الثلاثاء، 18 فبراير 2020

سر تجسد الرب- ق أمبروسيوس



ترجمة د جورج عوض، بمعرفة المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، في 127 صفحة (قطع صغير)

في ترجمة تانية بمعرفة أسرة ق ديديموس الضرير- أسكندرية. 
في الكتاب ده ق أمبروسيوس بيرد على آراء الكثير من المهرطقين، اللي بيعتبرهم زي قايين، من حيث تقدمتهم المرفوضة من الله. كمان ق أمبروسيوس بيرفض فكرة تشبيه الابن بالكلمة المنطوقة (49)، وبالطبع في آباء سابقين كانوا شبهوا ولادة اللوغوس من الآب بولادة الكلمة أو النطق من العقل أو الفكر.. لكن التحفظ اللي حصل بعد كده أن النطق في النهاية ليه طبيعة مادية.. أمبروسيوس بيقول ”يجب أن نخترس هنا أننا ربما ندخل قضية النطق المادي، فالله كائن غير جسدي (لا مادي)“ (ص 50)، من ناحية تانية الكلام كثير.. أما الكلمة ”لا عدد له ولا درجة“ (ص 50).
من الأفكار اللي بيناقشها الكتاب ده برضو هي الآلام والانفعالات اللي تعرض ليها المسيح أثناء تجسده، وطبعًا زي آباء كتير بينسبوا الآلام والانفعالات للتدبير التجسد.. وللتجسد.. وبيقول: ”لأنه هو تألم ولم يتألم، مات ولم يمت، قُبر ولم يُقبر، قام ولم يُقم، لأن جسده قام، لأن هذا الذي سقط قام.. قام بحسب الجسد الذي أُميت وقام. لم يقم من جهة الكلمة الذي لا يطاله فساد أو انحلال..“ (ص 63)، و”لم يتألم من جهة ألوهية الكلمة غير المتألم“، حتى تجربة الترك على الصليب يقول ”لأنه هُجر من جهة الجسد، في حين أنه من جهة الألوهية لم يكن ممكنًا أن يُترك ولا يُهجر“.
في الفصل 9: 96 بيقول ق أمبروسيوس إن البعض بيقول إن الآبن مختلف عن الآب بحجة إن الآب ليس له علة، فوجوده من ذاته، أما الابن فعلته هو الآب، وبالتالي وجوده ليس من ذاته. الناس دي قالت في (97) إن غير المولود (الآب) مختلف عن المولود (الابن).. بيرد أمبروسيوس بأن كلمة مولود ليست خاصية في الطبيعة not a Property of nature ولكنها توصيف للتوالد signification of generation. وبيقول لو عايز أعبّر عن الطبيعة الإلهية هاقول ”الإله الحقيقي“ لكن لما أقول ”الابن“ فأنا أصف المولود.. ولما أقول "الآب" فأنا أصف مَنْ ولد. أمبروسيوس بيحاول يثبت وحدة الجوهر بالرغم من البدايات المختلفة  different beginnings بالنسبة لكل من الآب والابن بالأمثلة الثلاثة التالية:
-       مثال (1) بيقول إن الطيور مرة اتقال عنها "ليطر طيرًا" (4: 20)، ومرة جبلت من الأرض (1912)، ومرة بالإكثار (التكاثر) (1: 22). بدايات مختلفة للطيور لكن لها نفس الطبيعة: نفس الجوهر.
-       مثال (2) جسد ربنا يسوع نفسه أتى عن طريق الروح القدس وإحنا جسدنا بيأتي بالتكاثر -ومع ذلك جدس المسيح وجسدنا ليه نفس الطبيعة. إذًا علة التوالد مختلفة، لكن نفس الطبيعة.
-       مثال (3) آدم نفسه -جُبل من الأرض- لكنه شارك طبيعته مع أولاده بالتكاثر حتى يشاركوه في نفس الجنس- وبالتالي الوالد هنا (آدم) له بداية مختلفة عن (أولاده). لكن في النهاية ليهم نفس الطبيعة. أمبروسيوس بيوصل لنتيجة مفادها هي: ”عدم تماثل البداية لا يضر أبدًا تماثل الجوهر“ (فقرة 105).
 في الفصل العاشر بيناقش أمبروسيوس البعض اللي بيقولوا إن الابن مشابه (Like) فقط للآب لكنه مش من ذات الجوهر. هنا بيقول لدول إن الأشياء اللي من جوهر مختلف لا يمكن يتشابهوا- حتى لو تشابهوا ظاهريًا فقط؛ لأن اللبن والثلج والبجعة البيضاء كلها ليها لون أبيض (مظهر خارجي) لكن من الواضح أنهم  مختلفين من حيث الطبيعة. وبيقول: ”إن اختلاف الطبائع لم يتأثر بتماثل المظهر“ (فقرة 107). وبالتالي اللي بينكروا وحدة الجوهر مش من حقهم يقولوا إن الابن شبه الآب (108). ولو قالوا ده شبه في الشكل أو اللون- فبيقولهم إن دي خصائص الجسد وتعبّر عن التركيب- وربنا روح وغير مركب وغير منظور. ولو شبيه ليه في بعض الأجزاء فقط -كده تكون صورة الله مركبة لأنها قابلة للتجزأ.
بيعارض ق أمبروسوس هرطقة أخرى بتقول إن جسد المسيح من نفس طبيعة اللوغوس.. المهم أنه قدّم آيات تؤكد إن الجسد من مريم -وبيشرح إن المسيح قدّم (جسده ذبيحة)- ولم يقدّم لاهوته ذبيحة؛ لأن اللاهوت لم يخطئ. وبيقول كده: ”إنه قدّم التقدمة مما يخصنا. وإلا ما السبب في تجسده إذا لم يُفدى الجسد الذي أخطأ بواسطة المسيح؟“ (فقرة 78). كمان المترجم د. ﭼورﭺ بيدعم نفس الفكرة باقتباس من ق. أثناسيوس في رسالته إبيكتيتوس: ”لم يأتِ اللاهوت لمساعدة نفسه حتى يلبس ما هو من نفس جوهره، كما أن الكلمة لا يخطئ في شيء وهو يفتدي خطايا الآخرين، حتى يصير جسدًا ويقدّم ذاته ذبيحة لأجل نفسه ويفتدي نفسه“ (صفحة 79، حاشية رقم 1). الحقيقة الاقتباسين دول أكدوا لي إنه مفيش حاجة اسمها ”التجسُّد غير المشروط“ على الأقل عند أثناسيوس وأمبروسيوس! اللاهوت لم يقدم ذبيحة لنفسه.. الذبيحة هي جسد اللوغوس لأن الجسد هو اللي أخطأ. فماذا لو لم يخطىء آدم؟ الإجابة: لن يقدّم اللاهوت أي ذبيحة؛ لأنه لم يخطئ! هذه حُجة أمبروسيوس وأثناسيوس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق