يؤكد قانون الإيمان النيقوي القسطنطيني على ولادة الابن
(اللوغوس- الأقنوم الثاني في الثالوث القدوس) ب 6 توصيفات أو تأكيدات: 1- أن
المسيح هو ”ابن الله الوحيد“(only
begotten)، 2- مولود
من الآب قبل كل الدهور، فهي ولادة أزلية، 3- كولادة النور من النور، 4- وإله حق من إله حق، 5- وأنه مولود غير مخلوق، وهنا بيحط الابن في category مختلفة
تمامًا عن كل المخلوقات..، 6- مساو للآب في الجوهر، بمعنى أن هذه الولادة لا تتضمن انتقاصًا في الآب ولم تجعل
الأبن أدنى أو أقل. يشرح هاري ولفسون الفرق بين
فيلو اليهودي والمسيحية أن فيلو اعتقد أن اللوغوس مخلوق وأن الآب هو العلة الفاعلية
للوغوس (efficient
cause) ، وبالتالي علاقة
الآب باللوغوس زي علاقة الآب بالعالم.. أي كلاهما مخلوق من العدم.
لكن المسيحية في ظل الإعلان الجديد وظفت مصطلح اللوغوس لكنها
أكدت أنه مولود من الآب منذ الأزل، وأن الآب هو العلة المادية للوغوس (material cause) ، بمعنى أن الابن له نفس جوهر الآب، وبالتالي علاقة الآب بالابن هي
نوع خاص جدًا من العلاقة اللي بتختلف عن علاقة الله بالعالم أو أي مخلوق آخر.
وعلشان نفهم الفرق بين العلة الفاعلة والعلة المادية.. لازم
نروح لأرسطو اللي قسِّم العلل إلى 4 أنواع:1- العلة الصورية formal cause، لو أخذنا مثلاً
عمارة سكنية، العلة الصورية هي التصميم الذي يأتي من مكتب التصميمات.2- العلة المادية material cause هي
مواد البناء نفسها.3- العلة الفاعلية efficient
cause هي المهندس (الفاعل)
نفسه اللي اشتغل..4- العلة الغائية final cause
هي الغرض النهائي المقصود من
البيت اللي هيتبني. وبالتالي نوع العلة في الولادة
الأزلية للابن من النوع الثاني.. لأنه من نفس ذات الجوهر الإلهي.. وده الفرق بين الوالد
والصانع/ الخالق. الوالد يلد ما هو مثله، لكن الصانع يخلق ما هو أدني ومختلف.
لاعتراض
على فكرة العلية causation أن
البعض قال إن العِلية تتضمن التعاقب الزمني.. يعني لازم العلة تكون سابقة على
المعلول. لكن المسيحية أكدت واصرت أنها ولادة أزلية.. ليس لها بداية ولا نهاية ولا
انقطاع.. خلينا نشوف واحد
مهم جدًا قال كل الأوصاف اللي ممكن تتقال لشرح هذه الولادة الأزلية، وهو يوحنا
الدمشقي.. (ولد 676م وكان والده يعمل وزيرًا في بلاط الخلافة الأموية) يقول:
”لا يلد الله مثلما يلد
الإنسان، فبما أن الله منزه عن الزمن، ولا بدء له ولا ينفعل، ولا يسيل، ولا جسم
له، وفريد ولا نهاية له، بالتالي تكون ولادته بلا زمن وبلا بدء ولا انفعال ولا
سيلان flux وبدون
علاقة. وولادته التي لا تُدرك ليس لها بداية ولا نهاية. وهي بلا بدء لأنها لا
تتحوّل، وبلا سيلان لأنها لا تنفعل ولا جسمية، وهي بلا علاقة لأنها لا جسمية؛ ولأن
الله واحدٌ أحد وليس بحاجة إلى آخر. وهي بلا نهاية ولا انقطاع لأنها منوهة عن
البدء والزمن والنهاية، وإنما هي دائمًا“.[1]
من
أهم الأشياء اللي أكد عليها آباء الكنيسة أن الولادة الأزلية للابن لا تشبه بأي
حال من الأحوال الولادة البشرية أو أن شئت الحيوانية أو الطبيعية.. لأن دي كانت
منتشرة في الأساطير اليونانية اللي كانت بتصور ولادة الآلهة بنفس تشبيهات اللي
بتحصل في الزواج.. فنجد مثلاً أثنياغوراس بيقول ”نحن
بالفعل نعترف بأن الله لديه ابن! ولعلكم لا تسمحون لأحد بأن يستهزئ بأن الله لديه
ابن! فهذا ليس أمرًا أسطوريًا من الشعراء الذين جعلوا الآلهة ليست أفضل من البشر.
إلا أن أسلوب تفكيرنا ليس كمثلهم فيما يخص الله الآب والابن“.[2] نفس
الشيء يقول ثيؤفيلوس الأنطاكي ”ليس كما يصف الشعراء وكاتبو الأساطير أبناء
الآلهة المولودين بجماع جنسي“.[3] وبالتالي
هو ليس كالتوالد الجسدي الحيواني بل نوعية خاصة من الولادة الفريدة لذا تسمى سرًا. ومن
هنا لا نجد في تاريخ المسيحية من شبهوا ولادة الابن بأن الله اتخذ صاحبة وعاشرها
وولد منها.. هذه الفكرة وثنية بامتياز.. حاربتها المسيحية بشكل واضح وصريح.
حتى
قبل قانون الإيمان استخدام الآباء لتقريب فكرة الولادة الأزلية للابن.. تشبيه
النار التي تشتعل من نار أخرى.. يوستين الشهيد
مثلاً بيقول: ” هذه
القوة هو مَن وُلِد من الآب.. لكن ليس عن طريق الانفصال، وليس كأن جوهر الآب انقسم
لأن الأشياء إذا انقسمت لا تعود كما كانت قبل الانقسام.. ولشرح هذه النقطة ذكرت
مثال النار التي تشتعل من نار اخرى، علمًا بأن النيران المشتعلة تتميز عن النار
الأصليه.. (اللي) تظل هي النار نفسها بلا نقصان“.[4] كده
التشبيه ده بيؤكد أن الولادة الأزلية لم تنقص الآب.. وفي نفس الوقت في تمايز في
الأقانيم. يوستين استخدم
تشبيه نور الشمس كمان لكن كان عنده تحفظ واحد على التشبيه ده.. إن نور الشمس ليس
له وجود من ذاته- وده مينفعش يتقال على الابن.
أكد
قانون الإيمان النيقوي تشبيه الولادة الأزلية بعبارة نور من نور.. بعد
مجمع نيقية هنلاقي مثلا يوحنا الدمشقي بيقول: ”إن
تشبيه النور الصادر والنار يختلف عن ولادة الابن عن الآب؛ إذ أن النور المولود من
النار.. ليس له أقنوم خاص به..
أمّا ابن الله.. فله أقنومه الخاص“.[5] هنلاحظ
نفس التحفظ اللي عبَّر عنه يوستين. لكن استمر تشبيه النور واالنار من النار..
هنلاقي ساويرس بن المقفع بيقول عن الولادة الأزلية: ”أنا مثلتها بولادة النور من النور؛ لأن النور يولد من النور بغير مجامعة، ولا تعب، ولا حبل، ولا نقص“.[6] واضح
أن ساويرس علشان كان بيكتب في العصر العربي.. بيأكد على حاجات معينة واضحة!
العلامة
أوريجانوس واجه الغنوصيين اللي خلطوا عقيدة الولادة الأزلية مع أفكار من الأساطير
اليونانية.. فنجده في كتابه الأهم ”المبادئ“ بيهاجمهم كالتالي: ”يجب الحذر من الوقوع في
الأساطير الجوفاء كقوم يتصورون لأنفسهم اجتزاءات.. حتى أنهم يجزئون الله الآب في
جوهره“.[7] ويقول
مرة أخرى: ”إننا
لا نقول قول بعض المنشقين بأن جزءًا من جوهر الله قد انقلب ابنًا، أو أن الابن قد
جاء به الآب من العدم، أي من خارج جوهره.. آنفين من كل مدلول جسدي لان الكلمة
والحكمة ولد من الآب الذي لا يُرى ولا جسم له، بدون أي شهوة جسدية“.[8]
أوريجانوس
بيقول جملة حاسمة قاطعة كالتالي: ”من
العبث الحالم تخيّل إمكانية انقسام الجوهر في الطبيعة غير الجسمية. بل إن الأمر
بالأحرى أشبه بالإرادة التي تنبثق من العقل دون أن تقتلع منه جزءًا، ودون أن تنفصل
أو تنعزل عنه“.[9]
وبكده أوريجانوس يحسم فكرة أن هذه الولادة بلا انقسام ولا تجزئة ولا انفصال.. هذه
التوصيفات سيستخدمها من بعده كثير من اللاهوتيين.. لكنه بيدينا تشبيه آخر غير
ولادة النور من النور: أي ولادة الإرادة من العقل.
في
تشبيه تاني استخدمه بعض الآباء وهو ولادة الكلمة من الفكر.. بلا
شك كان في مفردات وعبارات عند أفلاطون وأرسطو بتقول إن الكلمة هي وليدة الفكر..
وأن الكلمة مساوية في الأزلية مع الفكر..والآباء اللي كانوا مطلعين على الفسفة
اليونانية بالتأكيد مش هيفوتوا الفرصة دي.. فنجد
يوستين الشهيد يقول: ”عندما
ننطق بكلمة نستطيع أن نقول إننا نلد الكلمة، لكن ليس بعزلها عنا، بمعنى أن قدرتنا
على نطق الكلام سوف تزول“.[10] وبالنسبة
لتشبيه الولادة الأزلية بولادة الكلمة من العقل.. نجد ق إيريناؤس معترض على جانب
من التشبيه.. وهو أننا وإحنا بنفكر بتخرج أو بتتولد الكلمات ”بجهود متتالية
بقدر ما يستطيع اللسان أن يخدم ذلك“.[11]لكن
إيريناؤس بيقول ده مينفعش بالنسبة لله.. لأن: ” الله إذ هو عقل كله،
ولوغوس كله، فهو يتكلم بالضبط بما يفكر فيه، ويفكر بالضبط بما يتكلم به“.
(But God being all Mind, and all Logos, both speaks exactly what He thinks, and
thinks exactly what He speaks.)
في
الفصل 9: 96 بيقول ق أمبروسيوس في كتابه ”سر تجسد الرب“ إن البعض بيقول إن
الآبن مختلف عن الآب بحجة إن الآب ليس له علة، فوجوده من ذاته، أما الابن فعلته هو
الآب، وبالتالي وجوده ليس من ذاته. نخلي بالنا أننا
بنقول إن الآب هو المصدر وهو علة الابن.. لكن مش بنقول العكس (يعني مش بنقول إن
الابن كمان هو علة الآب).
لكن ق أمبروسيوس بيقول حتى لو الآب والابن مختلفين في النقطة دي لكن دي لا يعني أنهم مختلفين في الجوهر.. ويسوق الأمثلة التالية:
لكن ق أمبروسيوس بيقول حتى لو الآب والابن مختلفين في النقطة دي لكن دي لا يعني أنهم مختلفين في الجوهر.. ويسوق الأمثلة التالية:
مثال
(1) بيقول إن الطيور مرة اتقال عنها ”ليطر طيرًا“ (4: 20)، ومرة جبلت من الأرض،
ومرة بالإكثار (التكاثر) (1: 22). بدايات مختلفة للطيور لكن لها نفس الطبيعة، ونفس
الجوهر.
مثال
(2) جسد ربنا يسوع نفسه أتى عن طريق الروح القدس وإحنا جسدنا بيأتي بالتكاثر
الطبيعي-ومع ذلك جسد المسيح وجسدنا ليه نفس الطبيعة. إذًا علة التوالد مختلفة، لكن
نفس الطبيعة في النهاية.
مثال
(3) آدم نفسه -جُبل من الأرض- لكنه شارك طبيعته مع أولاده بالتكاثر حتى يشاركوه في
نفس الجنس- وبالتالي الوالد هنا (آدم) له بداية مختلفة عن (أولاده). لكن في
النهاية ليهم نفس الطبيعة. أمبروسيوس بيوصل لنتيجة مفادها هي: ”عدم تماثل
البداية لا يضر أبدًا تماثل الجوهر“ (فقرة 105).
استخدم
بعض الآباء تفرقة كانت عند الفلاسفة الرواقيين بين الكلمة الداخلية (internal logos) الكامنة
داخل العقل، والكلمة المنطوقة (uttered
logos).. فالتفرقة دي ظهرت بوضوح عند ثيؤفيلوس
الأنطاكي كالتالي: ”عندما
أراد الله أن يخلق.. ولد كلمته اللوغوس، جاعلاً إياه فاعلاً في الخارج.. في البدء
كان الله وحده، واللوغوس كان بداخله.. ولأن اللوغوس هو الله، ويستمد طبيعته من
الله، ففي كل مرة يريد أبو الكون أن يفعل هكذا فهو يرسله إلى مكان ما“.[12]هنلاحظ
أن ثيؤفيلوس مع أن اللوغوس أزلي مع الآب.. لكنه حب يستفيد بهذه التفرقة الرواقية..
لكن التفرقة دي تنفع للتجسد مش للخلق.. ان الكلمة استعلنت بالتجسد.. دي أقرب إلى
التشبيه.. هذه الفكرة تم
حرمانها في المجمع المسكوني الخامس سنة 553.. وكأن
إمكانية الولادة داخل الله كانت كامنة تنتظر لحظة الخلق لتنشيطها أو لتحقيقها..
وده غلط. هنلاحظ أن
ثيؤفيلوس لم ينكر أزلية اللوغوس.. لكن قد يُفهم من كلامه أن أنكر أزلية الولادة
نفسها.. (وده في رأيي المتواضع نوع من المط الزيادة للتشبيه او للتفرقة
الرواقية).. في كل الأحوال كمان ثيؤفيلوس كان مقتضب في كلامه.. لكن خلينا نشوف
الفكرة دي هتروح لحد فين..
العلامة
ترتليان.. في كتابه ضد براكسياس بيقول الآتي: ”عندما تتكلم، فانت تنطق
بما قد تحدثت به إلى نفسك.. وهكذا تكون الكلمة، بمفهوم ما، هي مُخاطب second person بداخلك..
نفس الكلام ينطبق على الله، لأن له عقلاً داخله حتى عندما كان صامتًا، وكلمته
متغلغلٌ في عقله هذا! ومن هذا أضع دون تسرع كمبدأ ثابت: أنه حتى قبل خلق الكون لم
يكن الله بمفرده، إذ كان له في ذاته عقل، ومتاصلٌ في هذا العقل كلمته، الذي جعله
بجواره بحراكه داخل نفسه“[13]. لم
ينكر ترتليان أزلية اللوغوس.. لكن يُفهم من كلامه زي ثيؤفيلوس أن في مرحلتين
للوغوس.. مرحلة كامنة ومرحلة ناطقة.. وزي ما قلنا هذه الفكرة حرمت فيما بعد.. إيه
السبب في حرمانها ده نفهمه من القديس هيلاري أسقف بواتييه في كتابه ”عن الثالوث“
فنجده يرد على اللي بيقولوا إن ”طبيعة أي كلمة هي أنها أولاً احتمالية، ثم بعد
ذلك تصبح حدثًا في الماضي.. الكلمات تموت في اللحظة التي تُنطق فيها“. وده لا
ينطبق على الله وعلى اللوغوس بالتأكيد. وبيقولهم يوحنا قال في مطلع إنجيليه ”وكان
الكلمة عند الله“.. وأنهم مش قادرين يميزوا بين (عند) و(في).. لأن ”عند“
تفيد معنى أنه مولود من الآب منذ الأزل.. ولم يكن (في) الله كامن ثم نُطق.. الفكرة
الغلط.. ثم
يقول: ”إن احتجاجكم بأن الكلمة هو منطوق الفكر، سوف يسقط على الأرض. الكلمة
واقع وليس صوتًا، كيانٌ وليس كلامًا، إلهٌ وليس خيالاً“.[14]
نأتي
لنقطة في غاية الأهمية وهي: هل الولادة الأزلية للابن بالإرادةأم بالضرورة؟ البعض قال إن لو
الولادة دي بالإرادة فده معناه إن كان في احتماليه أنه لا يُولد.. وبكده يُحرم
الابن من واحدة من أهم صفات الله وهي أنه يكون واجب الوجود (necessary being). يعني يكون له
وجود بالضرورة.. بل على العكس هيكون ليه وجود عارض contingent
being. أو
ما يُسمى بممكن الوجود.. طبعًأ علشان يكون إله أصلا لازم يكون واجب الوجود..
يوستين الشهيد مثلاً قال إن الولادة دي بالإرادة.. لكن ماذا كان يقصد يوستين؟ أغلب الظن أن يوستين كان قاصد يقول إن الولادة الأزلية لابد أنه تكون خالية من أي نوع من الإجبار.. أو الاعتباطية.. أو الاتفاقية (حسبما اتفق يعني).. وأن الله لم يلد ابنه بالخضوع لأي قانون خارج ذاته.. بل لقانونه الذاتي وقصد مشيئته الأزلية.. لكن الرأي اللي ساد بعد كده أن الله يلد بالضرورة.. فهو بطبيعته ولود.. وأن الآب من صفاته أنه ولود.
يوستين الشهيد مثلاً قال إن الولادة دي بالإرادة.. لكن ماذا كان يقصد يوستين؟ أغلب الظن أن يوستين كان قاصد يقول إن الولادة الأزلية لابد أنه تكون خالية من أي نوع من الإجبار.. أو الاعتباطية.. أو الاتفاقية (حسبما اتفق يعني).. وأن الله لم يلد ابنه بالخضوع لأي قانون خارج ذاته.. بل لقانونه الذاتي وقصد مشيئته الأزلية.. لكن الرأي اللي ساد بعد كده أن الله يلد بالضرورة.. فهو بطبيعته ولود.. وأن الآب من صفاته أنه ولود.
لازم
ننهي مع ق غريغوريوس النزيانزي.. في خطبه اللاهوتية العظيمة اللي بيحذرنا فيها بأن
كل تشبيه قاصر عن أن يعبر عن كامل الحقائق الإلهية.. دي حاجة. الحاجة
الثانية.. هو بيقول: ”قل لي ماذا يعني أن يكون الآب غير مولود، فأقول لك ماذا
يعني أنيكون الابن مولودًا!.. عند ذلك نتمتم معًا منحنين على أسرار الله- إننا لا
نستطيع أن نعرف ما بين أقدامنا، فكيف لنا باختراق أعماق الله، والكشف عن الطبيعة
التي لا توصف ولا يدركها عقل“.[15]
نفس الشيء يؤكده ق إيريناؤس: ”إذا سألنا أحد (كيف صار الابن من الآب؟)، نجيبه أنه لا أحد يفهم هذه النشأة أو الولادة أو الدعوة.. أو اي أسم يعطيه الإنسان ليصف به ولادته التي هي في الحقيقة تفوق الوصف“.[16]ده معناه أن الولادة الأزلية حدث فريد من نوعه.. غير قابل للوصف أو الفهم أو الإدراك أو الإحاطة به.. هو ”بلا كيف“ بحسب التعبير العربي! نعم.. لا يوجد شيء مخلوق ينفع يبقى شبه الولادة الأزلية لله.. وكل التشبيهات صحيحة من جانب أو من جوانب .. وخاطئة من جوانب أخرى.. وقاصرة في كل الأحوال.
نفس الشيء يؤكده ق إيريناؤس: ”إذا سألنا أحد (كيف صار الابن من الآب؟)، نجيبه أنه لا أحد يفهم هذه النشأة أو الولادة أو الدعوة.. أو اي أسم يعطيه الإنسان ليصف به ولادته التي هي في الحقيقة تفوق الوصف“.[16]ده معناه أن الولادة الأزلية حدث فريد من نوعه.. غير قابل للوصف أو الفهم أو الإدراك أو الإحاطة به.. هو ”بلا كيف“ بحسب التعبير العربي! نعم.. لا يوجد شيء مخلوق ينفع يبقى شبه الولادة الأزلية لله.. وكل التشبيهات صحيحة من جانب أو من جوانب .. وخاطئة من جوانب أخرى.. وقاصرة في كل الأحوال.
[3] ثيؤفيلوس
الأنطاكي، الرد على أتوليكوس، الكتاب الثاني 22، ترجمة
عادل زكري، مدرسة الأسكندرية، ص 77.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق