عاش توما الأكويني بين 1225- 1274م، ويرجع له الفضل في المزج بين الفلسفة
اليونانية (الأرسطية) بالفكر المسيحي. قام بتنصير فكر أرسطو، في مقابل أغسطينوس
الذي قام بتنصير فكر أفلاطون. وفق بين العقل والإيمان ربما أكثر من أي فيلسوف آخر،
وهو ما يسمى التوليف الكلاسيكي (classical synthesis). تأثر بفلاسفة سابقين (أرسطو
وأغسطينوس) وفلاسفة العرب المسلمين مثل ابن سينا وابن رشد. خاض صراعًا بين
الرشديين من جهة وبين الأغسطينيين من جهة أخرى.
- لم يجد تعارضًا بين العقل والإيمان كمصدرين للمعرفة.
- الفلسفة والعلم يقودان إلى الحقيقة.
- قال بإن الحواس تمهِّد الطريق للإنسان لأي نوع من
المعرفة الأخرى.
- بعد اكتساب بعض المعرفة بالحواس يأتي دور العقل للتعرف
على الإلهيات. وقال لابد للرجوع إلى سلطة العقل في النقاش مع المختلفين معنا الذين
لا يؤمنون بسلطة كتبنا المقدسة.
- أكد على الخبرة الشخصية المستيكية للتعرف إلى الله. رأى
أن هناك حقائق نستمدها من الطبيعة، وحقائق نستمدها من الوحي، وحقائق أخرى مشتركة،
وهو ما يسمى ب”اللاهوت الطبيعي“. ومنه أثبت وجود الله.
- صاغ 5 أدلة (أفضل من كلمة براهين) على وجود الله،
بعضها صاغه من قبله أرسطو وأغسطينوس. هذه الأدلة كما يلي:
1- دليل الحركة: كل حركة لابد لها من مُحرك..
وهكذا.. حتى نصل إلى المحرك الأول الذي لا يتحرك. وإذا قال أحد أنه يمكن تسلسل
المحركات إلى ما لا نهاية، يقول لو كان في عدد لانهائي من المحركات.. كلها تنتظر
إلى محرك آخر ليحركها.. ما كانت الحركة لتبدأ أبدًا، ولا وجدت الحركة الآن.
وبالتالي لا يد من وجود المجرك الذي لا يتحرك؛ الله. (First Mover).
2- دليل العلة الفاعلة (راجع أنواع العلل عند
أرسطو). التربيزة مثلاً علتها الفاعلة هي النجار، والنجار علته الفاعلة والديه،
وهكذا. مثل الحجة السابقة، لو وجد عدد لا نهائي من العلل الفاعلة، ما بدأ هذا
التسلسل أبدًا، وحتى الآن. وبالتالي لابد من وجود العلة الأولى (First Maker).
3- دليل الوجوب. أي شيء في الموجودات إمّا إنه
ممكن الوجود (possible)، يعني ممكن يبقى موجود، وممكن ميكنش موجود، وبالتالي كان في زمن
قبل وجوده، وزمن بعد توقف وجوده. كذلك يحتاج علة لدخوله حيز الوجود. النوع الثاني
واجب الوجود (necessary)، موجود بذاته.. المهم: لو كل شيء من نوعية ممكن الوجود.. يلزم
وقت معين مكنش في حاجة (nothing)، و (nothing
comes from nothing)، وبالتالي المفروض دلوقت ميكنش
في حاجة، وده عكس الواقع. وبالتالي لابد من وجود كائن واجب الوجود يكون علة وجود
الموجودات الأخرى ممكنة الوجود؛ الله.
4- دليل الكمال: كلنا نعرف إن الموجودات تتفاوت
في كمالها سواء في الخير أو الجمال أو العقل أو الإرادة. السؤال هنا: ما هي
وسيلتنا لقياس هذا التفاوت؟ غيه هي المازورة اللي بنقيس عليها؟ وبالتالي لابد من
وجود كائن كامل في كل شيء؛ هو الله. (The Most Perfect Being).
5- دليل النَّظم Design: جناح الطير مصمم للطيران، كذلك
العين، الأذن، الكون كله مصمم ليكون مناسبًا للحياة.. وهكذا. وبالتالي كل ما له
تصميم Design لابد له من مصممDesigner . الله هو المهندس الأعظم للكون.
- الفضائل نوعان: عليا (الإيمان، الرجاء، المحبة)،
وطبيعية، مثل العفة والجَلد.
- يوجد قانون طبيعي، ينطبق على البشر وعلى الكون، ويعرف
بالضمير، وممارسة العقل.
- سؤاله الأساسي هو: كيف أفهم الناموس الإلهي وأطيعه؟،
في مقابل كيف أحب.. لأغسطينوس.
- رأى الأكويني أن الإنسان ”حيوان سياسي“ يحتاج للدولة
لتنظيم المجتمع.. لكنه رأى إن الشرائع البشرية أدني من القانون الطبيعي والناموس
الإلهي.
- أهم كتاب له هو ”الخلاصة اللاهوتية“.. عرض فيه 38
مبحثًا، وكل مبحث ينقسم إلى مسائل.. وكل مسألة تنقسم إلى فصول. (يقال أنه رد في
هذا الكتاب على 10 آلاف اعتراض).
- يصل ذروة تاثيره بالإصلاح الكاثوليكي المقابل الذي كان
يحمل أفكاره (counter-
reformation).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق