الاثنين، 15 يوليو 2019

التواكل والقدرية والعناية الإلهية- يوحنا ذهبي الفم


الكتاب ده عبارة عن 6 عظات ليوحنا ذهبي الفم ترجمة د جورج عوض عن اليونانية
المقالة الأولى
ذهبي الفم بيقول إن كان الفقر شرًا يدعو إلى الحزن فالمفروض الغني يعيش بلا حزن.. ولو اللي اتحرم من الإنجاب لازم يحزن.. يبقى المفروض اللي عنده أولاد ميحزنش أبدًا.. لكن ده مش اللي بيحصل (ص 11). وبيقول كمان ان الحزن والاضطراب والقلق ملوش علاقة بالعوامل الخارجية.. لكن ”النفس هي التي اعتادت على تجسيدها“ أي المشاعر دي (11). ولو الحالة النفسية كويسة ولا هيهمنا حتى لو الموج بيضربنا من كل ناحية، ولو الحالة النفسية وحشة هنحس بالقلق حتى لو الدنيا حوالينا كلها على ما يرام.
المشكلة مش في الظروف الخارجية.. في ناس فقراء لا يتوقفون عن شكر الله، وفي ناس ”لا يصيبهم أي مكروه ويستمرون في التجني على عناية الله“ (13). مرة تانية بيقول ”إن حالة نفوسنا وفكرنا هي السبب فيما نشعر به وليس طبيعة الأشياء في حد ذاتها“ (13). ثم يذكر بولس كرمز للشخص الذي يعاني وهو شاكر ربنا، وبيقول إن شجاعته النفسية خلته لا يُهزم من الألم.
يقول ذهبي الفم إن ربنا خلق عنين الحيوانات تنظر لأسفل، لكن في الإنسان كما لو كانت عنيه في قلعة عالية. علشان ”الحيوانات لا تملك شيئًا مشتركًا مع السماء، بينما أُعطى لك من البداية وصية من الله أن تنظر إلى فوق“ (17). وعلشان كده خلقه منصب القامة علشان لا يلتصق بأمور الحياة الأرضية. ثم يختتم بأن الإنسان لما بيحدد سعادته على أساس المتع والغنى ”فهذا لا يتناسب مع شرف وأصل الإنسان“.
المقالة الثانية
ذهبي الفم بيعتبر الناس اللي بيضعوا حتمية القدر فوق حكمة العناية الإلهية يجدفون على الله. الإيمان بالقدرية زي جنود بيقتنعوا أن مفيش داعي لجهادهم.. لذلك تنطفئ حماستهم (ص 21). وبيقول إن الشيطان بيقولنا أننا منقدرش نهرب من المكتوب، لكن ربنا بيقولنا ”لو شئتم وسمعتم تأكلون خير الأرض“. ونفس الشيء عن اختيار الإنسان للخلاص. ثم يقول: ”لا تقبل أن تُجرح حتى لا تُضيع زمنك كله في شفائك من جُرح أصابك به آخرون. أمّن صحة نفسك بالكتب الإلهية“ (28).
المقالة الثالثة
ذهبي الفم بيقول إن الإيمان بالقدرية خطية واضحة جدًا.. ولو في واحد بيُحاكم بالزنا وقال إن القدر أوقعني في الزنا الناس هتضحك عليه وهيدان بعقوبة قاسية.. لذلك فإن القدرية هي ”بدعة شيطانية وخرافة وهذيان“، فمن ”يأخذ القدرية كحجة لكي ينجو من العقاب، لا ينجح أبدًا“ (33).
المقالة الرابعة
ذهبي الفم بيقول ”عندما ترى شخصًا يغتني بدون استحقاق، فلا تظن أنه يستحق الحسد، ولا تتجنى وتتطاول على العناية الإلهية. ولا يدفعك ذلك إلى الظن أن أمور هذا العالم تخضع للصدفة وتحدث بلا هدف“ (37). ويضرب مثل بقصة الغني ولعازر اللي لم يشك في عدل الله أبدًا. وبيقول للناس اللي بتبص لغيرها ”انتظر النهاية وعندئذِ سوف ترى أن كل واحد وإن كان فقيرًا أو غنيًا سيكافأ حسب استحقاقه. ولا تقلق ولا تضطرب قبل أن يتسلم كل واحد ما يستحق سواء عقاب أو تيجان“ (41).
لا تتهم الله بالظلم لأن في ناس بتسرق وتقتل بدون عقاب ”لأنهم لم يُسلموا بعد للعدالة الإلهية“ (41). ولو فكرت أن ربنا لازم يعاقب الخطاة هنا على الأرض، ذهبي الفم بينصحك بأن ”تفحص ضميرك فسوف تغير رأيك“، وستقتنع وتقبل طول أناة الله. بيرد ذهبي الفم على ناس بتنكر وجود حياة بعد الموت.. وبيقولهم حتى عباد الأوثان واليهود والهراطقة وأي إنسان حتى لو اختلفوا في أمور ثانية لكنهم يجمعون بوجود حياة أخرى ووجود دينونة.. وبيربط الإيمان بوجود حياة أخرى بعد الموت بوجود الله نفسه.. لأن لو مفيش حاجة بعد الموت.. يبقى ربنا مش موجود برضو. ”لكن لو كان الله موجود فلابد أنه يكون إلهًا عادلاً ويعطي كل واحد حسب استحقاقه“ (46).
ثم يقول في ناس هنا بتسعد وبتُكرّم بدون ما يستحقوا.. وناس تانية عايشة بالفضيلة وعايشين في معاناة وعذاب ”فأين يكون العدل عندئذ؟“ لازم يأتي زمن المجازاة طالما إن المجازاة دي مش بتتحقق في هذه الحياة. ولو محصلش يبقى ربنا مش عادل.. ولو مش عادل يبقى مش إله.. وهذا تجديف.
المقالة الخامسة
يتعرض ذهبي الفم للنتايج المترتبة على الإيمان بالقدرية.. اللي نهايتها فوضى.. وكلنا لازم ننام في البيت ونستنى القدر يقولنا نعمل إيه.. ولو كل شيء يتم طبقًا للقدر يبقى المنطقي متعملش حاجة.. ومتنصحش ابنك.. ومتودهوش المدرسة.. ولا تدخر له المال.. سيبها للقدر! (50). سيب ابنك ينحرف.. ”وما قدرته القدرية هو الذي سيحدث في كل الأحوال“ (50).
وبيسأل ذهبي الفم: ليه بتعاقب خادمك؟ ولماذا تمدحه أيضًا؟ مفيش حد صالح أو شرير.. طالما مبيختارش يكون كده من ذاته، وبكده تكون أُلغيت الفضيلة (51). وإذا رأيت لصًا فلا تمسكه ولا تعاقبه (53)، وبيقول ”لو وجدت القدرية لما وجد ثناء ولا إدانة ولا تقوى ولا حياء ولا قوانين ولا محاكم“ (53). ولو سألت ليه في غني وليه في فقير، فالأفضل أنك متعرفش بدل من تعليم فاسد.
المقالة السادسة

بيقول إن اليهود هما اللي قالوا ”نأكل ونشرب لأننا غدًا نموت“ وده ورد بالفعل عنهم في إش 22: 13، وأنا كنت فاكر أن العبارة دي منسوبة للأبيقوريين فقط.. ثم يتكلم عن النهم، وبيقولوا اللي بيعتقدوا أنهم جاءوا إلى الحياة علشان ياكلوا.. دول هيرحلوا عن الحياة بعد أن يعدوا لأنفسهم مائدة في الجحيم.. وأن السعادة الحقيقية في القناعة والنفس الشبعانة تدوس العسل.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق