الاثنين، 24 سبتمبر 2018

تفسير يونان- ق كيرلس السكندري




بيانات الكتاب
تفسير سفر يونان للقديس كيرلس السكندري
ترجمة د. جورج عوض ومراجعة د نصحي عبد الشهيد
إصدار المركز الأرثوذكسي في 45 صفحة (قطع صغير)


يبدأ ق كيرلس في هذا الكتاب بشرح تاريخي لزمن نبوة يونان أيام يربعام الثاني (2مل 13: 13). ويذكر نبوات أخرى ليونان من جهة إسرائيل (ص9). ثم يقدم شرح جغرافي لمدينة ترشيش ويقول أنها طرسوس التي في كليكية. ثم يصيغ مبدئه التفسيري وهو: ”تصوّر وتشكّل سر المسيح لأجلنا بكل ما حدث ليونان العظيم“ (ص10). ثم يوضح أن أي شخصية تكون رمزًا للمسيح في بعض جوانبها فقط؛ فموسى رمز للمسيح لأنه كان وسيط بين الله والإنسان، لكن المسيح لم يكن أبدًا ثقيل اللسان.. بل كان بوقًا عظيمًا كما جاء في إش 27: 3. كذلك هارون كرئيس كهنة رمز للمسيح، لكن ق كيرلس يذكر لهارون بعض أخطائه. لذلك يقول: ”المفسر الحكيم يبحث في الكتاب المقدس جامعًا دائمًا كل ما يساهم في توضيح أسرار المسيح“ (ص13).
في شروحات ق كيرلس سنلاحظ أنه لا يفوت فرصة إلا ويؤكد على إدانة اليهود. في هذا التفسير يشرح كيف أن أهل نينوى اطاعوا وسمعوا صوت النبي، لكن اليهود قتلوا الأنبياء ولم يسمعوا لصوت الله. أهل نينوى صاموا وتابوا، واليهود لم يتوبوا وصومهم غير مقبول (ص38). أهل نينوى أدركوا صلاح الله واليهود لا. في النهاية يقول: ”أهل نينوى هم الأفضل“ (ص39).
في تفسير ق كيرلس يظهر إلمامه بالثقافة اليونانية المحيطة به؛ فهو يذكر أن البحارة كانوا يعبدون بوسيدون إله البحر، وهذا وثن كاذب، لكننا نؤمن بالله اللي اتقال عنه ”أنت سحقت رهب“ (مز 89)، ورهب ده وحش بحري ورد ذكره في الكتاب المقدس، والآية بتعبر عن سلطان الله المطلق. وفي كلامه عن ابتلاع الحوت ليونان يقول إنه في بعض أساطير اليونان يقولون إن هيراكليس ابتلعه حوت، وبيقبلوا القصة دي، لكنه يرجع ويؤكد أن الأساطير كاذبة ويقر بأن حادثة يونان هي معجزة فوق المنطق. ”إن قلنا إن الإنجاز هو إنجاز الله، من يكون هذا الذي يتشكك في الأمر“ (ص26). كما يذكر تفاصيل عن عبادة شعب نينوى مثل اعتقادهم بترقب الطيور (ص32)، وترقب النجوم (ص36) واصفًا ذلك بالشعوذة.
من الأمور اللافتة في شرحه لعبارة ”الله يندم“ يقول إن كلمة يندم تعني ”يغير رأيه“ (ص39)، وحين يقول إن الله ندم عن الشر، فهو ”لا يقصد فعل الشر بل بالحري الغضب الذي يسبب الشرور. لأن إلهنا الذي يحب الفضيلة ليس هو فاعل للشرور“ (ص41).
النقطة الأخيرة اللي لفتت نظري هي تفسيره لأسباب الغم الذي شعر به يونان حين تاب أهل نينوى. ق كيرلس بيقول مش علشان أهل نينوى أفلتوا من الهلاك؛ لأن روح الحسد والحقد دي لا تليق بقديس (يونان)! لكن هو حزن لأنهم هيعتبروه كاذب ومش جايب كلام من ”فم الله“. ولمّا جلس يونان شرقي المدينة وصنع هناك مظلة لنفسه كان لسه عنده أمل إن المدينة ستنقلب. أراد ربنا يخلصه من غمه باليقطينة الجميلة المملوءة بالورود. لكن مفتاح السفر في الآية اللي قالها ربنا ليونان: ”هل أغتظت بالصواب من أجل اليقطينة؟“ لأن ربنا بيوضح الفارق الكبير بين اليقطينة وأهل نينوى، وأن ربنا عنده مبررات كافية تخليه يغفر لهذا الشعب العظيم (ص 45، 46). 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق