في الدفاع ده بيرفع يوستين دفاع لأنطونيوس
بيوس وابنه مرقس أوريليوس بالنيابة عن ناس ”يتعرضون دون وجه حق للكراهية وسوء
المعاملة“ (فصل 1)، وبيقولهم أنتم أتقياء وفلاسفة وبتحبوا العدل وافلاطون قال
إن الأمم ستشعر بالسعادة إذا صار الحكام فلاسفة.. فلازم تراعوا العدل فينا. وبيقول
إحنا عايزين محاكمة عادلة مش أكتر ولا ”تأخذون الاسم وحده كدليل ضدنا“ (فصل
4) نفس الكلام هنلاقيه في دفاع أثيناغوراس. من التهم الأساسية هي أننا ملحدين
فبيجي يوستين يقول أيوه إحنا ملحدين لكن من جهة آلهتكم ”وليس من جهة الإله الحق“
(فصل 6).
بيقول يوستين إننا مش هنكدب لو سؤلنا..
وإحنا مؤمنين بالعقاب الأبدي- زي اللي قاله أفلاطون- ومش بس لمدة ألف سنة بس بل
عذاب أبدي (فصل 8). الله اللي بنؤمن بيه مش محتاج عطايا مادية واللي يختار يعيش في
رضاه يستحق الحياة الأبدية (فصل 10). بيرد على تهمة سياسية تانية عن رغبة
المسيحيين عن إقامة ملكوت أرضي.. فيوستين بيقول مكناش نقبل الموت لو هو ده
رجاؤنا.. وكنا ننكر أو نختبئ أفضل (فصل 11).
إحنا أكتر ناس ممكن تدعمكم في حفظ العدل
والسلام. ليه؟ لأننا نؤمن بالعقوبة الأبدية أو الخلاص الأبدي (12). كمان شوفوا
التغيير اللي عمله فينا الإيمان بالمسيح.. كنا الأول في النجاسات دلوقت في
الطهارة.. كنا بنقتل في بعض دلوقت بنصلي من أجل أعدائنا (14).. ثم يذكر بعض تعاليم
المسيح حتى يقتنعوا.. زي التعليم عن العفة، الصبر، ومن لطمك على خدك، وندفع
الضرائب قبل الجميع (17)، ونصلي لأجلكم، والإيمان بالعقوبة الأبدية.. علشان ده
هيساعده يرد على الاعتراضات على القيامة.
في فصل 18 بيقولهم قيامة الجسد صعبة علشان
مش بنشوفها.. لكن لو في حد ورالكم البذرة اللي بيتخلق منها بني آدم مكنتوش هتصدقوا
برضو.. فربنا قادر على كل شيء. ثم يؤكد مرة تانية على حكاية النار الأبدية اللي
تختلف في نظرنا عن اللي علم بيه السايبيلات أو الرواقيين.. ثم يذكر بعد ذلك
التشابهات في إيماننا وبين أفلاطون عن إله يدبر الكون، أو حتى نهاية الكون
بالاحتراق زي الرواقيين أو حتى ضد عبادة الأوثان زي ميناندر. وان المسيح البكر في
تفاصيل حياته في ما يشابهه عند أبناء زيوس كولادة من عذراء وصعود إلى السماء على
حصان.. فإحنا تعاليمنا متشابه معاكم.. فلماذا تضطهدوننا؟ لكن لأن محاكاة الآلهة
مهمة للشباب.. فبلاش يقلدوهم لأن زيوس قتل أبوه وأبناؤه عملوا حاجات شبيهة.. ودي شغل
الشياطين! لكم مرة كمان إحنا بنؤمن بأن اللي يهتنعموا بأبدية سعيدة هم الي عايشين
في الفضيلة.. واللي هيعيشوا في الشر سيتعذبون في النار الأبدية (فصل 21).
ممكن نقارن هرمس بالمسيح، ولو اعترضتم على صلب
المسيح عندكم أبناء زيوس تألموا.. لكن هاثبت ليكم أن آلام المسيح أفضل (22)،
والولادة من عذراء تضاهي الكلام عن برسيوس.. ونفس الكلام عن أشفية اسكلابيوس. في
فصل (24) بيقول بالرغم من التشابهات دي أنتم ”تكرهوننا فقط لأجل اسم المسيح“.
مع أن في ناس بتعبد الفئران والقطط والتماسيح ولا يعتبرون اشرار.
ثم يتحدث عن هراطقة بين المسيحيين وبيقول
ربما يمارسون ولائم إباحية وأكل لحوم البشر.. لكنه غير متأكد من ذلك (26). أمَّا
موقفه هو- عدم التخلي عن الأطفال حديثي الولادة حتى لا يشبون في الدعارة (27)،
وحتى لا يموتوا فنصبح قتلة (29)، ونعيش في بتولية أو زواج في عفة وطهارة.
يرد يوستين على اعتراض: لماذا لا يكون ميلاد
المسيح عاديًا من الناس، ومعجزاته على سبيل السحر؟ بيلجأ يوستين إلى دليل النبوة..
هذا تنبأ عنه الأنبياء قبلها بألف أو ألفين وثلاثة أو 800 سنة (فصل 32). ويذكر
نبوات من تكوين، و إشعيا، وميخا، (بالمناسبة أيريناؤس هيلخص الشواهد دي في كتابه برهان
الكرازة الرسولية).
ثم يرد على اعتراض آخر: لئلا يظن أن
التنبؤات دي نوع من القدر؟ فيقول تعلمنا من الانبياء أن العقوبة والمكافأة بحسب
استحقاق الإنسان.. وإذا نفيت حرية الإرادة نفيت المسؤولية (التكليف أصلا) ونفيت
التذكية واللوم.. ولو القدر هو سبب الشر.. يبقى لا معنى للفضيلة أو الرذيلة (فصل
34). ثم يستشهد بأفلاطون في التأكيد على حرية الاختيار (44). وبيقول إنه اقتبس ده
من موسى لأنه ”أقدم من جميع الكتاب اليونانيين“ وكل اللي قالوه عن الخلود
والعقاب بعد الموت أخدوه عن الأنبياء.
ثم يرد على اعتراض آخر: هل كل اللي جم قبل
المسيح لا يُساءلوا عن أفعالهم؟ الإجابة: اللي عاشوا بالحكمة قبل المسيح هم
مسيحيون حتى لو اعتبروا من الملحدين (46).. واللي عاشوا من غير حكمة.. هو أشرار
وأعداء للمسيح. ثم يرجع يكمل شوية نبوات تحققت. وفي فصل 53 بيقول مكناش هنؤمن بيه
لو لم نجد شهادات عنه ثم التنبؤ بها قبل أن يأتي.
أما أساطيركم ليس لديكم دليل عليها.. وأن الأساطير
رويت أولا بتحريض من الشياطين لما سمعوا الأنبياء يعلنون عن مجيء المسيح وعقاب
الأشرار بالنار فبادروا بتقديم ابناء زيوس (54) علشان يشككوا الناس.. في أن
النبوات هي قصص اسطورية.. فحصل نوع من المحاكاة المضللة.. قلدوا حاجات كتير ما عدا
الصليب.. ثم يتحدث بكلام رائع عن الصليب في فصل (55). في فصل 59 بيقول أفلاطون ”اقتبس
من معلمينا“ بخصوص الخلق، واقتبس كمان عن طبيعة الابن في طيماوس وذكر إشارة
للصليب (حرف x)..
ولكن افلاطون لم يفهم الكلام جيدًا (60) وإشارات أفلاطون عن الثالوث. هما اللي
قلدوا آرائنا مش إحنا.
ثم يتحدث عن وصف لحياة المسيحيين.. وعن
المعمودية والصوم والتجديد.. وتقليد الوثنيين ليها بدافع من الشياطين.. في السكائب
والرش بالماء.. حتى خلع الأحذية أخدوه من موسى.. ومحاكاة أخرى في فصل 64. ثم كلام
عن الافخارستيا بعد المعمودية .. وان المحاكاة حصلت برضو في الافخارستيا في طقوس
الإله ميثرا (66).
في النهاية بيقولهم إذا لاقيتوا كلامنا متفق
مع الحق والمنطق احترموا أقوالنا.. ولا تظلمونا.. وبنحذركم من حكم الله الذي سيأتي
عليكم إذا استمريتم في ظلمنا.. نحن لا نطلب إلا العدل (68(.
الدفاع الثاني:
الدفاع ده مناسبته إعدام 3 من المسيحيين دون
وجه حق.. وبيحكي اللي حصل عن امرأة آمنت بالمسيح وجوزها لأ.. ولما انفصلت عنه رفع
عليها قضية.. جابوا الشخص اللي علمها المسيحية فصدر حكم بإعدامه ثم شخص آخر اعترض
على هذا الظلم فصدر حكم أيضًا بإعدامه.. ولئلا يساء فهم كلام يوستينوس عن عدم خوف
المسيحيين من الاستشهاد ويعتبروه انتحار.. بيقول في فصل (4)، إننا اتعلمنا ان ربنا
خلق الكون بهدف.. فإذا قتلنا بعضنا كلنا.. سيؤدي ذلك لزوال الجنس البشري.. ودي ضد
إرادة ربنا.
ثم يشكر في الرواقيين (فصل 8)، وبيقول إن
بذرة اللوغوس مزروعة في كل البشر.. واللوغوس هو اللي بيعلم المشرعين ازاي يحكموا
بالعدل (9). وكل اللي اكتشفه الفلاسفة والمشروعون هو جزء من اللوغوس (10)، نفس
الكلام بيقوله في فصل (13) ”جميع الكتّاب كان لهم قبس من الحقيقة بواسطة بذرة
الكلمة المغروسة فيهم“. لكن كانوا أحيانا بيناقضوا أنفسهم وظلموا سقراط..
وبيبين أفضلية المسيح على سقراط. إحنا بختار الفضيلة حتى لو ظهرت ضعيفة (11).
واللي بياكلوا لحوم البشر عمره ما هيقدم على استشهاد! (12). ثم يتراجهم أن يحكموا
في هذه الدعوى بعدل لأجل أنفسهم.
استطراد:
كلام يوستينوس عن التشابه بين الأساطير
اليونانية وأحداث خاصة بالمسيح بيستغله البعض، كما ظهر في فيلم اسمه Zeitgeist أو ”روح العصر“.. لكن أهم الاختلافات هي كالآتي:
1- نستطيع أن نقول أن هناك لمحات من الحقيقة
في هذه الأساطير.. بفضل بذار اللوغوس.
2- كلام
يوستين على سبيل الجدل.. وحتى لا نتهم ظلمًا ولديهم أفكار مشابهة.. وبالتالي هو لا
يقر بصحتها.. بل هو يقول إن هذه المحاكاة حدثت بشكل فاسد بفعل شيطاني.. بل يرفض
صحتها أيضًا ”وأنا عندما اسمع يا تريفون، أن برسيوس ولد من عذراء أعلم أن هذه
أكذوبة أخرى من أكاذيب الحية المخادعة“ (الحوار مع تريفو 70).
3- أكتر ما يميز القصة المسيحية هي
تاريخيتها.. في زمن طيباريوس قيصر.. وهيرودس وبيلاطس.. وأشخاص تاريخيين كرزوا بها
مثل بطرس ويوحنا وبولس.. هذا الأمر غير متوفر في الأساطير اليونانية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق