الثلاثاء، 6 أغسطس 2019

برهان الكرازة الرسولية- ق إيريناؤس



بيانات الكتاب:
"كتاب الكرازة الرسولية" للقديس إيريناؤس
ترجمة وإعداد د نصحي عبد الشهيد ود جورج عوض
بمعرفة المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية في 160 صفحة قطع متوسط
ق إيريناؤس يرسل هذا الكتاب لصديق له يُسمى ماركيانوس يعرض فيه ”كرازة الحق بإيجاز لكي تعضدك في الإيمان“ (63). وبالتالي هو ”مذكرة ملخصة“ عن أهم النقاط الأساسية التي تشكل ”أعضاء أو أوصال جسد الحقيقة“. وبيأكد له إن الإنسان: نفس/ وجسد. قداسة الجسد تتحقق بطرد الشهوات، وقداسة النفس بسلامة الإيمان (65). ثم يقول له لابد أن نتمسك بقانون الإيمان الثابت. ثم يقول الإيمان كما سلّم لنا هو: المعمودية باسم ”الله الآب ويسوع المسيح ابن الله، الذي تجسد وصلب وقام وروح الله القدوس لغفران الخطايا“ (67). ثم يسرد 1- الإيمان بالخالق العلة الأولى لكل شيء. الأب إله الكل، يحوي الكل ولا يحوى من شيء. غير مولود..غير منظور. 2- ناطق بكلمته وزين كل الأشياء بروحه. 3- الروح يُظهر الكلمة علشان كده الأنبياء تنبأوا عن الكلمة.. والكلمة متحد بالروح. ثم يقول هناك 3 بنود لقانون الإيمان في المعمودية: البند الأول من قانون إيماننا هي ”الله الآب غير المولود؛ غير المحوى، غير المرئي إله واحد خالق الجميع“. البند الثاني: كلمة الله ابن الله - يسوع المسيح- تنبأ عنه الأنبياء.. وفي التدبير صار إنسانًا لكي يبطل الموت ويجمع كل شيء في ذاته (وده المعروف بنظرية الانجماع الكلي في المسيح- recapitualation). ويصنع شركة بين الله والإنسان. البند الثالث: الروح القدس بواسطته تنبأ الأنبياء وانسكب في الأيام الأخيرة ليجدد الإنسان. لذلك اللي يتعمد ينال روح الله اللي يقوده للكلمة والابن يقوده إلى الأب لذلك ”بدون الروح لا يمكن أن يرى هؤلاء كلمة الله، وبدون الابن لا يمكن لأحد أن يصل إلى الآب“ (73).
ثم يتحدث عن عالم محاط ب7 سموات خلق الله ثم خلق الإنسان بيديه (ويقصد الابن والروح القدس)، وخلقه حرًا وسيدًا. وفي خلق الإنسان يتكلم عن الإنسان ”كان لا يزال صغيرًا.. كان طفلاً عليه أن ينمو لكي يحقق كماله“ (78). ويكمل في قصة طفولية آدم ويقول إن الكلمة كان يتمشى معه لكنه ”كان طفلاً، لم يكن لديه بعد إرادة ناضجة، لذا خُدع بسهولة من المضلل“ (79).
طفولية آدم دي بقى يترتب عليها كذا حاجة:
1-  أولاً الجماعة بتوع التطور يحبوا إيريناؤس ويلجأوا ليه.. مع أن فكرة الارتقاء دي أو النضوج أبعد ما يكون عن فكرة التطور الدارويني.
2-  قد يفهم من كلام إيريناؤس إن السقوط ليس عن وعي وإنما عن رعونة طفولية من آدم (إيريناؤس متفرد في النقطة دي). وهنا تدخل الفكرة بتاعة التجسد غير المشروط إنه كده كده كان هيتجسد علشان ينمو آدم ليصل إلى كمال النضج. الفكرة دي طورها فيما بعد مكسيموس المعترف وبالاماس وفيلسوف اسمه دانس سكوتس. لكن في النص الحالي يقول إن الكلمة كان بيتكلم معاه وبيقوله إنه ”سوف يسكن مع البشر لكي يعلمهم البر“ (79).  فلماذا لا نفترض أن النضوج هذا كان سيحدث خلال هذا الحوار؟
ثم يذكر إيريناؤس خلق المرأة من ضلع آدم... وكان أول مرة ينام فيها أدم.. كانا أنقياء بفضل نفخة نسمة الحياة.. ”لا يخجلان عندما يتعانقان ويداعبان الواحد الآخر كالأطفال“ (80). في ضد الهرطقات يقول إنهما ”لم يكونا يدركان موضوع إنجاب الأطفال، لأنه كان ضروريًا أن يبلغا أولاً إلى سن النضوج“ (3: 22: 4). وحتى لا يتعاظم ويغتر ”كأن لا رب له“ (3: 22: 4) أعطى له الوصية. ثم لم يحفظها الإنسان وخُدع من الملاك الساقط اللي حسده بسبب ”العطايا الكثيرة التي أعطاها الله للإنسان“ (81). بيتكلم على أن الملاك ده كمان طُرد لأنه صار أبو الأكاذيب ومدبرًا للخطية. وبسبب هذا التصرف انفصل عن الله. (هنا السؤال: هل سقوط إبليس كان في مناسبة خلق آدم؟) هذا قريب من التفسير الإسلامي للقصة.
ثم لعن الله الحية (إناء لإبليس) وإبليس نفسه. ثم طرد آدم كعقاب للخطية- ثم ”اتسع الشر وانتشر انقطاع حتى سيطر على كل البشر“ (83). والملائكة هيتجوزوا بنات الناس (نفس تفسير إكليمندس) والملائكة علموا زوجاتهم دروسًا من الشر. ثم بعد 10 قرون من خلق آدم ”أرسل الله الطوفان لكي يعاقب العالم“. ثم بداية جديدة، ثم لعنة حام وبركة الأخوين، وهكذا استمرت الأرض حتى وصلت البركة لإبراهيم حفيد سام. وبركة يافث ”ليفتح الله ليافث“ تحققت في دعوة الأمم أي الكنيسة. ثم السماح بأكل اللحوم، ثم برج بابل والبلبلة.
ثم يصل لإبراهيم اللي كان متشوق يعرف تحقيق النبؤة المعطاه لجده.. و”بسبب رغبة نفسه هذه طاف كل العالم باحثًا لعله يجد الله، وعندما نفذت محاولات البحث رحمة الله“ (89). فأعلن له ذاته وتحدث إليه.. ولما لقاه آمن بالوعد حسب له برًا.. وأعطاله الختان كختم للبر الذي حققه بالإيمان. ثم يعقوب والهجرة لمصر.. وموسى والفصح اللي أعلن ”آلام المسيح في سر“ (91). ثم الخروج من مصر والتيه في البرية، والخيمة وتجسس الأرض، وسفر التثنية اللي فيه نبوات ”كثيرة عن ربنا يسوع المسيح ودعوة الأمم وملكوت الله“.
 ثم يأتي إلى التجسد ويشرح نظريته في الخلاص المعروفة بالإنجماع الكلي في المسيح اللوغوس اللي وحد الإنسان مع الله علشان نشترك في عدم الفساد. ثم يعقد المقابلة كالآتي: في أدم صار الموت بالعصيان، وفي المسيح ابطل الموت بواسطة الطاعة. والتجسد ضروري علشان يهزم الموت اللي ساد على الجسد. وعلشان يحررنا من عبودية الخطية.
وزي ما آدم جبل من تراب الأرض العذراء ولد المسيح من عذراء، وهنا أهمية عذراوية مريم بالنسبة لإيريناؤس. و”بسبب عذراء عاصية (حواء) جُرح الإنسان وسقط ومات، هكذا أيضًا بسبب عذراء مطيعة... أعيد الإنسان ثانية إلى الحياة“ (99). وتصير مريم شفيعة لحواء.. و”تمحي عصيان العذراء الأول بواسطة طاعتها العذرواية“. ثم الخطية اللي حصلت بواسطة شجرة أزيلت بواسطة طاعة الشجرة (الصليب). والصليب عنده في اتجاهاته الأربعة يشير إلى عالمية الصليب- فتأثيره في الأعالي (السماويات) والاعماق تحت الأرض، والطول من المشرق إلى المغرب، والعرض من الشمال للجنوب ”داعيًا البشر المشتتين من كل الأنحاء إلى معرفة أبيه“ (101).
ثم يحاول إثبات هذه الكرازة الرسولية من العهد القديم. تحقق وعد الله لإبراهيم في المسيح .. لما آمن الأمم على مثال إبراهيم. كذلك تحقق وعد الله لداود في المسيح- من يملك على كرسيه إلى الأبد- وفي ”أقيم خيمة داود الساقطة“. إبراهيم أيضًا في قصة 3 ملايكة كان المسيح واحد منهم، ويعقوب شافه في الحلم واقفًا على سُلم والسلم المنتصب من الأرض للسماء كمثال الصليب. وتحدث مع موسى في العليقة، وهو للي نزل علشان يخلصهم، وهو الصخرة اللي ساقتهم، وهو اللي خلصنا ببسط ذراعيه على الصليب، وهو اللي قال عنه داود ”قال الرب لربي“، و ”قبل كوكب الصبح ولدتك“ وأنه ”يدين بين كل البشر“، وهو اللي قال عنه إشعياء ها العذراء تحبل- ولما بيقول يأكل زبدًا وعسلاً ده دليل على إنسانية الحقيقية.. وده أكل أطفال فعلاً. هو العجيب المشير للآب اللي إتكلم عنه إشعياء وفي آية ”لنعمل الإنسان“ كان الآب يتحدث مع الابن المشير العجيب للآب.
أية إشعياء ”تكون الرياسة على كتفيه“ إشارة للصليب راية مملكته. هو شيلون اللي يكون ليه خضوع شعوب واللي جه بعد انقطاع الحكم لليهود.. هو الكوكب من يعقوب.. وإشارة للنجم الذي ظهر للمجوس. هو الغصن النابت من جذع يسى. العهد القديم تنبأ عن مكان ولادته في بيت لحم. ودخوله لأورشليم في زكريا، وفي نبوات عن معجزاته الشفائية، وعن آلامه في صورة العبد المتألم في إشعياء، ثم نبوات عن موته وتشتت الراعي والتلاميذ، ونزوله إلى الجحيم. واقتسام الثياب عن الصليب. وبيعه ب 30 من الفضة، وشرابه الخل، وقيامته وصعوده في الآية بتاعة مز 24 ”ارفعوا أيها الرؤساء أبوابكم“ اللي بتتقال في تمثيلية القيامة وهي عادة عادة عن الصعود وليس القيامة. إلا في نص ”عظة على سبت الفرح“ منسوبة لأبيفانيوس أسقف سلاميس إن الملاك تقدم المسيح في الجحيم ونادى أرفعوا أيها الرؤساء أبوابكم وهزم الطغاه وأخذ سكان الجحيم يتساءلون ”من هو هذا ملك المجد“.
 ثم نبوات من كرازة الرسل في أقصى المسكونة ثم الشريعة الجديدة والعهد الجديد...والقلب الجديد ودخول الأمم.. وبطلان الناموس ووصايا أعظم من الأولى. يختم ق إيريناؤس ويقول لصديقه هذه هي ”كرازة الحق.. هذه الحقيقة تنبأ عنها الأنبياء، وثبتها المسيح، ونقلها الرسل إلينا، وقدمها الكنيسة إلى أبنائها“ (154).
برهان الكرازة الرسولية والرد على الأبوكتاستاسيس
 في نصين مهمين للرد على فكرة الخلاص الشامل. الأول فصل 56 ”أما تعبير يكون الحريق مأكلاً للنار فيشير إلى أولئك الذين لم يؤمنوا به وفعلوا ضده ما فعلوه. هؤلاء سوف يصرخون في يوم الدينونة: كان الأفضل لنا أن نكون مأكلاً للنار قبل ميلاد ابن الله، عن أن نكون غير مؤمنين به، لأنه يوجد رجاء للذين ماتوا مثل مجيء المسيح أن ينالوا الخلاص وذلك بعد قيامتهم أي في الدينونة. وينطبق ذلك على الذين كانوا يخافون الله، وقد ماتوا في البر، وكان عندهم روح الله في داخلهم مثل البطاركة والأنبياء والأبرار. أما أولئك الذين لم يؤمنوا بالمسيح بعد مجيئه فإن عقابهم في يوم الدينونة سيكون بلا رحمة“ (ص123).
النص الثاني فصل 69: ”هكذا تظل الدينونة عقابًا للبعض، بينما البعض الآخر تكون للخلاص.. الدينونة التي ستصير بالنار سوف تجلب هلاكًا لغير المؤمنين في نهاية هذا العالم“ (ص134).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق