السبت، 6 يونيو 2020

القواعد التفسيرية السبعة للرابي هلليل



الرابي هلليل بيمثل محطة مهمة في التفسير اليهودي للتوراة لأنه وضح 7 قواعد حصلها تطوير بعد كده.. القواعد التفسيرية هي كالتالي:
1- التفسير بالأولى (أو بالأحرى) وأحيانًا تُسمى الخفيف يفسر الثقيل.. مثال على كده خر23: 4 وفيها طالما ربنا أوصى بإعادة ممتلكات العدو فبالأولى الاهتمام بإعادة ممتلكات القريب أو الصديق.
2- التفسير بالقياس: يعني تطبيق ما يسخرج من أحكام في بعض الفقرات من النص التوراتي على فقرات أخرى بالقياس نظرًا لوجود تشابه.. مثال على كده لا19: 8 بيقول اللي ياكل من بواقي الذبيحة في اليوم الثالث يدنس قدس الرب وتقطع تلك النفس من شعبها.. مرة تانية في لا22: 30- 32 هنلاقي تحذير من الأكل من بواقي الذبيحة لكن مش بيقول حكم المتعدي هنا إيه.. فيكون الحكم بالقياس: القطع.. لان في الاثنين ذُكر أنه تدنيس لقدس الرب.
3- استخراج حكم رئيسي من فقرة واحدة: بمعنى نص واحد هنستخرج منه حكم ثابت هنعتبره بمثابة (الأب) ونقيس عليه كل الأمور المتشابهة..
4- استخرج حكم رئيسي من فقرتين: مثال على كده لا 21 ذكر العيوب الخلقية عند الإنسان اللي تمنعه من الخدمة الكهنوتية، وفي لا 22 ذكر العيوب الخلقية اللي بتمنع قبول الذبيحة.. وبالتالي الحكم واحد في النصين.
5- العموم والخصوص ثم العموم (والقاعدة دي غامضة جدًا وشرحها الرابي إسماعيل في 5 قواعد.. وهنرجع ليها لاحقًا..
6- الذي يوجد تفسيره في كل مكان: بمعنى أن في نص مش واضح، لكنه يرد في فقرات تاني كتير بشكل واضح.. يعني نقدر نسميها قاعدة (الواضح يفسر الغامض). مثال على كده تك 19: 24- 26 اللي بيقول إن الرب أمطر نار وكبريت على سدوم.. لكن امرأة لوط صارت عمود ملح.. فهل السما امطرت نار وكبريت ولا نار وملح.. هنلاقي نص تاني في تث 29: 22 بيقول "كبريت وملح كل أرضها حريق. لا تزرع ولا تنبت ولا يطلع منها عشب كانقلاب سدوم وعمورة".
7- الأمر يُفسر من مضمونه وليس ظاهره: هنا بيكون النص واضح جدًا في ظاهره؛ لكن الحكم المترتب عليه مكمن يكون غلط.. مثال لا 21: 12 بيقول الكاهن لا يخرج مطلقًا من القدس.. الكلام واضح.. لكنن أكيد الكاهن هيجي وقت ويخرج.. لكن (مضومن النص) يُفهم منه أنه بيتكلم أن الكاهم لا يخرج مطلقًا وراء الجثة حتى لا يتنجس.
الرابي اسماعيل توسع في شرح القاعدة الخامسة من قواعد هلليل كالآتي:
1- الخصوص والعموم ثم العموم والخصوص: ومعناها أن في نصوص بتبدأ بأمر عام ثم تنتهي بأمر خاص، أو تبدأ بخاص ثم تنتهي بعام.. مثال: لا 18: 6 بيبدأ بعام "لا يقترب إنسان إلى قريب جسده ليكشف العورة" ثم بعد كده في لا 18: 7 بيخصص "عورة أبيك، وعورة أمك لا تكشف". مثال تاني: خر20: 14 بيبدأ بخاص "لا تشته بيت قريبك.. امراة قريبك.. عبده.. أمته.. ثوره.. حماره" وفي الآخر ينتهي بعام "ولا شيء مما لقريبك".
2- العموم والخصوص ثم العموم: هنا الأمر الخاص يقع بين أمرين عاميين.. عام مقدّم والآخر مؤخر.. مثال كده: تث 14: 26 بتقول أمر عام "انفق الفضة في كل ما تشتهي نفسك"، وبعد كده بيخصصها "في البقر والغنم والخمر والمسكر"، وبعد كده أمر عام "وكل ما تطلب منك نفسك."
3- عام يحتاج إلى خاص، وخاص يحتاج إلى عام: هنا الأمر العام مش بيوضح إلا بواسطة أمر خاص أو العكس.. مثال: خر 13: 2 بتقول "قدس لي كل بكر كل فاتح رحم من بني إسرائيل ومن البهائم".. واضح أن الوصية عمومية لكن من غير تخصيص هيكون كل فاتح رحم من الذكور أو الإناث سواء بني آدمين أو بهائم.. لذلك في تث 15: 19 قال "كل بكر ذكر يولد من برك ومن غنمك تقدسه للرب إلهك".. وبعد كده هيحدد الأبكار الذكور فقط.
4- كل ما كان عامًا وشذ عنه ليعطي معنى آخر بقصد التخفيف.. مثال: في قاعدة عامة في لا 24: 21 "من قتل إنسانًا يُقتل" لكن افرض حد قتل حد من غير قصد هيلاقي نص تاني للتخفيف هو خر 21: 13 عن القاتل دون قصد له مكانًا يهرب إليه "من الملجأ". الرابي اسماعيل قدم قاعدة تانية رقم 5 زي دي بالضبط بس بغرض التشديد..
6- كل ما كان عامًا وشذّ عن عموميته ليدل على نفسه وعلى العموم أيضًا.. إزاي.. مثلاً: لا 20: 2 أي حد من بني إسرائيل يتعبد لمولك فإنه يُقتل.. مولك هنا يدل على نفسه وعلى بقية الأوثان جميعًا.. أي يدل على الخصوص والعموم..
يتضح مما سبق إسهامات الرابي اسماعيل اللي طور في قواعد التفسير وخلاها 13 قاعدة لأنه أضاف قاعدة جديدة تماما.. نصها كالتالي: "تتعارض فقرتين مع بعضهما إلى أن تظهر ثالثة فتحسم الأمر بينهما" مثال على كده: في 2صم24: 24 بتقول إن داود دفع ثمن الأرض اللي اشتراها من أرنان اليبوسي 50 شاقل فضة.. وفي 1أخ 21: 25 داود دفع 600 شاقل ذهب.. كده نصين متعارضين لكن 1أخ 22: 1 بيحل التناقض (شوية).. النص بيقول "فقال داود هذا هو بيت الرب الإله، وهذا هو مذبح المحرقة لإسرائيل".. وبيستنتجوا من كده أن داود دفع عن سبطه فقط.. 50 في 12= 600 .. لكن المشكلة أن المبلغ الأولاني فضة.. والثاني ذهب..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق