عاش من 367- 322 ق م، وكان عبقريًا، تأثر بوالده الطبيب في تفكيره
التجريبي، وولد في ستاغيرا الشهيرة بالفلاسفة، وانتقل مع والده ليعمل في بلاط
الإمبراطور، لذا سيهتم بالسياسة بعد ذلك. ثم عمل أستاذًا للأسكندر الأكبر، وربما
اختلف معه لأنه كان يرفض الفكرة الاستعمارية. التحق بأكاديمية أفلاطون، وأطلق عليه
أفلاطون "عقل المدرسة". وبعد وفاة معلمه أسس مدرسة خاصة به تُسمى
"اللقيوم". وأسس بها متحفًا طبيعيًا، وهو يعتبر مؤسس لمبادئ العلوم
الحديثة كلها. بعد موت الأسكندر أرادوا أن ينتقموا منه، فهرب تاركًا أثينا، وقال "لن أسمح للأثينيين أن يخطئوا في حق الفلسفة مرتين."[1]
- نقد نظرية المُثل لأفلاطون وقال: العالم المادي حقيقي
وليس ظلالاً.. الصور ليست خارج العالم بل في العالم. الصور أزلية فعلاً، لكنها في
المادة وليست خارجة عنها.[2]
اعتبر أرسطو أن المُثل هي أشياء طبيعية أضفي عليها الخلود. أفلاطون قال إن الأشياء
نسخ عن المثل، بينما قال أرسطو إن المثل ليست سوى نسخ عن الأشياء. وبالتالي قلب
نظرية أفلاطون على رأسها.[3]
- هل توجد مادة بلا صورة؟ نعم: الهيولى.. المادة الأولى
التي صنع منها الكون، هي المادة بلا صورة. هل توجد صورة بلا مادة؟ نعم، هو الله. الله
هو الصورة الخالصة، هو وجود بالفعل الخالص. ولا وجود بالقوة فيه إطلاقًا. هو عقل
خالص- لا يعقل إلا ذاته. (لاحظ هنا إن المادة ترادف الوجود بالقوة "الكامنة"،
والصورة ترادف الوجود بالفعل.)
- الآن نفهم كلام أرسطو عن النفس أنها صورة الجسم- كمال
الجسم- هي ”كمال أول لجسم طبيعي آلي ذي حياة بالقوة.“ لأنها ستحول إمكانية الحياة
في الجسم إلى حياة بالفعل.
-
يرى أن الإنسان يولد نفسًا وجسدًا.. النفس غير هابطة من
فوق كما عند أفلاطون- وليست خالدة، بل الجسد والنفس يفنيان.
- ماهية النفس واحدة (في النبات، الحيوان، الإنسان) لكنها
تختلف حسب وظائفها. في النبات تتغذى فقط، في الحيوان تتغذى وتحس، في الإنسان تتغذى
وتحس وتعقل.
- هو صاحب "المقولات العشرة" (categories). وكلمة مقولات ليست صعبة، هي
ببساطة "ما يُقال عن الموجودات".[5] وبالتالي
هذه المقولات هي تصنيف لكل ما يُمكن أن يُقال عن الموجودات، وهي كالتالي:
1- الجوهر (essence-ousia): هو ما قام بنفسه (إنسان/ حصان).
ويعرف الجوهر بأنه "ما لا يكون محمولاً أو صفة أبدًا.
2- الكم quantity
3- الكيف quality
4- العلاقة relation
5- الأين
(المكان) place
6- المتى
(الزمان) time
7- الوضع posture
8- الملكية possession
9- الفعل أو
التأثير acting
10-
الانفعال أو التأثر passion or receiving
-
يقول بوجود معرفة حسية، ومعرفة عقلية. المعرفة الحسية
تمهد للعقل الذي يقوم بالتحليلات اللاحقة.
-
يقسم المعرفة العقلية إلى: معرفة عقلية استدلالية،
ومعرفة عقلية حدسية.
-
الأفضلية للمعرفة العقلية لأنها تقودنا للمعقولات وأهمها
المعقول الأعظم: الله.
-
يعرف أرسطو الإحساس بأنه ”انفعال العضو الحاس بصورة
المحسوس“.. الانفعال يحدث بالصورة وليس بمادة الشيء.
-
يرى أن العقل هو آخر ما ينشأ من مَلكات النفس. العقل هو
قوة مفارقة للجسم المادي وأحواله.
-
ميّز بين العقل الاستدلالي والعقل الحدسي (الذي يتعرف
على الله)
-
ميّز بين العلم (اليقين)، والظن (الاحتمال)، والخبرة (من
التواتر)، والمعرفة الدقيقة هي المعرفة العلمية.
-
قسم العلوم إلى علوم نظرية (مثل الفلسفة، والرياضيات،
والطبيعية)، وعلوم عملية (الأخلاق، السياسة، التدبير المنزلي)، أما علم المنطق هو
مجرد الأداة أو الآلة organon للتفكير الصحيح في كل المجالات.
-
قال إن علم الميتافيزيقا[6]
يقوم على 3 مبادئ، هي قوانين المنطق الثلاثة: 1- قانون الانطباق أو الهوية، 2-
قانون عدم التناقض، 3- قانون الثالث المرفوع.
-
قسم العلل إلى أربعة علل:
o العلة الصورية formal cause، لو أخذنا مثلاً عمارة سكنية، العلة الصورية هي التصميم الذي يأتي من مكتب التصميمات.
o
العلة المادية material cause، هي مواد البناء بكل أنواعها.
o العلة
الفاعلية efficient cause، هي المهندس والبناء والسباك، وكذلك الأدوات مثل الشاكوش والمفك والأزميل.
o العلة
الغائية final cause. هي الغرض المقصود من العمل، السكنى فيه مثلاً.
-
قسّم الحركة إلى حركة مكانية (مفهومة)، وحركة كيفية
(ورقة بيضاء يتحول لونها إلى الإصفرار في الشمس)، وحركة كمية (زيادة في الطول أو
الوزن)- الحركة تعني التغيُّر. حركة الجوهر من الوجود إلى الفناء.
-
قال بجوهر جزئي يفنى، وجوهر كلي لا يفنى.
-
قال إن الحركة هي: ”هي فعل ما هو بالقوة بما هو بالقوة“.
فهو يميز بين الوجود بالقوة، والوجود بالفعل. البذرة هي شجرة بالقوة (الكامنة
داخلها)، وعندما تنمو وتصير شجرة تصبح شجرة بالفعل.
-
المكان هو الحاوي للشيء وغير ملتصق به.
-
الزمان: يُقسمه إلى آنات الزمان (ماضي وحاضر ومستقبل).
لكن حتى كلمة "الآن" قبل أن تنطقها هي لحظة مستقبلية، وبعد أن تنطقها هي
لحظة ماضية. وبالتالي رأى أن الزمان هو أقرب إلى اللاوجود.[7] الزمان
هو مقدار الحركة. وتحتاج إلى النفس لأنها هي التي تعد الحركة وتقيسها. حتى يكون
زمان لابد من وجود نفس واعية.
-
يقول إن حتى الأفلاك لها عقول أو نفوس. العقل هو ما
يجعلها تسير في حركة دائرية (الحركة الأكمل) ولا تصطدم ببعضها البعض.
-
مادة العالم السماوي هي "الأثير"- العنصر
الخامس بالإضافة إلى العناصر الأربعة التي تتألف منها الموجودات الأخرى بخلاف
الأجرام السماوية.
-
هناك علة أولى وراء العالم المحسوس هي علة حركته، هذه
العلة هي "المحرك الذي لا يتحرك" (immovable Mover). كيف يُحرك ولا يتحرك؟ يفسر ذلك
بمثل القائد العسكري الذي يُصدر أوامره بالتحرك والهجوم وهو جالس في مكانه. كذلك
مثال العاشق والمعشوق. العاشق (العالم) هو الذي يتحرك نحو المعشوق (الله) الذي لا يدري
شيئًا عن العاشق. الله هو المعشوق الذي لا يدري عنا شيئًا.
-
الله هو عقل وعاقل ومعقول، لا ينفعل إلا بذاته، ولا
يتأمل إلا ذاته، هو ذات وموضوع تفكيره، هو "فكر الفكر"، وبناءً عليه فهو
لا يُعنى بالعالم. لا توجد علاقة من جهة الله نحو العالم، لكن توجد علاقة من جهة
العالم نحو الله. العالم يتحرك شوقًا إلى الله.
-
الفضيلة هي ”علمٌ كامن في النفس.“ عند أرسطو، وليست
تذكُّر كما عند أفلاطون.
-
الفضيلة عند أرسطو هي التوسط بين نقيضين. أو ”هي الوسط
العدل بين طرفين كلاهما مرذول.“، هي المتوسط الذهبي Golden Mean، الشجاعة مثلاً هي الوسط بين
الجبن والتهور، والكرم هو الوسط بين البخل والإسراف.
-
هذا الوسط ليس المتوسط الرياضي بل هو متوسط تقديري. وثمة
فضائل لا تصلح أن تكون وسطًا لرذيلتين (مثل الصدق والعدل) وثمة رذائل لا تصح أن
تكون طرفًا لفضيلتين (مثل القتل والزنا).
-
فضيلة التأمل العقلي هي أسمى الفضائل عند أرسطو. هذه
الفضيلة تحقق استقلالية الفرد وحريته. تجعله أقرب ما يكون إلى الإله. والسعادة
القصوى هي حياة التأمل النظري. (السؤال هنا ماذا لو انصرف كل الناس إلى التأمل
النظري؟! لذا كان أفلاطون يقول بالمزيج بين اللذة وحياة التأمل).
[1] اعتمدت في هذا التلخيص على محاضرات الأستاذ
الدكتور مصطفى النشار، أستاذ الفلسفة في كلية آداب جتمعة القاهرة، المحاضرات
مرفوعة على اليوتيوب على الرابط التالي: (https://www.youtube.com/watch?v=4cTVeVAnRaU&list=PLuKm1i-JykUZj6uMUVoMuGGkaVqq0wZBE (.
[4] في لوحة مدرسة أثينا لرافايل، يشير أفلاطون
لأعلى حيث الحقيقة في عالم المثل، بينما يشير أرسطو لأسفل حيث الحقيقية في العالم
المادي الواقعي.
[6] الميتافيزيقا ليست تسمية أرسطو نفسه، لكن أندرونيقوس
الرودسي الذي جمع أعمال أرسطو، وضع هذه الموضوعات بعد الطبيعيات، وبالتالي هي ما
بعد أو وراء الطبيعة في الترتيب. لكن أرسطو كان يفضل تسميتها بالفلسفة الأولى.
[7] يكرر أغسطينوس في كتاب الاعترافات
نفس الفكرة: ”فما هو الوقت إذاً؟ إن لم يسألني أحد عنه، أعرفه، أمّا أن أشرحه، فلا
أستطيع.. ومع ذلك أؤكد بجسارة، أنه لو لم ينقصني شيء لما كان وقت يمضي. ولولا
الماضي لما كان المستقبل ولولا الماضي ما كان حاضر.. الحاضر لو بقي دومًا حاضرًا دون
أن يتلاشي في الماضي لبطل أن يكون وقتًا ولكان أزلاً. وبالتالي إن لزم للحاضر، كي
يكون وقتًا، أن يتلاشى في الماضي فكيف نقدر أن نثبت وجوده هو أيضًا طالما أن علة
وجوده الوحيدة هي أن لا يكون. وفي الواقع، إن حقَّ لنا أن نقول إن الوقت موجود
فلأنه يسير نحو اللاوجود.“ (الاعترافات، الفصل 11، ترجمة الخوري يوحنا الحلو، صفحة
249.)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق