السبت، 16 سبتمبر 2017

موجز الآراء الفلسفية- أغسطينوس


تمثل حياة أغسطينوس (354- 430م) نقلة نوعية في مجال تطور الأفكار. أحاول تلخيص فلسفته في النقاط التالية:
-     له الفضل في المزج بين الفلسفة الأفلاطونية بالفكر المسيحي. قام بتنصير فكر أفلاطون.
-    اتفق مع أفلاطون في إن الكون مخلوق، والنفس غير مادية. لكنه قال بالخلق وليس بالصنع (من مادة سابقة مثلما قال أفلاطون).
-    رأى أن العقل جزء من الإنسان ككل، ويتأثر باتجاه قلبه، وشغفه، وإيمانه.
-    رأى أن الفلسفة الحقيقية تجمع بين العقل والإيمان، لكنه أعطى أولوية أكبر للإيمان. ”إن لم تأمنوا، لن تفهموا“(إش7: 9). الإيمان يأتي أولاً، ثم يتبعه الفهم.
-   لا ينكر الحواس كمصدر للمعرفة، لكنه يميز بين النظر إلى العصا المنكسرة في الماءـ وحكمنا بالعقل عليها. يقول أنه بالعقل ”يعرف أنه يعرف أنه حي.“.. وفي كتابه ”مدينة الله“ يُسأل ”ألا يمكن أن تكون على خطأ.“ فيجيب أغسطينوس: ”إذا كنت على خطأ، إذن أنا موجود.[1] من لا يوجد لا يخطئ.. (لا أدري هل نسمي هذا الكوجيتو الأغسطيني على غرار الكوجيتو الديكارتي). من ناحية أخرى فهو ضد الشك المطلق.
-      تحدث في كتاب الاعترافات عن الذاكرة التي حافظة الخبرات الحسية.
-    ركز على مفهموم الاستنارة الإلهية.. وهي للعقل مثل الشمس للعينين. ولابد من تنقية عيون النفس من أي رغبات في أشياء فانية حتى يتجلى الله لها. لابد أن يتطهر العقل بالإيمان. يقول إن "الله هو شمس النفس".. وهذا ما يُسمى بالإشراق. (الإشراق هو مذهب فلسفي يقول بإشراق الأنوار الإلهي في نفس الإنسان. هذا المذهب له جذورها لدى الفلاسفة القدامى، وله تطورات في الفلاسفة اللاحقين- سواء مسلمين مثل السهروردي، أو مسيحيين مثل أنسلم وآخرين).
-    على عكس رأي سقراط ”الفضيلة هي المعرفة“، رأى أغسطينوس أن المعرفة لا تؤدي إلى أي صلاح.
-   نادى أفلاطون بنظرية الاستذكار، فمثلاً النفس كانت تعي الحقائق الهندسية، وحين هبطت نسيتها وتحتاج إلى استرجاعها بالتعلم. لكن أغسطينوس يقول حتى لو سلمنا بوجود سابق للنفس، فإننا لا نسلم أننا كلنا كنا نفهم الهندسة في حياة سابقة.[2]
-    خالف أفلاطون ايضًا بأنه اعتبر أنه لا وجود للمثل أو الأفكار إلا في عقل الله.
-    يوجد قانون طبيعي، هو قانون أزلي إلهي، مكتوب على قلوبنا، ومعروف في ضمائرنا.
-    أخذ من أفلاطون فكرة إن الشر ليس له كينونة، وإنه غياب للخير. أمّا الشر الأخلاقي فيرى أنه ليس نتيجة تعليم يُساء توجيهه (misguided education) كأفلاطون، وإنما حُب يُساء توجيهه. ورأى الشر كحب ليس في ترتيبه الصحيح (disordered love) كأن تحب شيئًا لأنه صالح في ذاته، وهذه صفة الله وحدة، أو تحب شيئًا أكثر من الله.
-   السعادة أن تجعل الله الموضوع الأول لحبك. رأى أن موضوع السعادة لابد ان يكون ثابتًا مستقلاً عن المصادفة والحظ.. وإلا نغص السعادة الخوف على زوالها، والشرط الثاني أن يكون كاملاً لا مزيد بعده؛ لأننا لن نرضى بأقل من الخير الأسمى. هذان الشرطان متوفران فقط في الله، وبالتالي نحن حين ننشد السعادة فإننا ننشد الله، سواء أدركنا ذلك أو لم ندرك. ”لقد خلقتنا يا الله لذاتك، وستظل نفوسنا حائرة إلى أن تجد راحتها فيك.“[3]
-   دليل أغسطينوس على وجود الله؟ الحقائق على اختلافها يستكشفها العقل ولا يؤلفها، وهو يراها ثابتة ضرورية، ولا يُفهم هذا الثبات وهذه الضرورة إلا بحقيقة قائمة بذاتها، وليس العقل الإنساني تلك الحقيقة؛ لأنه منفعل ناقص يتقدم ويتأخر، فهي جوهر أسمى من العقل، أي لله.“[4]
-    دليل أغسطينوس على خلود النفس؟ يسير على درب أفلاطون ويقول:
1-  الحقيقة غير فاسدة طبعًا، والنفس محل الحقيقة، فالنفس غير فاسدة. كان أفلاطون يقول إن المثل بسيطة وثابتة وأن النفس لكي تعقلها لا بد أن تشبهها.
2-  أن النفس تدرك ذاتها أنها قبلت وجودها من الموجود بالذات (الموجود بذاته هو الله)، وليس للموجودات بالذات ضد سوى اللاوجود، وليس للاوجود وجود حتى يسلب النفس وجودها.. وكان أفلاطون قال إن النفس حياة، فهي مشاركة في الحياة بالذات، ولا تقبل الماهية ضدها، فلا يمكن أن تقبل النفس ضدها وهو الموت. (معذرة لا أفهم هذا الدليل جيدًا)[5]           
 3- دليل مستمد من اشتهاء السعادة: ”أن شرط السعادة دوامها، فالنفس التي تطلب الدوام طلبًا طبيعيٍّا ضروريٍّا يجب أن تكون دائمة.“[6]
-   سؤاله الرئيسي: كيف أحب (الله) فأطيعه؟ فهو من قال ”أحبب الله ثم أفعل ما شئت.“ وهو صاحب العبارة الشهيرة ”تأخرت كثيرًا في حبك“ (Late have I loved thee).
-     تحدث عن اللغة.. واعتبر أن تسمية الشيء هو أساس اللغة، وأن معنى الكلمة هو الموضوع الذي تُبنى عليه.
-     أهم كتاب له هو ”مدينة الله“
-    يصل ذروة تأثيره مع ظهور حركة الإصلاح التي حملت أفكاره (reformation).



[1] Anthony Kenny, Medeival Philosophy, vol 2, p. 157.  
[2]  نفس المرجع السابق، صفحة 158.
[3]  يوسف كرم، تاريخ الفلسفة الأوربية في العصر الوسيط، صفحة 29.
[4]  نفس المرجع السابق، صفحة 34.
[5]  نفس المرجع السابق، صفحة 37.
[6]  نفس المرجع السابق، صفحة 37.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق