ده نص قصير منسوب ليوستين الشهيد مكون من 10
فصول، بيقول في (فصل 1) إن العقل يحكم فيما تقدمه الحواس من معلومات، لكن الحواس
نفسها لا يمكن اختبارها في ذاتها! كذلك الحق هو اللي يحكم ولا يُحكم فيه. والمسيح
هو ذاته الإيمان والبرهان عليه وبرهان كل شيء. ثم في (فصل 2) يعرض اعتراضات البعض
عن القيامة بحجة أن الجسد هل هيقوم بكل الأعضاء ولا ناقصة.. طب إيه لزمة الأعضاء
الجنسية ومفيش زواج في السماء.. واعتراضات أخرى، وهدفهم بحسب يوستينوس أنهم يحرموا
الجسد من الوعد بالأبدية.
في (فصل 3) بيقول مش معنى قيامة الأعضاء
الجنسية أنه يلزم بالضرورة استخدامها.. في ناس مش بتستخدمها أصلا في هذه الحياة،
والمسيح اتولد من عذراء علشان يثبت أن خلق الإنسان ممكن عند الله بدون تدخل بشري
(يوحنا ذهبي الفم بيرى معجزات زي ولادة اسحق وصموئيل تعود لقدرة الله أكثر من
التدخل البشري).
في (فصل 4) المعترضين قالوا إن الجسد هيقوم
في حالته الأولى.. ماذا لو كان أعور أو أعرج؟ يوستينوس بيثبت بمعجزات المسيح
الشفائية وبيقول إنها كانت نبوات عن المسيح وعن الوعد بقيامة الجسد صحيحًا بدون تشوهات
أو نقص.
في (فصل 5) المعترضين قالوا باستحالة
القيامة وبتحقير الجسد. فيوستينوس قال الاستحالة على الله لا يليق حتى بالوثنيين
مش بالله اللي خلق آدم من تراب.. والي خلى التناسل من نقطة صغيرة.. وقيامة المسيح
بتثبت إمكانية القيامة. ثم يعتذر وستينوس لأبناء الكنيسة لأنه هيثبت القيامة
استنادًا إلى ”أدلة من الطبيعة ومن علوم غير مسيحية“.
في (فصل 6) بيقول ”ليس عسيرًا على الله الذي
هو في حد ذاته أصل كل الأشياء أن يقيم الجسد الذي خلقه كما كان في سابق عهده“. ثم
يقول إن القيامة مش مستحيلة نظرًا لإمكانية تلاحم العناصر مرة أخرى (اللي بيقول
عنها الرواقيين) أو إعادة تنظيم الذرات (اللي بيقو عنها الأبيقوريون).
في (فصل 7) بيرد على اللي بيحقروا من الجسد
وبيقول ”الدليل على أن الجسد البشري ثمين في عيني الله هو أن هذا الجسد من صنع
يديه، وأن الصورة ثمينة في عيني الرسام.. وبالتالي فإن الإنسان (بصورته الجسديه)
هو أثمن ما خلقه الله“.
في (فصل 8) بيرد على اللي بيقولوا إن الجسد
هو أصل الخطية بأن الجسد لا يمكن أن يخطئ بدون الروح اللي بتحفزه على الخطية. ثم
يرد على اللي بيقولوا أن الله لم يعطي وعد للجسد بالأبدية بأنه لو كان الإنسان
جسدًا وروحًا هو أثمن ما خلق الله فكيف يتركه يفنى؟ ده لرسام بيرمم أعماله! واللي
بنى بيت بيرممه.. ولو معملش كده فده معناه أنه تعب بلا جدوى. دعوة ربنا للإنسان
كانت جسدًا وروحًا. وأن الروح لوحدها أو الجسد لوحده لا يشكل الإنسان! والإنسان
آمن جسدًا وروحًا. وبيقول إن اللي بيقولوا بقيامة الروح فقط بيقولوا لأن الروح جزء
من الله لأنها خرجت منه.. والجسد لأ. لكن يوستين بيقول فين بقى قوة ربنا لما ”يخلص
ما هو مخلص بالطبيعة والذي هو جزء منه في الأصل“ وده مش عمل عظيم. ده هو كده بيخلص
ذاته! ولو معملش كده يبقى مقصر!
في (فصل 9) بيقول لو الجسد مش مهم طب ليه
المسيح كان بيشفيه.. وليه كان بيقوم موتى.. وهل قومهم روح بس ولا كمان جسد.
والمسيح بعد قيامته أثبت أن ليه جسد حقيقي لما قالهم جسوني وانظروا اللحم والعظم،
وأكل معاهم، وصعد بالجسد كمان قدامهم.
المسيح جه مخصوص علشان قيامة الجسد وإلا لن
يختلف في شيء عن فيثاغورس وأفلاطون اللي قالوا بقيامة الروح فقط. ولو الجسد مش
هيقوم ليه ربنا بيحذرنا من الانسياق لشهواته. كان بالأولى يقولنا أعملوا اللي انتو
عايزينه.. معملش زي طبيب لقى حالة ميؤوس منها فقاله اعمل اللي انت عاوزه.. لكن لأنه
زي الطبيب اللي عنده أمل في الشفاء فقاله حافظظ على جسدك ده لأنه هيقوم بعد كده.
والمسيح هو الطبيب الشافي!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق