الخميس، 31 أغسطس 2017

موجز الآراء الفلسفية- الأبيقوريون




يُقسَّم التاريخ إلى عصر هلليني ينتهي بموت الأسكندر الأكبر 323 ق م ليبدأ العصر الهلينستي. ويُقسَّم تاريخ الفلسفة إلى فلسفة هللينية تنتهي بموت أرسطو 322 ق م لتبدأ الفلسفة الهلينستية. من خصائص هذه المرحلة امتزاج الفلسفة اليونانية بفلسفات الشرق (مصر، بابل، الهند، فارس) أو ما يسمى ب”التلفيق“. كان هذا الوقت مضطربًا وانصرف الفلاسفة عن دراسة الطبيعيات وما وراءها وركزوا على فلسفة الأخلاق، والبحث عن السعادة (من الذات وليس من الخارج)، وهذا ما يُسمى ب ”الاقتصار“ (على موضوع واحد).[1] من بين هذه المدارس الفلسفية: المدرسة الأبيقورية والرواقية ومدرسة الفلسفة الاسكندرية أو ما يُطلق عليه ”الأفلاطونية المحدثة“.
-        يصف البعض أبيقور بأنه زاهد وآخرون بأنه داعر. الأقرب أن وصفه بالفجور كان من جهة خصومه.
-        وضع أبيقور ما يسمى بقوانين المعرفة (canons): وفيها يعطي ثقة كبيرة للإحساس المادي، ويقول إن الخداع ليس في الحواس وإنما في تسرع العقل في الحكم على ما تنقله الحواس. ثم يعتبر المشاعر (اللذة والألم معيارين من معايير المعرفة). ثم يتحدث عن إدراكات ذهنية مباشرة للعقل.
-        من جهة فلسفته في الطبيعة يُقال أنه أحيا المذهب الذري لديمقريطوس. نعم، لكنه أضاف أن الذرة مادة لها ثقل، ولها حركة رأسية، ويمكن أن تنحرف فتصطدم مع الذرات المجاوراة وتكون النويات.. وهكذا.
-        عندما سئل هل حركة رأسية في علو وأسفل مطلقين؟ قال: بالنسبة لي. وهو بهذا يقول بنسبية الزمان والمكان مثل أينشتين في العصر الحديث. كما قال بإمكانية تجزأ الذرة وهو بهذا سبق الذريين مثل دالتون في العصر الحديث.
-        بالنسبة لفلسفة الأخلاق: قال: من الطبيعي أن يتجه الإنسان نحو اللذة ويبتعد عن الألم. لكنه يضع معايير للذة، فهناك: لذات طبيعية ضرورية (الأكل- الشرب- النوم)، ولذات طبيعية غير ضرورية (الجنس- السلطة).
-        اللذة هي غياب الألم (وفقط، وبالتالي هو لا يدعو إلى العربدة، وإنما إلى الذهد في اللذة). لأنه أدرك ما يُسمى ب "مفارقة اللذة" Hedonistic Paradox وهو أن السعي وراء اللذة يصبح مؤلمًا آجلاً أو عاجلاً. فهي موضوع توازن، كيف أحصل على أعظم قدر من اللذة بأقل قدر من الألم.
-        في آلام الجسد، قال اقتصر على ما هو طبيعي وضروري دون إفراط.
-        وفي آلام النفس، قال العلاج بالتذكر والتوقع (لو فراق حبيب مثلاً: تذكر الأوقات السعيدة معه، أو توقع لقياه لاحقًا)
-        وآلام الخوف من الموت، قال: الموت هو انعدام الحس، فمن أي شيء تخاف إذن؟ حينما يوجد الموت لن تكون موجودًا.
-        عن الخوف من عذاب الآلهة، قال إن الآلهة يعيشون في نعيم دائم، ولن يزيدوا سعادة بتعذيبك. فضلاً عن أنهم لا يهتمون بنا.
-        يدعون إلى atraxia أو الخلو من الهموم والآلام.    
-        فيما بعد انحصر مذهب أبيقور، وصارت تعاليمة منحصرة في هذه الجملة ”لنأكل ونشرب لأننا غدًا سنفنى.“[2]


[1]  الفسلفة في طريقها للعرب، صفحة 66.
[2]  تاريخ الفلسفة، حنا أسعد، صفحة 107، ونلاحظ أنها ذاتها عبارة الرسول بولس في كورنثوس الأولى 15: 32.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق