الفكرة المحورية في تعاليم المسيح هي الإعلان عن ”ملكوت
السموات“ (باسيليا تو ثيؤ). يقول متى ”مِنْ ذلِكَ الزَّمَانِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ
يَكْرِزُ وَيَقُولُ: «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ»“
(مت4: 17). كذلك ملخص رسالة الرسل ”وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا
قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ“ (مت 10: 7). وهي
رسالة دورتي عيدي الصليب والشعانين حيث يملك المسيح على الصليب. كما يظهر كالتالي:
- إنجيل الهيكل الكبير: ”قَبْلَ أَنْ دَعَاكَ فِيلُبُّسُ وَأَنْتَ تَحْتَ
التِّينَةِ، رَأَيْتُكَ. أَجَابَ نَثَنَائِيلُ وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ،
أَنْتَ ابْنُ اللهِ! أَنْتَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ!“ (يو1). والمرد يكون:
أوصانا في الأعالي.. هذا هو ملك اسرائيل.
- إنجيل
الملاك غبريال (البشارة): ”هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ
يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَيَمْلِكُ عَلَى
بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ“ (لو
1).
- إنجيل
الملاك ميخائيل: ”يشبه ملكوت السموات: كنزًا مخفي في حقل... تاجر لألئ
حسنة.. شبكة مطروحة في البحر“.
- إنجيل مار
مرقس: ”اشْفُوا الْمَرْضَى الَّذِينَ فِيهَا، وَقُولُوا لَهُمْ: قَدِ
اقْتَرَبَ مِنْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ“ (لو 10). ونلاحظ أن المزمور بيقول:
الرب يعطي كلمة للمبشرين بقوة عظيمة، ملك القوات هو المحبوب (مز67).
- إنجيل
الرسل: بعد أسماء الرسل ”اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ
إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ. وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ:
إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ“. (مت 10)
- إنجيل
الأنبا أنطونيوس: ”ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ
مَلاَئِكَتِهِ، وَحِينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ“ (مت 16).
- إنجيل
يوحنا المعمدان: والكلام على أن الأعظم في ملكوت السموات أعظم من يوحنا أعظم
مواليد النساء. وبعض التفاسير تشير إلى أن الأصغر المقصدود هنا هو المسيح..
- إنجيل
الباب البحري: بيتكلم عن أن اليهود سيطرحون خارج الملكوت.. وفي ناس ستأتي ”مِنَ
الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِب وَيَتَّكِئُونَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ
وَيَعْقُوبَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَهُوَذَا آخِرُونَ يَكُونُونَ
أَوَّلِينَ، وَأَوَّلُونَ يَكُونُونَ آخِرِينَ“ (لو13).
- إنجيل
الباب القبلي: بيتكلم عن دخول المسيح أورشليم في مت 21 وبيقول ”قُولُوا
لابْنَةِ صِهْيَوْنَ: هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِيكِ وَدِيعًا، رَاكِبًا عَلَى
أَتَانٍ وَجَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ“ والناس كانوا بيصرخوا أوصانا لابن داود.. مبارك الآتي باسم الرب!“
خلفية العهد
القديم:
بسقوط آدم وحواء
نصّب إبليس نفسه ”رئيس هذا العالم“.. ولما ربنا أخرج شعبه من مصر قالهم هتكونوا لي
شعب وأنا أكون ملككم ”أمة مقدسة ومملكة
كهنوت“ (خر19). لكن لما تملكوا الأرض طلبوا من جدعون أن يتسلط عليهم فرفض..
وألح الشعب مرة أخرى في زمن صموئيل، ربنا قال لصموئيل: ”لَمْ يَرْفُضُوكَ أَنْتَ
بَلْ إِيَّايَ رَفَضُوا حَتَّى لاَ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ“ (1صم 8). قبل الله
رغبة الشعب! شاول ربنا رفضه، ثم صار داود نموذج أي ملك يرضى عنه الله. ثم بسبب
عصيان الشعب وفساد سليمان نُزع الملك عن الشعب.. بعد كده الأنبياء جم يقولوا هينبت
غصن من جذع يسى وهيملك على كرسي داود الى الأبد.. ويعمل مملكة عظيمة ويقيم خيمة
بيت داود الساقطة.. كتير من الآباء زي يوستين الشهيد مثلا.. لم يفوتهم التأكيد على
النقطة دي.. وإثبات ان الملك نُزع عن اليهود وكان آخر ملك هو هيرودس الكبير واللي
مكنش يهودي الأصل! وجاء المسيح في هذا الوقت.. لاحظ كلام تلميذي عمواس ”كُنَّا
نَرْجُو أَنَّهُ هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْدِيَ إِسْرَائِيلَ. وَلكِنْ، مَعَ هذَا
كُلِّهِ، الْيَوْمَ لَهُ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ مُنْذُ حَدَثَ ذلِكَ“ (لو 24). وسؤال
التلاميذ له ”يَا رَبُّ، هَلْ فِي هذَا الْوَقْتِ تَرُدُّ الْمُلْكَ إِلَى
إِسْرَائِيلَ؟“ (أع 1).
هنلاقي واحد زي
دانيال يحلم بتمثال راس ذهب، وصدر.. وساقين.. ويقول: ”فِي أَيَّامِ هؤُلاَءِ
الْمُلُوكِ، يُقِيمُ إِلهُ السَّمَاوَاتِ مَمْلَكَةً لَنْ تَنْقَرِضَ أَبَدًا،
وَمَلِكُهَا لاَ يُتْرَكُ لِشَعْبٍ آخَرَ، وَتَسْحَقُ وَتُفْنِي كُلَّ هذِهِ
الْمَمَالِكِ، وَهِيَ تَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ“ (دا 2). وإشعياء قال أيضًا ” لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا،
وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا،
مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ“ (إش 9). في
العهد الجديد تحققت كل هذه الوعود المسيانية بهذه المملكة.. وقد جاء الملك حتى
يؤسس مملكته.. حتى نهاية حياة المسيح على الصليب كتب بيلاطس ”هذا هو ملك اليهود“.
وسأله ”هل أنت ملك؟“ وقاله مملكتي ليست من هذا العالم. وده يعني أن ملكوت
الله ليس مكانيًا..
أحيانًا المسيح
كان بيتكلم عن الملكون كأنه حدث مستقبلي أو كحقيقة فعلية ”قد أقبل عليكم ملكوت
الله“ (لو11). ”ها ملكوت الله داخلكم!“ (لو 17). في لاهوتيين كتير بيقسموا
الموضوع ل 3 مراحل: 1- أفتتاح ملكوت السموات بالتجسد. 2- امتداد الملكوت في عصر
الكنيسة، 3- ثم تتويج في الأيام الأخيرة كما نقرأ في سفر الرؤيا 11: 15 ”قَدْ
صَارَتْ مَمَالِكُ الْعَالَمِ لِرَبِّنَا وَمَسِيحِهِ، فَسَيَمْلِكُ إِلَى أَبَدِ
الآبِدِينَ“. وبيعبروا عن ملكوت السموات بلغة already/ but not yet.. عيشوا المستقبل من دلوقت.. بشخصية أبناء الملكوت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق