في سفر الرؤيا نجد توظيفًا لبعض الأعداد،
مثل رقم 7، وهو رقم يرمز إلى الكمال، فإذا وجدت 7 دينونات فهذا يشير إلى كمال
الدينونة الإلهية، وإذا وجد 7 ملوك (رؤ 17) فربما يشير هذا إلى تتابع الحكام
والأباطرة بشكل كامل، وليس بالتحديد 7 ملوك. في العبري واليوناني واللاتيني
تُستخدم الحروف الأبجدية كأرقام، وهذا يعني أن لكل كلمة، عند جمع أحرفها، قيمة
عددية. تُسمى عملية حساب هذه القيمة العددية للكلمة ب ”الجاميتريا“ Gematria بالعبري، وتُسمى isopsophesim في اليوناني. فيما يلي بعض
الأمثلة التي وردت في الكثير من المراجع:[1]
- في مدينة بومبي وجد نقش يقول: ”أحبها هي
التي رقمها 545“.
- المؤرخ الروماني سيوتونيوس يقول في قول
شهير له: ”احسب القيمة العددية لكلمة نيرون، ولعبارة: ’قتل
أمه‘، ستحصل على نفس المجموع“. وهذا للدلالة على
أن نيرون قتل أمه بالفعل. لأن حاصل جمع أحرف كلمة نيرون= 1005 وهو نفس حاصل جمع
أحرف عبارة ”قتل أمه“ في اللغة اليونانية.
- نلاحظ أن كلمة نيرون إذا كتبت بحروف
يونانية كانت قيمتها العددية= 1005، لكنها إذا كتبت بحروف عبرية كانت قيمتها= 666
وهي التفسير الشهير لرقم الوحش في سفر الرؤيا 13: 18.
- هذه الطريقة كانت معروفة للرابيين اليهود.
فبعضهم قال إن المسيا يمكن أن يُدعى مناحيم أو المعزي، لأن مناحيم لها نفس القيمة
العددية لكلمة غصن، والغصن هو لقب مسياني كما يرد في زك 3: 8، 6: 12.[2]
- الرابيين أيضًا ذكروا أن كلمة إليعازر،
خادم إبراهيم في تك 15: 2، لها قيمة عددية= 318، وهو عدد الغلمان المحاربين معه،
واستدلوا من هذا بأن أليعازر كان معادلاً لبقية الغلمان مجتمعين.
- في عمل رؤيوي يسمى ”الأقوال السيبيلية“
فيه تنبؤ عن أن المسيا سيكون القيمة العددية لاسمه 888. وكلمة يسوع بالفعل في
اليوناني لها نفس القيمة، ورقم 8 يرتبط بالمسيا وبالدهر الآتي. لأن 8 هو رقم يعبر
عن الفائق الكمال، بعد رقم 7 اللي بيعبر عن الكمال، كمال خليقة الله، وبالتلي 7
يرمز إلى الخليقة الجديدة التي ستبدأ بعد 7 أيام الخليقة.
- كلمة ملاك حين تكتب بأحرف عبرية يكون
قيمتها العددية 144. والملاك في سفر الرؤيا يقيس أورشليم السمائية في رؤ 21: 15
ويجد أن سورها 144 ذراع، ذراع إنسان أي الملاك.
- سنجد في متى أيضًا، وفي سلاسل الأنساب
الواردة في مت 1، أن كلمة داود بالعبري لها قيمة عددية= 14، وبالتالي له دلالة
مسيانية، لذلك قسم متى سلسلة الأنساب إلى 3 أقسام، كل قسم مكون من 14 جيل.
نجد هذا النوع من التفسير لدى الآباء، على
سبيل المثال في رسالة برنابا نقرأ ما يلي: ”أية معرفة سرية قد بلغ؟ لاحظ أن العدد
18 ذُكر أولاً ثم ذكرت الثلاثمائة. العدد 10 يكتب بحرف يوتا (I). وحرف إيتا (H) يعني ثمانية. إن هذين العددين IH يعنيان يسوع المسيح. وكما أن حرف T هو شكل صليب ويعني النعمة، فالثلاثمائة التي يعبر
عنها حرف T
مضافة إلى الحرفين الأولين IHT تدل على المسيح مع الصليب“.
(رسالة برنابا- فصل 9).
كذلك نجد معاني مستترة في الأرقام عند ق
إكليمندس السكندري، إذ يقول: ”الآن
هناك البعض يقولون أن 300 ذراع هي رموز لعلامة الرب، و 50، رمز للرجاء والغفران
المعطى في يوم الخمسين، و 30، أو كما في بعض المخطوطات 12، يقولون إنها تشير إلى
كرازة الإنجيل، لأن الرب كرز في عُمر الثلاثين، والرسل كانوا اثني عشر". (
المتفرقات، الكتاب 6: فقرة 11).
وأيضًا ق أغسطينوس عن معجزة السمك الواردة
في يو21: في شرحة
لعدد السمك 153 في يوحنا 21. بيقول الوصايا 10، وقوة الروح القدس اللي تعيننا على
تنفيذ الوصايا هي 7. لان الآية بتقول: ”روح
الحكمة، والفهم، روح المشورة، والقوة، روح المعرفة، والصلاح، وروح مخافة
الله" (إش 11: 2 س). يبقى 7+ 10=
17. وإذا جمعت الأرقام م 1- 17 : 1+ 2+3+4.. لحد 17. هيديك 153. ده رقم مقدس إشارة
لمن سيكونون مع الرب في الملكوت.[3]
[1] See Marshall, I. Howard_ Paul, Ian_
Travis, Stephen-Exploring the New Testament. Volume two, A guide to the Letters
& Revelation-IVP Academic (2011), pp. 339-340. And also, Mark Allan
Powell-Introducing the New Testament_ A Historical, Literary, and Theological
Survey-Baker Academic (2009), pp. 528- 529.
[3]
Fathers of the Church Series, Liturgical Sermons, Sermon number 248, Saint
Augustine, Catholic University of America
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق