جورج
بيركلي، أسقف أيرلندي، عاش بين 1685- 1753م، تأثر بفلسفة جون لوك، ورأى في عصره انتشار
النزعة المادية والإلحادية، وربوبية نيوتن، وتفسيره الميكانيكي (الآلي) للكون،
وعدم الاحتياج لتدخلات من الله إلا لملء الفجوات. من هنا جاء مصطلح ”إله الفجوات“،
بمعنى أن العالم يسير وفق قوانين طبيعية منضبطة، ولا يحتاج إلى الله إلا من حين
لآخر لعمل بعض التظبيطات.
-
أهم ما فهمته في فلسفة بيركلي مبدأ ”وجود الأشياء يتطلب
إدراكها“ (to exist is to
be perceived)، هذا
المبدأ يُستخدم بأشكال مختلفة.
-
يرى بيركلي أنه لا يوجد شيء اسمه مادة (نفس كلام هيوم)،
وكل ما في الوجود هو تصورات وعقول تتصورها، وهذا المذهب يُسمى اللامادية immaterialism، والعالم المادي ما هو إلا فكرة في الإدراك، وبغياب الأدراك تغيب
المادة أو الأشياء. ربما هذا يُذكر بسؤاله الشهير: إذا سقطت شجرة في غابة ولا يوجد
من يسمع، هل ستصدر صوتًا؟
-
لذا يعتبر بيركلي فيلسوفًا مثاليًا idealist، وضد
الواقعية anti-realist.
-
البعض عارض فلسفته جدًا، ومنهم د. صموئيل جونسون، الذي
ضرب الحجر برجله، وقال هكذا أفنِّد فلسفة بيركلي، اضرب الحجر لتدرك واقعية
الأشياء.
-
يرى بيركلي أن كل شيء مراقب وملاحظ طوال الوقت في عقل
الله.. لذا هي موجودة. (ده يخلينا نقول أن الله لو غفل لحظة واحدة عن الكون، أصبح
غير موجود- وده رده على ربوبية deism نيوتن.. واللي انتشرت في عهده).
-
عارض بيركلي أفكار نيوتن، وليبنتز، وقال بأن الحركة
مصدرها جوهر روحي فعال: هو الله.
-
من أهم أعماله ”3 حورات بين
فيلونوس (محب العقل) مع هايلاس (راعي المادة)“، تنتهي بفوز فيلونوس (يمثل بيركلي)،
ويعترف هايلاس (يمثل لوك ونيوتن) بأن الأشجار والكراسي ما هي إلا مجموعة من
الأفكار، والله هو الذي ولدها في أذهاننا، ولولا إدراك االله لهذه الأشياء ما
استمر وجودها.[1]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق