الفيلسوفان الأهم في القرن السابع عشر: ديكارت وسبينوزا. عاش ديكارت بين
1596- 1650 م. يعني ولد عندما كان شكسبير يكتب ”هاملت“. يعتبر ديكارت مؤسس الفلسفة
الحديثة، وصاحب منهج فلسفي جديد. يُقال أنه تأثر بالفيلسوف المسلم أبو حامد
الغزالي.
-
بدأ ديكارت بالشك في كل شيء.. لديه تشبيه سلة التفاح. ”لابد
أن نفرغ السلة إلا آخرها ثن نعيد فيها التفاحات السليمة فقط.“
-
هذا النوع من الشك يُسمى بالشك المنهجي systematic doubt، أو الشك الابستيمولوجي. وهو ليس
شكًا في حد ذاته يؤدي إلى العدمية.. بل أشبه بالسلم الذي يصلنا إلى اليقين.
-
كان ديكارت يتساءل كيف نميز بين الحلم واليقظة. ”كيف
يمكن لنا أن نتأكد أن الحياة ليست حلمًا؟“[1] قال
قديمًا تشوانغ تسي Chuang
Tse (370- 287 ق م): ”حلمت يومًا بأنني فراشة، والآن
لم أعد أعرف ما إذا كنت فراشة تحلم بأنها تشوانغ تسي، أو تشوانغ تسي الذي يحلم
بأنه فراشة.“[2]
-
في شكه أدركديكارت 3 حقائق هامة: الحقيقة الأولى: عندما يشك،
فهو يفكر، وعندما يفكر يتأكد له أنه كائن مفكر، وبالتالي قال: أنا أفكر، إذن أنا
موجود. (هذا ما يُسمى بالكوجيتو الديكارتي). طبعًا ممكن تقول ”أنا أمشي، إذن أنا
موجود“، لكن ديكارت يقول ممكن أشك إن عندك رجلين أصلاً. لكن أن تفكر ليس به شك
أبدًا، لأن الشك نفسه نوع من التفكير. وبالتالي الأصح أن تقول ”أنا أفكر (أظن)
أنني أمشي، إذن أنا موجود.“
-
الحقيقة الثانية، هي وجود فكرة كائن كامل Perfect Being، وقال إن فكرة الكمال لا تصدر عن
كائن غير كامل (الإنسان)، وبالتالي هذه الفكرة ليست من ذاته، وإنما مصدرها وجود
هذا الكائن الكامل، أي الله.
-
يعتبر البعض أن هذه الفكرة ضعيفة.. فإذا تخيلت فكرة وجود
حيوان مركب من التمساح والفيل، فهل هذا يعني وجود مثل هذا الحيوان في الحقيقية؟
-
الحقيقة الثالثة، لها علاقة بالمعرفة سواء بالحواس أو
العقل، قال إن الإله الكامل لا يمكن أن يخدعنا، لأن الخداع صفة غير الكامل،
وبالتالي فهو يعطينا ضمانات عندما نتوصل إلى معرفة الحقيقة بواسطة العقل. [3]
فكرة أن الله غير مخادع هتخرجه من متاهات الشك من ناحية، وهتساعده في دراسة
الطبيعة علميًا.
-
الوجود عند ديكارت يتألف من عنصرين (لذلك هو ثنائي dualist)، المادة والعقل. أو الجسم
والروح. المادة صفتها المميزة هي الامتداد، والعقل صفته الجوهرية هي الفكر. كل
الأجسام صفتها المشتركة هي الامتداد، وتختلف فقط في الأعراض الزائلة. يستحيل أن
تتصف الأجسام بالفكر، ويستحيل أن يتصف العقل بالامتداد. وهكذا شطر ديكارت الوجود
إلى شطرين، فهو اثنيني متطرف.[4]
-
اتهم ديكارت بالبدعة البيلاجية.[5] وإن
لم يكن عقلانيًا في المسائل المتعلقة بالوحي، وقال أنه لا يجب إمعان الفكر فيها، وقال
إنها تحتاج إلى نعمة إلهية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق