في اللينك
السابق فيديو للاهوتي الشهير وليام لين كريج، وإذا تتبعنا طريقته في حل إشكالية
الحرب في العهد القديم، سنجد الملاحظات التالية:
- في دقيقة 2 يتبع كريج مقاربة رقم 4، بتبرير الأسباب
الأخلاقية للدينونة الإلهية، بأن يسوق دلائل عن فساد وفجور شعب كنعان، وتعديد
خطاياهم..
- في دقيقة 4: 35 بيلجأ إلى مقاربة رقم 11،
بالتركيز عن أن المقصود هو الطرد، واستخلاص الأرض من أيدي هؤلاء الشعوب، لأن الأرض
تقذف سكانها بسبب نجاساتهم..
- في دقيقة 6: 40 بيلجأ لمقاربة رقم 3 عن الحصانة الإلهية،
وبيقول أن ربنا ليه الحق يعطي الحياة ويأخذها.. وربنا ليس عليه أي التزام أو إجبار
بأنه يطول عمر أي شخص ولو ثانية واحدة. وبيلجأ كمان لمقاربة رقم 5 وبيقول أنه في
خير أعظم لهؤلاء الأطفال هو خلاصهم بدلاً من أن يكبروا في ثقافة فاسدة وتكون نهايتهم
الجحيم.
- في دقيقة 8: 45 ربما بيلجأ إلى مقاربة ممكن نعتبرها ”خير أعظم“ أيضًا،
وهو أن ما حدث لهذا الشعب يكون درس عملي ومهم لشعب الله، فلا يعيشوا في عبادة
الأوثان. طبعًا عبادة الأوثان لم تكن موضوعة في الحسبان من
الأساس أصلاً، وإلا كانت مصر بأوثانها أولى بالحرب، وإنما الفساد الأخلاقي. الأكثر
من هذا أن شعب بني اسرائيل لم يتعلم الدرس!
أما في اللينك
السابق، لابونا داود لمعي عن نفس الموضوع، فإذا تتبعنا طريقته في حل إشكالية الحرب
في العهد القديم، سنجد الملاحظات التالية:
- حتى دقيقة 4 ، وفي نهاية الفيديو أيضًا، يؤكد على فكرة
عدل الله الذي يتكامل مع محبته.. ويشبه بالأب الذي يحب أولاده كلهم ولابد أن يعدل
بينهم بالتساوي أيضًا. (لكن المشكلة أبي الحبيب، هذه هي نقطة الخلاف بالضبط. في
قصة الحروب البعض يقول البعض أن الله لم يتعامل بالعدل مع كل أولاده، إلا إذا اعتبرنا أن
الأطفال التي قتلت ليسوا من أولاده!! كذلك نجد أن هناك من أخطأوا ولم يتلقوا أي
عقوبة، وقد أكد أبونا بنفسه في نفس الفيديو أن لو ربنا هيعاقب الكل مكنش حد يبقى
موجود دلوقتي!)
-
في دقيقة 4: 30 ، بيقول عبارة غريبة ”هما اللي
عملوا كده في نفسهم. مش ربنا هو اللي عاقبهم“. هذه العبارة لا تنطبق على الموضوع
مَحل البحث، ولا على سدوم وعمورة وعلى
الطوفان أيضًا. دي دينونة مباشرة من الله، وليس كشخص أفرط في شرب الكحوليات حتى
تليف كبده.. الوضع مختلف هنا.
-
في دقيقة 4: 35، بيقول أن الناس بتتعاطف لقتل السفاح، هنا
يلجأ إلى مقاربة رقم 4، وتبرير الإبادة بأن هؤلاء الناس كانوا مثل النازيين أو
داعش الآن.
- أبونا بيسوق أمثلة لا تنطبق على حالة حروب كنعان، وبيلجأ
زي وليام لين كريج إلى قصة إبراهيم، وتشفعه من أجل الأبرار. المشكلة في هذه الفكرة
إن الله كان حريص على أن يخلص بار واحد (لوط- حسب كلام ابونا)، ولم يكن هناك حرص
مقابل في تخليص ربما عدد كبير من الاطفال الأبرياء أيضًا في حالة حرب كنعان.
بالطبع ناهيك عن قصة المديانيين في سفر العدد 31، وقتل الاطفال الذكور المسبيين من
الحرب.
-
في دقيقة 14: 20، يلجأ ابونا إلى مقاربة رقم 11، والتركيز على الحرب.
- في دقيقة 17: 50، بيقول أن قتل الأطفال كان هو الأفضل لهم،
مثلما قال كريج في الفيديو السابق، ونحن نقول السؤال ب ”لو كان الأطفال كبروا
كانوا هيطلعوا زي والديهم..“ غير شافي لضمائرنا، لأن الأفضل من أنهم يقتلوا أنهم
يكبروا ويفتقدهم ربنا بنعمته بطريقة ما، ويصبحوا صالحين، أو ربما فاعلين في امتداد
ملكوت الله على الأرض. لأنه بهذا المنطق، سيكون من الأفضل أن نقتل أبنائنا في سن
مبكرة، لوجود احتمالية أن يبتعدوا عن الرب حين يكبرون. هذا المنطق قاسي وغير
مقبول.
-
في دقيقة 19: 25، يتحدث عن الدفاع عن النفس، ولا ينطبق هذا
على موضوعنا..
-
في دقيقة 19: 45، ينكر علي المؤمنين غريزة حب البقاء.. هذا
ليس له علاقة بالموضوع أيضًا.. إلا إذا أراد
أبونا ألا نرى بشاعة في القتل أو الموت.. لا اريد أن أظلمه! كما يستنكر على
حزقيا الملك أنه طلب أن يطيل الله عمره، أو يستنكر علينا أن نفعل مثله. طبعًا بهذا
المنطق محدش يدعي لحد بطول العمر بعد كده!!
- في نهايى الفيديو يقول ”من يرفض عدل الله يريدون أن
يعيشوا في الخطية.“ هذا أيضًا ليس له علاقة بالموضوع.. لأن أولاد الله ممن يقرأون
الكتاب المقدس، ويأخذون بجدية علاقتهم بالله، هم من يتعثرون أكثر في هذه النصوص،
وليس من يريدون أن يعيشوا في الخطية.
في النهاية لا
أريد ان أدين أحدًا.. وإنما قصدت بهذين التطبيقين أن نبحث بجدية عن مقاربات جديدة،
ولا نكتفِ بما اعتدنا عليه، وربما الأفضل أن نمزج بين أكثر من مقاربة، بدون الإفراط
والتطبيق الرديكالي لإحدى المقاربات حتى لا نقع في خطأ آخر يصعب تبريره.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق