الجمعة، 15 سبتمبر 2017

موجز الآراء الفلسفية- هيجل




فريدريك هيجل (1770- 1831)، من أهم فلاسفة العصر الحديث، لماذا؟ لأنه أحدث نقلة نوعية، وهي أنه أدخل العنصر التاريخي في الفلسفة. بالطبع هناك من هم قبله ممن اهتموا بفلسفة التاريخ، ”لكنه أعطى التاريخ مكانة خاصة في الفلسفة، وأعطى الفيلسوف مكانة خاصة في التأريخ.“[1] كما أنه يرى أن ”الفسلفة هي منهج لفهم حركة التاريخ.“[2]
-        التاريخ أشبه بنهر.. دائمًا في حالة جريان وسيرورة. حركة المياة في أي نقطة تحددها عوامل شتة مثل قوة التيار ونسبة الطمي وخلافه.
-        ”تاريخ العقل- أو تاريخ الفكر- أشبه بنهر أيضًا.. تتضافر كل الأفكار التي تجرفها الذات علينا من جهة، مع الشروط المادية التي تحدد حاضرنا من جهة أخرى.“[3]
-        يرى هيجل ان العقل هو سيد العالم. وتاريخ العالم هو عملية عقلانية.
-        التاريخ هو تكشُّف العقل/ الروح/ الوعي (يقابل تكشف العناية الإلهية في الدين).
-        التاريخ هو حياة الروح.. التطور الداخلي للروح يكشف عن نفسه في الواقع الملموس. والقوة الدافعة للتاريخ هي رغبة التاريخ في تحقيق إمكانياتها الكامنة.
-        التاريخ يتطور نحو المزيد من العقلانية والحرية. يقول هيجل أن الناس اللي كانت عايشة تحت حكم طغاة لم يعرفوا أنهم أحرار، ثم الأغريق والرومان أدركوا أنهم أحرار، لكن بسماحهم بالعبودية لم يدركوا أن الإنسان حر في ذاته. حتى جاء الشعب الألماني- بفضل المسيحية- هو أول من حصلوا على الوعي بأن الإنسان في ذاته هو حر.
-        المعرفة عند هيجل تكون بالديالكتيك: أطروحة (thesis) تتصارع مع أطروحة مضادة (antithesis) حتى تهزما كلتهما ويتألف منهما توليفة (synthesis). من الترجمات الأخرى لهذه العناصر الثلاثة ما يلي: أطروحة وأطروحة مضادة وتركيب. أو القضية والنقيض ومركب بين القضية والنقيض. أو الطريحة والنقيضة والجميعة (ترجمة فكاهية!) هذا ما يُسمى بالديالكتيك الهيجلي.
-        تطبيق: يبدأ هيجل بالمطلق Absolute  أو الكلي أو Being (الأطروحة هي Absolute is Being). لكن الكلي بدون صفات هو لا شيء. وبالتالي النقيض هو Absolute is nothing. والناتج منهما أو المركب هو توليف بين الوجود واللاوجود: Absolute is Becoming. وهذا هو الصيرورة أو السيرورة. [4]  
-        يرى البعض أن المطلق عنده هو الذات (وليس الله)، وكذلك الروح (ليست الروح الإنسانية)، وأنما يقصد روح العالم، روح التاريخ.
-        يقول هيجل ”العقل هو جوهر الكون“. ”نحن لا نريد شيئًا لأننا نعقل الأسباب. بل نجد أسبابًا عقلانية لأننا نريد الشيء. العقل يخترع المنطق إرضاءً لنزوات الإرادة.“[5] الإنسان هو الذي يعقلن الطبيعة، وليست الطبيعة عقلانية في ذاتها.
-        اعتقد هيجل أن الله هو الفكر المحض.. أو العقل المطلق.. لا حب ولا شفقة ولا عواطف. هذه الفكرة الجامدة ستؤثر في أحد تلامذته، وهو كارل ماركس، بمثاليته المادية.
-        بالرغم أن هيجل من المتفائلين بتقدم التاريخ، إلا أنه يقول ”التاريخ يعلمنا شيئًا واحد أننا لا نتعلم من التاريخ.“
-        من أهم كتب هيجل ”فينومينولوجيا الروح“ أو ظاهريات الروح. مصطلح فينومينولوجيا يعني عند إيمانويل كانط وصف الظواهر الطبيعية، لكن هيجل يستخدمه كوصف لتجليات الروح أو الذات أو الوعي.



[1] Anthony Kenny, The Rise of Modern Philosophy, vol 3, p. 112.
[2]  عالم صوفي، صفحة 379.
[3]  عالم صوفي، صفحة 380.
[4] Anthony Kenny, The Rise of Modern Philosophy, vol 3, p. 113.  
[5] James L. Christian, Philosophy: an introduction to the art of wondering, p 295.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق