(ملحوظة.. دي ترجمة دار فيلوباترون، من صفحة
108- 135. وهي ترجمة أكثر سلاسة من ترجمة أخرى متاحة باللغة العربية)
فصل (1): بيقول أثيناغوراس إن الأفضل أننا
نشرح الحق ذاته قبل الدفاع عنه.. لكن للضرورة هنعكس الأمر ده علشان زي الفلاح ننقر
التربة أولاً قبل وضع البذار.. وهيتبع نفس الأمر في كلامه عن القيامة.
فصل (2): ثم يقول إن اللي بينكروا القيامة
بيبنوا موقفهم ده على حاجة من اثنين: 1- إما إن القيامة فكرة مستحيلة على ربنا، 2-
أو ضد مشيئة ربنا. أثيناغوراس بيأكد إن مفيش مستحيل على ربنا أنه يجمع الأجساد
المتحللة مرة أخرى. وبيشرح بشكل فلسفي ما هو المستحيل؟ وبيقول إن المستحيل إمّا
بسبب الجهل بالشيء.. أو عجز الإنسان وافتقاره للقدرة. وبالنسبة للأمرين دول أولاً
ربنا ”غير جاهل بطبيعة الأجسام التي يراد إقامتها“ (109). وكمان على علم
إلى أين ينفذ كل جزء من الأجزاء المتحللة. وأنه عارف كل شيء مسبقًا.. ”ويعرف
أيضًا الأشياء التي تحللت“ (110).
فصل (3)- ثانيًا: ربنا عنده قدرة كافية
لقيامة الأجساد. وزي ما خلقها من العدم يقدر يقومها بنفس السهولة. ”نفس القوة
(الخالقة) يمكنها أن توحد ما قد تحلل“ (110). حتى لو حصل ما يُسمى ب chain
consumption وأن الأجساد المتحلة التهمتها حيوانات معينة
ثم أكلت الحيوانات دي حيوانات تانية .. أو تحللت للعناصر الأولي.
فصل (4): بيتكلم عن حد مثلاً مات في البحر
فأكله السمك.. أو حد مات في البحر ولم تدفن جثته جت حيوانات وأكلته.. فالمعترض
بيقول فصل جسم الميت ده من الحيوانات اللي أكلته شيء مستحيل. ولو الحيوانات دي
أكلها بشر بعد كده.. أو حصلت مجاعة والناس كلت عيالها.. جسم مين اللي هيطلع سليم
بعد المرور من كائن لآخر.
فصل (5): بيرد أثيناغوراس إن ربنا حدد لكل
حيوان تغذيته اللي تناسبه.. ومش لازم كل طبيعة تتحد بكل جسم.. وإن مش كل حاجة
هتدخل الجسم هتتحد بيه.. سواء في المعدة أو حتى ما يتعرض لتفاعلات الكبد عليه.
فصل (6): في طعام غير مناسب للحيوان وبيخليه
يتقيأ أو يمرض أو يخرج من الجسم.. جزء فقط من الطعام هو اللي بعد تنقيته بيتحد بالجسد.
فصل (7): أثيناغوراس بيقول إن الجسد المقام ”لن
يشترك في دم أو نخاع أو مرارة أو نفس“ (114). وحتى إذا أتحد بجسم الكائن اللي
تغذى عليه فهي غير ثابتة أيضًا وممكن يفقدها بعد كده.
فصل (8): أكل لحوم البشر أمر غير طبيعي- ولا
يمكن أن يتحد لحم البشر مع الجسم حتى لو مر داخل معدته.
فصل (9): المعترضين بيهينوا ربنا لما
بيعتبروه زي نجار مش عارف يجمع حاجة اتكسرت ”يقارنون عمل الفن بعمل الطبيعة“،
وما ليس ممكنًا عند الناس هو مستطاع عند الله.
فصل (10): المعترض قال إن الله لا يريد
قيامة فأثيناغوراس بيشرح الشيء اللي لا يتفق مع إرادة الله إما يكون ظلم- أو يكون
شيء غير جدير بالله. من حيث الظلم لن يتضرر أي مخلوق بقيامة الجسد.. حتى الكائنات
غير العاقلة (الحيوانات) لن تخسر لأتنها مش هتكون موجودة بعد القيامة.. أو حتى لو
كان ليه وجود فلن تتأذى في شيء لأنها في هذه الحياة بتخدم الإنسان ولا تشعر بأي
ظلم، إذ ليس لها تصور غن الظلم أو العدل، فما بالك لما نكون غير فاسدين ومش
محتاجين أي حاجة منها.. وفي غنى عن خدماتها.. وهي نفسها تتحرر من الاستعباد. ثم
يقول أثيناغوراس أنه محدش يقول إن قيامة الأجساد أمر غير جدير بالله.. لأن إذا كان
الأردأ (خلق الجسد المعرض للفساد) غير جدير بالله- فكم هو أجمل عندما يخلق جسدًا
غير معرض للفساد (117).
فصل (11): وبالتالي قيامة الأجساد المتحللة
مش مستحيلة بالنسبة لله الخالق، ومتفقة مع مشيئته، وجديرة به. ثم ينتقل أثيناغوراس
إلى الدفاع عن الحق ذاته المتعلق بقضية القيامة.
فصل (12): هيثبت القيامة من خلال التأمل في خلق
الإنسان نفسه.. وبيقول إن أي إنسان عاقل بيعمل حاجة بيعملها عن قصد ولغاية معينة.
زي اللي بيبني بيت علشان يستفاد منه هو وأولاده ومواشيه. ”هذا هو تفكير الإنسان.
ولكن اللع لا يمكن أن يكون قد عمل شيئًا عبثًا“. ربنا مش هيستفاد حاجة من خلق
الإنسان.. ولا خلقه علشان يخدم الجماد أو الحيوان.. العكس هو الصحيح. وبالتالي خلق
الإنسان لنفسه وباركه وعيّن له البقاء الأبدي (122). ولو هو خُلق علشان الجماد والحيوان
يبقى هيروح معاهم! وبالتالي ”الكائن الذي خُلق هكذا يجب الفاظ عليه أبد الدهر“.
وبالتالي ربنا خلقه يمر بتغيرات معينة والقيامة هي نوع من التغيير وآخر التغيرات
للأحسن طبعًا (121).
فصل (13): أثيناغوراس بيقول إننا واثقين إنا
ربنا مش هيخلق إنسان ويديله ذكاء وحياة عاقلة وروح خالدة إلا علشان يستمر إلى الأبد.
وإن ”الغرض من خلقه هو وعد لاستمراره إلى الأبد“ (121). وبالتالي اليقين
بالقيامة منبعه قصد الله من خلق الإنسان.
فصل (14): بيقول إن البعض أثبت القيامة من
خلال ضرورة الدينونة، وهو بيقول إن ده مش الغرض الرئيسي للقيامة لأن الأطفال
الصغيرة هتقوم لكن مش علشان الدينونة!
فصل (15): هو عاوز يثبت القيامة من جهة
طبيعة البشر. ثم يتحدث عن قيامة المكونين (الجسد والروح).. علشتن زي ما عاشوا
تجربة مشتركة هنا يعيشوا تجربة مشتركة هناك. لو الجسد مش هيقوم يبقى عبثًا ”مواءمة
الروح مع احتياجات الجسد.. وتقييد الجسد حتى لا يتمكن من الحصول على ما يشتهيه..
وعبثًا كان الفهم.. والحكمة ومراعاة الاستقامة ـو مزاولة أي فضيلة“ (124).
فصل (16): ثم يتحدث عن النوم ”شقيق الموت“
كانه اعتراض للحياة الحسية بالتوقف أو ”غياب جميع الحواس عن الحاضر والماضي أو
بالأحرى عن الوجود نفسه“ (125).
فصل (17): ثم يقول غن البذرة (البشرية) عمرك
متصدق أن فيها كل القورة دي من عظم وأعصاب وعضلات.. لكن إحنا بالتجربة بنشوف ده
ومصدقينه.
فصل (18): ثم يتحدث عن أن الإنسان مسؤول عما
يفعل لذلك في القيامة سيتلقى إما الثواب أو العقاب. وبيقول الإنسان بجسده ونفسه
معرّض للدينونة عن كل عمل اقترفه.. وطالما أن في الحياة هنا مفيش عدالة؛ الأشرار
متهنيين والأبرار متهانين، يبقى لازم يقوم الجسد ووفقًا للعدالة يتلقة الإنسان ما
يستحقه سواء خيرًا أو شرًا (128).
فصل (20): ثم يقول إنه علشان الحكم الإلهي
يكون عادل ويجب ”ألا نتوقع أي دينونة يمكن أن تصدر عن الله أو من الله وهي
تفتقر إلى العدل“ (130). ولكن الحكم علشان يبقى عادل لازم يُحفظ بقاء الكائن
اللي مارس الصلاح أو لم يلتزم بالشريعة. وأن اللي مارس أي فعل هو الإنسان مش الروح
بمفردها أو الجسد بمفرده.
فصل (21): ولو في مكافأة يبقى مينفعش الجسد
اللي شارك الروح في تعبتها أنه لا يشارك في مكافآة الصالحات. ولو في دينونة
للذنوب، يبقى الروح لن تعامل بالعدل إذا تُركت ”تدفع العقوبة عن الأخطاء التي
اقترفتها وهي متحدة بالجسد والتي استدرجت إليها عن طريق شهوة الجسد“ (131).
أحيانًا الروح بتكون محمولة بالجسد أو مجذوبة بعنف أو حتى بالاتفاق معاه. كيف يمكن
أن تدان الروح وحدها.. إذا كان الجسم أول من يحس بشهوات معينة ثم يجر الروح
للمشاركة فيها. ”حياة الإنسان واحدة، رغم أنها مكونة من الاثنين“.
فصل (23): أخيرًا يجأ مرة أخرى للغرض الأول
من خلقة الإنسان ويقول ”كل شيء يُخلق له غاية وحتمًا غاية الإنسان، وهو ذو
طبيعة خاصة، يجب أن تكون منفصلة عن مجموع الباقين. لأنه ليس منطقيًا أن نفترض غاية
متماثلة لكائنات محرومة من الفكر المنطقي وتنتظم أعمالها تحت القانون الفطري..
وبين كائنات تعيش حياة عاقلة وتراعي العدالة“ (134).
فصل (25): في النهاية يقول ”الاختيار
يتعلق بالأفراد، والثواب أو العقاب لحياة عاشت في خير أو شر تتناسب مع استحقاق كل
أحد“ (135).
استطراد:
قرأت في كتاب ”تهافت الفلاسفة“ للإمام أبو
حامد الغزالي، حوالي 1100 م تقريبًا، وكان بيهاجم الفلاسفة اللي تأثروا بأفكار الفلاسفة
اليونانية، فأنكروا بعث الأجساد بعد مفارقتها للنفوس. لاحظت تماثل/ أو اختلاف بعض
الأفكار اللي قدمها الغزالي واللي قدمها قبل منه أثيناغوراس بحوالي ألف سنة. يعني
مثلاً الغزالي بيقول إن مسألة بعث الأجساد مستمد من الشرع ولا يمكن الوصول إليه
بالعقل.. في حين أثيناغوراس حاول يبرر القيامة من القصد من خلق الإنسان ذاته..
بشكل فلسفي. الغزالي قال إن قدرة الله تقدر تجمع الأجساد حتى لو أكلتها الطيور أو
تحولت إلى بخار وماء.[1] أو حتى إذا الإنسان تغذى بلحم إنسان ”وقد جرت
العادة به في بعض البلاد ويكثر وقوعه في أوقات القحط“ فقال المعترضون أنه بهذا
يتعثر حشرهما معًا ”لأن مادة واحدة كانت بدنًا للمأكول وصارت بالغذاء بدنًا
للآكل ولا يمكن رد نفسين إلى بدن واحد“.[2] لكن الغزالي كما فهمت يقول
إن الإنسان بنفسه لا ببدنه.. فالبدن يتبدل ”من الصغر إلى الكبر، بالهزال
والسمن، وبتبدل الغذاء“.[3] يعني مش مهم نفس الجسد
بالضبط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق