في
نهاية القرن العشرين، بنوصل للاهوتيين مهمين، زي البابا شنودة الثالث،
واللي تنيح عام 2012 م، واللي في
نبذة بعنوان ”التثليث والتوحيد“ نشرت ليه عام 1977،
ويقول فيها إن الإسلام فرَّق
بين المسيحيين والمشركين، فحرّم الزواج من المشركات، ولم يحرم الزواج من المسيحيات!
تعرضنا لأمر شبيه في السابق بشأن الأكل من طعام المشركين. والنصارى لا يشركون بالله أحد.. لأنه إذا كان لله شريك
فلا يكون قادرًا على كل شيء.
وردًا على سورة المائدة 72 ”لقد كفر الذين قالوا إن
الله ثالث ثلاثة“، يقول نحن كمسيحيين لا نؤمن بأن الله ثالث ثلاثة.. ويلجأ لتشبيه الإنسان: ذات
إنسانية واحدة لها عقل ولها روح. ثم يقول إن الإسلام يحارب التثليث الوثني وليس المسيحي، ويتأكد
ذلك في سورة الأنعام 100 ”بديع السموات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له
صاحبة، وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم“. ونحن
كمسيحيين نحارب هذا مع المسلمين لأن ده هو التثليث الوثني (إيزيس، وأوزوريس،
وحورس) أو بعض الهرطقات المسيحية (اللي قالت بثالوث: الله والمسيح ومريم) اللي
بيهاجمها الإسلام والمسيحيين أيضًا.
ثم يميز البابا شنودة بين الثالوث الوثني والثالوث
المسيحي كالتالي: 1- الوثني 3 ليسوا واحد، المسيحي 3 وهم واحد. 2- الثالوث الوثني فيه تناسل، المسيح ليس فيه تناسل. 3- الثالوث الوثني فيه اختلاف في الزمن، المسيحي لا فارق زمني بين
الأقانيم الثلاثة.
نأتي الآن لشخصي مهمة أخرى، هي الأنبا بيشوي مطران
دمياط، واللي تنيح عام 2018م، واللي بيقول في كتيب له بعنوان ”شرح الثالوث“
أن الله محبة.. لكنها مش محبة أنانية ولا حصرية بل احتوائية. ويقول الآتي: ”ولكن
الحب لا يصير كاملاً إلا بوجود الأقنوم الثالث؛ لأن الحب نحو الأنا، هو أنانية
وليس حبًا. والحب الذي يتجه نحو الآخر الذي ليس آخر سواه (المنحصر في آخر وحيد) هو
حب متخصص رافض للاحتواء (exclusive
love) بمعنى أنه
حب ناقص. ولكن الحب المثالي هو الذي يتجه نحو الآخر، وإلى كل مَن هو آخر (inclusive love). وهنا تبرز أهمية وجود الأقنوم الثالث من أجل كمال المحبة“.
لكن للإجابة على ليه ميكنش أربعة أو خمسة أقانيم؟ يقول
الأنبا بيشوي: الشيء الناقص ضد كمال الله، والشيء الزائد دون داعي ضد كمال الله
أيضًا. المثلث ده مساحته لانهائية، ”مساحة من الحب بين الأقانيم الثلاثة هي ما
لا نهاية. ومثلث الحب هذا يتسع حتى يشمل كل الخليقة، فأي كائن يقع داخل نطاق
المثلث يشمله هذا الحب. فما الداعي لنقطة رابعة أو خامسة“.
اتقابلنا مع فكرة المثلث في شرح الثالوث مع أبو شاكر بن
الراهب. أمَّا عن فكرة لا داعي لنقطة رابعة أو خمسة عاوز أقول أنه في العصور
الوسطى استُخدم مبدأ ”شفرة أوكام“ منسوب لراهب وفيلسوف فرنسسكاني اسمه
وليام الأوكامي ومبدأه بيسمى ”مبدأ البساطة“، وليه صياغات وتطبيقات في مجالات
علمية وفلسفية عديدة منها أن ”التفسير الأبسط مُقدَّم على التفسير الأعقد“.
وبالتالي تم استخدامه في شرح الثالوث الكافي لفهمنا لله ولأنفسنا.. فما الداعي
لرابوع أو خاموس.. لن يقدم شيئًا جديدًا.. بالرغم.. بالرغم أن الثالوث ليس
استنتاجًا منطقيًا لكنه إعلاناً إلهيًا.
يُتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق