السبت، 19 أكتوبر 2019

التوبة- العلامة ترتليان



في فصل (2) بيقول ترتليان إن الله ”دشن التوبة بنفسه منذ ذلك الحين بإبطال حكم غضبه الأول“- ويقصد بعد طرد آدم من الجنة. وربنا لما وجدنا جاحدين في معظم الأوقات أرسل لينا الأنبياء. ”أية نجاسة مستعصية، وأي دنس.. تكنسه التوبة وتمسحه وتطرحه خارجًا، مما يجعل القلب بيتًا نظيفًا معدًا لحضور الروح القدس“. ثم يؤكد ترتليان على عدل الله ودينونته ويقول ”بما أن الله هو القاضي الذي يشرف على تحقيق العدل والحفاظ عليه“، وبيوصف العدل على انه ”أغلى شيء“ عند ربنا، فبالتالي ”لا يوجد هناك شك في أن الله يحكم بالعدل“. 
في (فصل 3) بيحاول ترتليان يقدم تعريف للخطية ويقول ”الخطية هي أي شيء يأمرنا به الرب أن نمتنع عنه“. ثم يتحدث عن أنه برغم أن في خطايا بالجسد وخطايا بالروح لكنهما يذنبان معًا، و”جريمتهما واحدة“. لأنه بيشرح بعد كده إن ”الخطايا مرتبطة بالإرادة“، والإرادة هي أصل الفعل.. حتى أن ربنا قال إن مَن يشتهي في قلبه كأنه زنى.
فصل (4).. بيقول هستحبك ”عندما تغرق في أمواج الخطايا“، وستحملك في اتجاه ”ميناء الرحمة الإلهية“ ويقول دافعنا في التوبة مش لأنها شيء جيد وإنما لأن الله أمر بها! في فصل (5) بيقول ”كلما عرفت أكثر، كلما لصقت بك خطية العصيان أكثر“. الخطية في معناها رفض العاطي.. جحود للمحسن.. فبالتالي الخاطئ مش متمرد بقدر ما هو جاحد على الله. الخطية معناها إنك تقيم الشيطان مرة أخرى بعدما جحدته في المعمودية.. وكأنك بتفضل الشيطان على ربنا.
في (فصل 6) بيوبخ المقبلين على المعمودية لأنهم عندهم يقين بمغفرة الخطايا في المعمودية.. وبالتالي مش بيتمموا التوبة قبلها.. وبيشبه ده زي اللي بياخد سلعة ومش بيدفع تمنها! التوبة هي الثمن الذي حدده الرب لنوال المغفرة.. لازم يظهر علينا التغيير أولاً قبل المعمودية. وده مش تقليل من المعمودية لكن لازم نتعب علشان نحصل على البركة. لأن ”البعض يعتقدون أن الله مضطر لأن يغدق على غير المستحق.. فيحولون كرمه إلى ما يشبه الاستعباد!“.
في (فصل 7) بيتمنى تكون التوبة اللي قبل المعمودية هي الأخيرة.. ولا نتعلل بتوبة أخرى فنوجد مجالاً للخطأ. وبيقول ده اللي ربنا بينجيه من البحر مرة مش بيركب السفينة تاني، وبيقول أنا أمتدح خوفهم ده- مش عايزين يتقلوا على الرحمة الإلهية! وخايفين يدوسوا على النعمة اللي حصلوا عليها. لكن لأن الشيطان مش هيسكت، ”فالبرغم أن باب الغفران قد أغلق وأوصد بقضيب المعمودية، إلا أنه مازال يسمح ببقائه مفتوحًا بشكل ما، فلقد أقام التوبة الثانية في الدهليز لكي تسمح بفتح الباب لمن يطرقه في المرة الثانية“. التوبة في المرة الثانية أصعب لكن ”لا تدعوا أحدًا يخجل، لأن المرض المتكرر يحتاج لتكرار الدواء“.
في (فصل 8) بيذكر أمثلة للتوبة، زي ملايكة الكنائس في سفر الرؤيا، الخروف الضال، الابن الضال. وبيقول مَن هو الأب في المثل؟ ”إنه الرب.. ليس هناك أب حقيقي أكثر منه، وليس هناك مَن هو أغنى منه في الحب الأبوي“. وفي (فصل 9) يتحدث عن مظاهر نسكية شديدة في التوبة، والاعتراف العلني، ثم يقول ”صدقني، كلما قلت شفقتك على نفسك، كلما أشفق الله عليك“.
في (فصل 10) يحث على عدم التعطل بالخجل.. وعدم الاستهزاء بالتائبين.. وبيشجع التائب على الاعتراف في الكنيسة لأن الكنيسة هي المسيح ”وحينما تطرح نفسك عند ركب الإخوة، فإنك تتعامل مع المسيح، وتترجاه هو“. في (فصل 12) بيقول ”إن كنت تهرب من الاعتراف، فاجعل قلبك يتأمل في جهنم، وكيف أن الاعتراف سيطفئها لك“. ثم يذكر مثل ملك بابل في توبته وفرعون مصر في قساواته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق