الأحد، 23 فبراير 2020

كتب عن اللاهوت المستيكي وديونسيوس الأريوباغي


هاستعرض معاكم بعض الكتب اللي تعرضت للاهوت المستيكي وشخصية مهمة في هذا الموضوع وديونسيوس الأريوباغي والكتابات المنسوبة ليه.

في البداية.. عندنا في موسوعة ”تاريخ الفلسفة- فريدريك كوبلستون“ الجزء الثاني والصفحات من (129- 140)، يستعرض الكاتب تأثر ديونسيوس بالفلسفة الأفلاطونية المحدثة، ومحاولة ديونسيوس للتوفيق بين الرافدين: الفسلفي واللاهوتي دون إنكار عقيدة التجسد.. لأن أتباع الأفلاطونية المحدثة أنكروا بالطبع التجسد.


كذلك في كتاب ”تاريخ الفلسفة الأوربية في العصر الحديث“ خصص الكاتب يوسف كرم الفصل الثالث عن شخصية ديونسيوس الأريوباغي (ص53- 57).


في كتاب ”اللاهوت الصوفي حسب ق غريغوريوس النيصي“، يتعرض كاتبه عن تأثر غريغوريوس النيصي بالفلسفة الأفلاطونية المحدثة أيضًا، وبالأخص في أعماله: تفسير سفر النشيد، وحياة موسى، وعن النفس والقيامة. كما يستعرض الكاتب كيف وردت كل مصطلحات الصوفية عند النيصي، مثل: السر، قدس الأقداس (بمعنى أسمى درجات الصلاة)، العتمة أو الظلمة الإلهية، والحب (العشق)، الانحطاف (الدهش)، الانعتاق من الذات، وسُكر الروح المعتدل.. إلخ.


في كتاب ”بحث في اللاهوت الصوفي- فلاديمير لوسكي“، في الثلاث فصول الأولى بالأخص يتعرض لكتابات ديونسيوس الأريوباغي وحديثه عن لاهوت النفي (الأبوفاتي) ولاهوت الإثبات (الكتافاتي)، وتأثره بذلك بآباء الكنيسة السابقين له مثل النيصي وإكليمندس السكندري، والنزيانزي. ويلفت الانتباه للتشابه بين ديونسيوس وأفلوطين في كتابه التاسوعات (ص 24)، وكلامه عن الانعتاق من المحسوسات. كما يشرح لوسكي الفرق بين صوفية أفلوطين، والصوفية المسيحية.

في كتاب ”مملكتي: من فهم المسيحية إلى مسيحية الفهم“ للكاتب أمجد رفعت، بيقدم بعض الفصول عن فكرة اللاهوت الصوفي أو المستكي. المميز في كتاب أمجد أنه بيربط المفاهيم اللاهوتية بالأفكار الفلسفية القديمة والحديثة ببراعة شديدة. وهتلاقيه جايب اقتباسات لابن عربي عن اللهوت التنزيهي، وأن ”الحق يُمتنع عن التصور“ (101)، ووصف ابن عربي بأن العلوم اللاهوتية جميعها علوم وثنية! (102)، وده بالمناسبة نفس مفهوم ق غريغوريوس النيصي بان كل تصور عن الله أو مفهوم عن الله يخلق وثنًا. ليه؟ ببساطة لأن الله غير موصوف، وغير مدرك، فالكلام عن الله بيحد الله بشكل أو بآخر.
وفي فصل بعنوان ”اللاهوت المسيحي لاهوت صوفي“ يتعرض لآراء آباء زي النزيانزي، وإكليمندس السكندري، وق هيلاري اسقف بواتييه اللي بيقدم فكرة أننا بنقترب لله بالتقوى، وليس باللغة لقصورها وليس بالعقل لمحدويته (112)، كما يميز هيلاري الفريق بين الفهم والإدراك. ثم يناقش الكاتب في فصل آخر لغة الموسيقى كوسيلة للتعبير عما لا نستطيع التعبير عنه بالألفاظ. ثم يصف هذا الرحلة الصوفية الارتقائية نحو الله بأنها ”شوق لا يُنتقص بل يزيد كلما ارتوى“، وفي فصل آخر يتحدث عن صوفية المعرفة يميز فيه بين ”الفكر“ و”الفهم“.. ويقتبس من مار أغوريس بأن ”الفهم موقعه القلب، والفكر موقعه العقل“، وبالتالي القلب بمفهومه الواسع هو وسيلتنا لإدراك الله وليس العقل.
ثم يميز في فصل آخر بين الصوفية المسيحية والحلولية أو وحدة الوجود أو البوذية- وفكرة الفناء في الله عند الحلاج، ويؤكد أن الصوفية المسيحية تنتهي بالاتحاد بالله بدون إلغاء ”الأنا“ فعند المسيح لا يوجد ”محو الذات“ (241). ثم في فصل آخر عن فلسفة كيركيجارد الذي يعلمنا أن ”الإنسان يكتشف الحقيقة كلما اشتدت رغبته- وليس بمقدار فهمه. لأن الحقيقة تقوم في العلاقة وليس في الموضوع“.  

في كتاب ”اللاهوت الباطني“ يقدم د جورج فرج أحدث الكتب اللي بتتناول جوانب هذا الموضوع. ويقدم دراسة عن ظاهرة الكتابات المنحولة والكتابات مجهولة المؤلف (ص13- 18)، وهذا الجزء يعتبر تنقيح لما أورده سابقًا في كتاب له بعنوان ”الاحتكام للآباء“. لكن في هذا الكتاب يتعرض تفصيليًا لشخصية ديونسيوس الأريوباغي، ويخبرنا أن أول من قدم كتاباته هو ق ساويرس الأنطاكي (20)، ويذكر تشكك البعض في قبولها في البداية وقبولها بعد ذلك سواء من البيزنطيين مثل مكسيموس المعترف، وفي الغرب توما الأكويني.
يثم يتعرض لمن اعترضوا على نسبتها لديونسيوس الأريوباغي تلميذ بولس الوارد في سفر الأعمال، مثل هيباتيوس من أفسس، وفوتيوس البطريرك. ثم يحدد أنه يوجد ”شبه إجماع أن ديونسيوس هذا سوري الجنسية، لا خلقدوني، دون هذه الكتابات بين 485م و528م“. ثم يستعرض الكاتب كتابات الأريوباغي مع شرح مختصر لمحتوياتها.
ثم نأتي لأهم ما يميز الكتاب وهو ترجمة رائعة لنص مهم بالرغم من قصره، وهو مقالة ”اللاهوت المستكي“، مع شرح مفصل لأفكارها ومنهجية كاتبها في شرح اللاهوت السلبي/ النفي/ الابوفاتي أو التنزيهي، واللاهوت الإيجابي/ الثبوتي/ ولماذا وكيف نخاطب الله أحيانًا بما ليس فيه (النفي)، وبما هو فيه أو بما أُعلن عنه في الوحي المقدس (الإيجاب). فضلاً عن إجابة الكاتب لبعض الاعتراضات التي تقال عن أفكار الأريوباغي مثل: هل كان لاأدريًا؟ هل علم بوحدة الوجود؟ هل نتحد بالله وكيف؟ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق