يوستين الشهيد في نص منسوب له بعنوان "حض لليونانيين" بيقول لليونانيين مصادركم
إيه عن الدين الحقيقي.. الشعراء؟ اللي قالوا كلام سخيف عن الآلهة.. الفلاسفة؟
يوستين بيعمل بحث فلسفي في ترتيب تاريخي (فصل 3، 4) علشان يظهر تناقض هؤلاء
الفلاسفة. فيبدأ من طاليس- وبيسميه الدارس الرائد في مجال
الفلسفة الطبيعية- اللي قال إن المية أصل كل شيء
ثم أناكسيمندر اللي قال شيء اسمه اللامحدود.
ثم أناكسيمنز قال الهواء هو أصل كل شيء
ثم هيراكليتيس قال النار
ثم أنكساجوراس قال الجزيئات المتجانسة.
ثم يقول يوستين وفي "مدرسة فكرية أخرى" بيمثلها فيثاغورس
قالت إن الأرقام هي اساس كل شيء.. وابيقور قال أجسام يدركها العقل فقط...
وأمبيدوكليس قال 4 عناصر (النار والهواء والماء والتراب).
ثم يستخلص الآتي: كل واحد من دول كان بيثبت صحة تعليمه هو وخطأ تعليم الآخرين.. قولولنا بقى: "كيف يستطيع من يبحث عن الخلاص أن يأتي إلى هؤلاء الفلاسفة ليتعلم منهم الدين الحقيقي في حين لا يقدر الفلاسفة أنفسهم على أن يتفقوا فيما بينهم على شيء؟"
ثم يستخلص الآتي: كل واحد من دول كان بيثبت صحة تعليمه هو وخطأ تعليم الآخرين.. قولولنا بقى: "كيف يستطيع من يبحث عن الخلاص أن يأتي إلى هؤلاء الفلاسفة ليتعلم منهم الدين الحقيقي في حين لا يقدر الفلاسفة أنفسهم على أن يتفقوا فيما بينهم على شيء؟"
ثم يأتي يوستين إلى من يسميهم "اثنين من الفلاسفة
البارعين المشهورين": أفلاطون وأرسطو (فصل 5-7) ثم يبين التناقضات فيما
بينهما كالآتي:
-
أفلاطون قال إن الله
العلي يوجد في مادة نارية، بينما أرسطو يقول الله يوجد في العنصر الخامس (الأثير).
-
أفلاطون يوجد 3 علل أولية
(الله والمادة والشكل)، بينما أرسطو بيقول أول 2 فقط.
-
أفلاطون بيقول عن المُثل أو الأفكار بينما أرسطو ينكرها
-
أفلاطون بيقول النفس البشرية بتتكون من 3 أجزاء: العقل والإحساس
والرغبة، بينما أرسطو يقول ملكة العقل فقط..
-
أفلاطون قال النفس خالدة، بينما أرسطو قال النفس قابلة للموت.
- أفلاطون النفس في حركة مستمرة، أرسطو النفس غير قابلة للحركة.
ثم يصل إلى النتيجة الآتية: "لذلك تسود حالة من الفوضى ناتجة
عن تعاليمهم المتناقضة، والشيء الوحيد الذي يستحقون الثناء عليه هو أنهم نجحوا في
إظهار تعاليم بعضهم البعض طتعاليم خاطئة وباطلة!" (7) يعني كما يظهر في
الصورة بتاعة رافايل واحد رافع إيده فوق والتاني بيشاور تحت.
بعد ما أثبت التناقض اللي بين الفلاسفة اليونانيين بيقولهم روحوا
لموسى والأنبياء.. دول ناس مش بيعتمدوا على البلاغة في الكلام.. وبيتكلموا بقيادة
الروح القدس اللي بيستخدمهم كريشة العازف على القيثارة (8). ثم يثبت من المؤرخين
اليونانيين نفسهم قدمة موسى عن كل الفلاسفة والمشرعين اليونانيين.. اللي كتبوا
باليونانية.. اللي هي حديثة جدًا مقارنة بالكتابات العبرية..
لكن الفلاسفة دول "بسبب العناية الألهية اضطروا بغير إرادتهم
أن يقولوا اشياء كثيرة في صالحنا" (14) وبالأخص اللي زاروا مصر واستفادوا
من تاريخ موسى.. زي أورفيوس وهوميروس وسولون.. وفيثاغورس وأفلاطون.. وأنهم بعد الزيارة المهمة لمصر رجعوا ينشروا
تعاليم عن الآلهة مغايرة تمامًا لآرائهم السابقة.
هيبدأ ق يوستين يجيب من كلام أورفيوس جملة "استحلفك بصوت
الآب الذي نطق به أولاً عندما أسس العلم أجمع بمشورته" (15)، ويقول أن
أورفيوس بعد ما درس الأقوال النبوية عرف أن كل مخلوق هو من عمل كلمة الله - المشار
ليه بكلمة "صوت" ثم يستشهد بكلام عن الإله الواحد من إلياذة
هوميروس.
ثم كلام من سوفوكليس عن إله واحد (18)..
ثم عن إيمان فيثاغورس بواحدانية الله "الله واحد.. العله
الأولى لكل الأشياء"
(19). ثم يقول أن أفلاطون ربما وافق تعليم موسى عن الله الواحد خلال تعليمه
في مصر.. إلا أنه خاف أنه يكون مصيره زي سقراط.. لأنه لا يعترف بآلهة الدولة. لكن أفلاطون كتب مقال مبهم عن الآلهة فيها إثبات
وإنكار للآلهة في نفس الوقت.. وقال إن الآلهة مخلوقة.. وكل مخلوق عرضة للفناء..
والمادة مخلوقة وهي اصل الشر.. يبقى اللي بيفهم هيستنتج أن الآلهة مخلوقة من
المادة وهما أصل الشر (20)!!
يكمّل شوية مع أفلاطون ويقول أنه سمع أن
ربنا قال لموسى "أنا هو الكائن".. فأدرك "أفلاطون أن الله لم يذكر
اسمه الذاتي لموسى" (20). بس أفلاطون خاف يعلن ده في الأريوس باغوس (22)
واشار لأزلية الله في تيماوس. ولما حاول أفلاطون "أن يحل سر أبدية الله
ويعبر عنه لغير المستنيرين.. بالحقيقة كما يؤكد التقليد القديم إن الله يحتوي على
البداية والنهاية والوسط لكل شيء".. وبيقول إن التقليد القديم هو شريعة
موسى.
ثم يقول إن أفلاطون أخد عن موسى فكرة
الدينونة في كتاب الجمهورية (26). لكنه خاف برضو فاخترع قصة أريدايوس، مش بس كده
ده أخد عن موسى فكرة القيامة فقد "تعرف أفلاطون على تعاليم الأنبياء في
مصر واستعار منهم عقيدة قيامة الجسد وقال إن الروح تدان مع الجسد" (27). كذلك
هوميروس في أوصافه لحديقة ألكينوس تأثر بقراءته عن جنة عدن.. وكتب قص أوسا اللي
شبيهة ببرج بابل وقصة آتي اللي تشبه طرد إبليس من السما (28).
حتى فكرة أفلاطون عن المُثل استعارها من
موسى. إزاي؟ ربنا قال موسى اعمل الخيمة بحسب المثال اللي شافه على الجبال.. لكن
أفلاطون فهم غلط وظن أن الصور ليها وجود منفصل (29). عند أفلاطون برضو قصة صعود
زيوس إلى السماء بواسطة مركبة بجناحين. يوستين بيقول "من أين جاء أفلاطون
بقصة زيوس.. إلا من الكتابات النبوية" وبيربطها برؤية حزقيال عن
الكاروبيم والعجلات في حزقيال 11 (31). بيقول كمان أفلاطون خلط بين الفضيلة وعطية
الروح القدس في محاورة مينو.. وبيربط بإش 11: 2 عن الروح اللي بينقسم إلى 7
ارواح.. والفضيلة اللي بتنقسم لأربع فضايل (32).
ثم يختم يوستين بالآتي: ”لا يمكن أن
تتعلموا الديانة الحقيقة من أولئك الذين لم يقدروا أن يأتوا بجديد حتى في تلك
الموضوعات التي أثارت إعجاب العالم الوثني، بل فقط كرروا بلغة مجازية ما استعاروه
من موسى وغيره من الأنبياء" (34). ارجعوا عن خطأ أجدادكم.. أكيد هما
دلوقت في جهنم عندهم "شعور عميق بالندم وعدم القدرة على التوبة بعدما فات
وقت التوبة" (35). وبيدعوهم للديانة الحقيقية اللي "لا يمكن
الحصول عليها إلا من خلال الأنبياء الذين يعلموننا بالوحي الإلهي" (38).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق