 4 أخلاق أساسية هي: الحكمة، العدالة، العفاف، الشجاعة.
- يرى أن الجمال هو الحق، والخير هو الله في حال التجريد، ويصنف 4 أخلاق أساسية هي: الحكمة، العدالة، العفاف، الشجاعة.
[6] بيتر كريفت في كتابه (Philosophy of Jesus) يشير بأن المسيح عندما قال أنا
هو ألطريق والحق والحياة، كأنه مثل أفلاطون إذا قال إن الجوهر الجمال الحقيقي يقف
في المطبخ ليعد له العشاء، أو أن العدل طوله 6 أقدام (صفحة 99). وبالتالي فهو يقول
إن المسيح ليس مجرد مثال للحق أو الحياة، لأن المثال دائمًا ما يشير إلى شيء خارج
ذاته، بل هو الحق ذاته ووالحياة ذاتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق