الخميس، 31 أغسطس 2017

موجز الآراء الفلسفية- الرواقيون




هذه المدرسة أسسها زينون الرواقي، وكريسبوس يعتبر المؤسس الثاني، من أشهر أعلامها (سنيكا الوزير الذي قتله نيرون، وإبيكتيتوس (العبد)، والأمبراطور ماركوس أوريليوس). أسس كريسبوس المنطق الرواقي (يختلف عن المنطق الأرسطي)، وكذلك علم النفس الرواقي.  سميت بالرواقية لأنهم كانوا يجتمعون في رواق (بهو بلا أعمدة).
-        تقول الرواقية بالنار الحية وباللوغوس أو العقل منبثًا في العالم وتسميه الله، وترتب عليه الغائية والضرورة المطلقة وتقيم الأخلاق على الواجب. فتعارض الأبقورية التي تقول بالآلية والحرية والاتفاق، وتقصي الآلهة خارج العوالم، وتقيم الأخلاق على اللذة.[1]
-        فكرة اللوغوس المنبث في العالم يعبر عن وحدة الوجود الرواقية.
-        زينون الرواقي: دعى إلى نوع من الأخوة العالمية، أو ما يُسمى بالكوزموبوليتية العالمية، ويقول: ”الناس كلهم مواطنو العالم، والعالم موطن الإنسان.“
-        شبه زينون الإحساس الأولي بيد مفتوحة، والانفعال بيد نصف مفتوحة، وتفهم الأشياء بيد مقفولة ومضغوط عليها باليد الأخرى.[2] الدرجة الأولى هي التصور، ثم الثانية هي التصديق، ثم الثالثة هي الفهم، ثم الرابعة هي العلم.
-        النار أو الحرارة هي المبدا الفاعل، والمادة هي المبدأ المنفعل. النار تكون الكون وبها يفنى. ويؤمنون بدورة العوالم. يقول ماركوس أوريليوس”مَن يعيش مائة عام كأنه يعيش التاريخ كله.“ لأن الأحداث تتكرر. وبالتالي انسحب مبدأ دورة العوالم على نظرتهم للتاريخ.
-        يؤمنون بالآلهة والعناية الإلهية بعكس الابيقوريين. يؤمنون بالقدر بعكس الأبيقوريين الذين يؤمنون بالصدفة (الاتفاق).
-        يقولون لكل شيء ضده، فالشر ضروري للعالم كضد للخير، وأن الله يريد الخير طبعًا، ولكن تحقيق الخير قد يستلزم وسائل لا تكون خيرًا من كل وجه.“ ماذا عن الشر الأخلاقي Moral Evil؟ الإجابة: بسبب حرية الإنسان. كيف وأنتم تؤمنون بالقدرية. ”الظروف الخارجية محتومة ولكنها محتِمة بذاتها. فإن أفرادًا مختلفين إن وجدوا في نفس الظروف لم يأتوا بنفس الأفعال. الظروف تحرك الإنسان وخُلقه يعيِّن سيرته. الخلق من فعل القدر، وكل ما نأتيه متضمن في القدر، ولكن القدر لا يستتبع القعود والتواكل.“[3]
-        الفضيلة هي الخير الأسمى في حد ذاتها؛ فهي لا تتجه إلى الله (كأفلاطون)، ولا للسعادة (كأرسطو)، ولا للذة (كأبيقور). ليست للفضيلة موضوع خارجي تتوجه إليها، ولكنها تنتهي عند نفسها.
-        نادى الأبيقوريون ب atraxia، ونادى الرواقيون بشيء مشابه هو apathia (الخلو من الانفعال)، وهو عدم المغالاة لا في الفرح ولا الحزن.
-        استمد الرواقيون من الكلبيين مبدأ ”الحياة وفقًا للطبيعة“.  ولديهم ”مبدأ الواجب“ الشهير. فالإنسان عندهم أشبه بقطعة الشطرنج التي يتلاعب بها الإله (القدر). وعلينا أن نؤدي الدور المحدد لنا سلفًا بدون إبداع أو إضافة. (ومع ذلك بدون تواكل أو سلبية). هناك قصتان على ذلك: إبكتيتوس كان عبدًا يشعر أن من واجبه أن يبتسم في وجه سيده حتى وهو يعذبه. وكذلك سنيكا الفيلسوف الذي حكم عليه نيرون بأن يقطع شريانه، ففعل راضيًا. الفاضل الحكيم هو الذي يقبل طوعًا كل ما يأتي به القدر من أحداث، حتى المصائب والنكبات، معتقدًا أنها داخلة في النظام الكلي والقضاء الإلهي.“
-   يُحكى أن أبكتيتوس عذبه سيده، وأراد أن يكسر ساقه، فقال له: تمهل سيدي أنك ستكسرها. ولما كسرها بالفعل قال له: ”لم أقل لك أنك ستكسرها.“ أبكتيتوس، مثل بقية الفلاسفة الرواقيين، يعيشون ما يعلمون به، ظل يبتسم في وجه سيده حتى وهو يعذبه، لأنه يشعر أن هذا واجبه، ومن ناحية أخرى يطبق مبدأ ال apathia.     


[1]  تاريخ الفلسفة اليونانية، يوسف كرم، صفحة 299.
[2]  تاريخ الفلسفة عبر العصور، حنا خباز، صفحة 102.
[3]  تاريخ الفلسفة اليونانية، يوسف كرم، صفحة 305.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق