الجمعة، 12 يوليو 2019

المربي- ج1 إكليمندس السكندري



بيانات الكتاب:
هذا النص تُرجم على 3 أجزاء بمعرفة دار نشر اسمها فيلوباترون.. وهي لا تعمل الآن. أود أن أشير أن الترجمة ليست جيدة، لكنها الوحيدة على أية حال لهذا النص، وحتى التنسيق مستواه ضعيف، مما اضطرني للرجوع إلى الترجمة الإنجيلزية الموجودة على الإنترنت على موقع newadvent.org تحت نص بعنوان The Paedagogus. وفيما يلي بعض الفقرات التي توقفت عندها:
الكتاب الأول (الفصل 1- 13)
الفصل الثامن من المربي عنوانه كالتالي: ”رد على أولئك الذين يعتقدون أن من هو عادل ليس صالحًا. يقول ق كليمندس السكندري إن البعض بيقولوا إن ربنا علشان بيمسك عصا وبيهدد ويخوف فبالتالي هو ليس صالح. في البداية يشرح ق إكليمندس محبة ربنا لخليقته وأنه مش بيكره حد.. ولو بيكره حد مكنش خالقه من الأساس.. ثم يقول إن في ناس بتقول ”إزاي والله بيحب البشر وهو صالح .. إزاي يغضب ويعاقب؟“ يلجأ ق إكليمندس للتشبيهات كالتالي: 1- تربية الأطفال بطريقة صحيحة تتطلب أحيانًا العقاب وبيقول: ”لأن كثير من الشهوات يشفيها العقاب“. 2- تشبيه قائد الجيش اللي بيوقع جزاءات وعقوبات بدنية وأحيانا يأمر بقتل المخطئين.. ثم يقول هكذا هو الله قائدنا العظيم.. 3- تشبيه الكرمة اللي الغصن اللي مش بيجيب ثمر فيها بيقطعه.. ثم يستشهد بأفلاطون اللي قال حاجتين: 1- أن اللي بيتعاقبوا ده لمنفعتهم.. 2- ”ما هو عدل يُحسب خيرًا، فالخوف يصنع خيرًا، وقد وجد لخير البشر. 
ثم يقول إن الله الكلمة يوقع العقاب لأنه هو ديان.. وأنه لما بيهدد البشر ويملأهم بالخوف.. فهو ”يقطع عليهم الطريق إلى الشر والخطية“، وبيقول كمان ”وتلك طريقة صالحة إذ يخيفنا كي لا نخطئ“، وأن الكتاب بيقول ”رأس الحكمة مخافة الله، ثم يقول إن ”الله لا ينزل العقوبة من منطلق الحقد ولكن بهدف إحقاق العدل.. إذ ليس لائقًا أنه لا يراعي العدل فيما يخصنا. وكل منا عندما يرتكب الخطية فهو بمحض رغبته يختار العقاب.. وعليه يقع وزر اختياره.  ثم يقتبس من رومية ”ألعل الله الذي يجلب الغضب ظالم؟“ وآيات أصعب من كده من العهد القديم، ثم يقول: ”حيثما اتجه وجه الله يكون السلام والفرح، ولكن حيثما يدير وجهه يكون دخول الشر“.
 (For where the face of the Lord looks, there is peace and rejoicing; but where it is averted, there is the introduction of evil).
ثم يقتبس من رومية تاني ”هوذا لطف الله وصرامته“ ثم يقول: ”لأن الله صالح بطبيعته فإني واثق أنه يعاقب العاصي“، وده مش بدافع الانتقام. ثم يستشهد بيشوع بن سيراخ 16: 12 ”أَنَّ الرَّحْمَةَ وَالْغَضَبَ مِنْ عِنْدِهِ. هُوَ رَبُّ الْعَفْوِ، وَسَاكِبُ الْغَضَبِ. كَمَا أَنَّهُ كَثِيرُ الرَّحْمَةِ، هكَذَا هُوَ شَدِيدُ الْعِقَابِ؛ فَيَقْضِي عَلَى الرَّجُلِ بِحَسَبِ أَعْمَالِه“.
الفصل التاسع عنوانه من صلاحيات الله أن يكون محسنًا ويعاقب بعدل أيضًا. ق إكليمندس بكل أريحية بيقول إن الله بيستخدم: (التحذير/ التوبيخ/ التأنيب/ المواجهة/ الإدانة/ التشهير/ الاتهام).. كل ده من أجل إصلاح أولاده وكجزء من تعليمه وتربيته لشعبه.. طبعًا مفاجأة للكثرين! لأن أكليمندس مش ذهبي الفم الواعظ الشعبوي ذو التوجهات الرعوية.. لكن إكليمندس عميد مدرسة الأسكندرية اللاهوتية القديمة وأستاذ أوريجانوس العلامة العظيم.. وذو الخلفية الفلسفية القوية..  لكن كمان ق إكليمندس مش بيجيب أي سيرة عن أن العقوبات الأخروية هي نوع من التأديب الإصلاحي أو الشفائي.. في المقابل بيقول بوضوح.. أننا خراف محتاجين لراعي.. إحنا أطفال محتاجين لمربي.. ليه؟ ”حتى لا نستمر معاندين وخطاة إلى النهاية، ومن ثم نسقط في الدينونة، وإنما لكي نُفصل عن القش، ونُخزن في المخزن الأبوي، لأن ”رَفْشُهُ فِي يَدِهِ، وَسَيُنَقِّي بَيْدَرَهُ، وَيَجْمَعُ قَمْحَهُ إِلَى الْمَخْزَنِ، وَأَمَّا التِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لاَ تُطْفَأُ“ (مت 3: 12).
ق إكليمندس بيستخدم تعبيرات العهد القديم بحرية شديدة بدون أي تحفظ.. فهو بيأكد أن ربنا بيرعى أولاده وبيكون قريب منهم ”قرب الثوب إلى الجلد“ as the garment to their skin .. لكن في نفس الوقت بيقول إن ربنا قال لشعبه: ”هتمشوا معايا عدل، همشي معاكم عدل، هتمشوا معايا عوج، هامشي معاكم عوج“ (راجع إر 6، ولا 16)..
If you come straight to me, I also will come straight to you but if you walk crooked, I also will walk crooked, says the Lord of hosts.
وللإجابة على سؤال شهير ”هل هناك تعارض بين صلاح الله وعدله؟“ يجيب ق إكليمندس السكندري كالتالي: يقول: ”انظر كيف يكون عدل المعلم حين يستخدم التوبيخات، وكيف يظهر صلاح الله عندما يستخدم الرأفات.. لذلك فإن داود، بالروح القدس، جمع بينهما: العدل والحق قاعدة كرسيك. الرحمة والأمانة تتقدمان أمام وجهك“. ثم يقول إنه من صلاحيات نفس القوة أن تدين وتصنع الخير. لأن لها قدرة على الاثنين.. والدينونة تفرز ما هو عدل عما هو نقيضه.. والله هو بحق عادل وصالح ثم يقول عبارة بليغة: ”إن الله عادل لأنه صالح“ (He is just because he is good).
لو حبينا ناخد رأي ق إكليمندس في هل حرق سدوم وعمورة كان نتيجة طبيعية لشرهم ولا عقاب من الله، هنلاقيه بيقول الآتي: من الأمثلة اللي بتقدمها حكمة الله.. أتذكر منها معاناة أهل سدوم اللي كانت دينونة على الذين أخطأوا، ودرس لمن يسمعون القصة. أهل سدوم ارتكبوا الزنا بلا رادع، واشتعلوا بشهواتهم.. لكن الله الكلمة المطلع نظرهم، لأن من يفعلون النجاسات لا يستطيعون الهرب من ناظريه.. وهو ”كحارس ساهر على البشر لم يبقَ بلا حراك أمام فسادهم“. ولكن بالأحرى حتى يمنعنا من التمثُّل بهم، ولكي يعلمنا ضبط النفس... ”أوقع العقوبة على هؤلاء الخطاة حتى لا تذهب الخطية دون عقاب فتتحول إلى استباحة غير مكبوحة. وهكذا أصبحت العقوبة العادلة لأهل سدوم عبرة تدفع الناس نحو الخلاص المقدس.. وعندما نتجنب خطية الناس التي تعرضت للتأديب.. نحفظ انفسناثم يستشهد برسالة يهوذا التي تقول: ” فَأُرِيدُ أَنْ أُذَكِّرَكُمْ، وَلَوْ عَلِمْتُمْ هذَا مَرَّةً، أَنَّ الرَّبَّ بَعْدَمَا خَلَّصَ الشَّعْبَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، أَهْلَكَ أَيْضًا الَّذِينَ لَمْ يُؤْمِنُوا. وَالْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ لَمْ يَحْفَظُوا رِيَاسَتَهُمْ، بَلْ تَرَكُوا مَسْكَنَهُمْ حَفِظَهُمْ إِلَى دَيْنُونَةِ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ بِقُيُودٍ أَبَدِيَّةٍ تَحْتَ الظَّلاَمِ.كَمَا أَنَّ سَدُومَ وَعَمُورَةَ وَالْمُدُنَ الَّتِي حَوْلَهُمَا، إِذْ زَنَتْ عَلَى طَرِيق مِثْلِهِمَا، وَمَضَتْ وَرَاءَ جَسَدٍ آخَرَ، جُعِلَتْ عِبْرَةً مُكَابِدَةً عِقَابَ نَارٍ أَبَدِيَّةٍ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق