السبت، 16 نوفمبر 2019

التعافي من جروح الإدمان الجنسي-ج5



الفصل العاشر: المكونات العلاجية الخمسة للإدمان الجنسي
الفصل التاسع عن كيفية مواجهة مدمن الجنس وحيلة الإنكار، لكن حبيت أركز على مواصلة الكلام عن الشفاء. بعد التشخيص والمواجهة هناك 5 مكونات أساسية للعلاج من الإدمان الجنسي. خطة العلاج تتضمن العمل على المكونات الخمسة، والنجاح في أي مكون بيخدم المكون الآخر. الفصل ده منقسم لجزئين: 1- وصف المكونات العلاجية الخمسة بالترتيب، 2- وصف لمسائل علاجية أخرى تؤثر على المكونات الخمسة.
أولاً: المكونات العلاجية الخمسة:
1-    التوقف عن السلوك الجنسي: وده يتضمن التوقف عن الثلاثي اللي شرحناه قبل كده (الخيالات الجنسية، متابعة البورنو، العادة السرية). من الحاجات اللي تساعد على كده: 1- تعهد الامتناع: من الهام جدا لمدمن الجنس أنه يتوقف عن كل السلوكيات الجنسية على الأقل لمدة 90 يوم. من خلال إمضاء تعهد بأنه لن يمارس سلوك جنسي (لا مع نفسه/ ولا مع شخص آخر/ ولا مع شريك حياته). التعهد ده بيخدم غرضين: 1- فسيولوجي: بيظبط مستوى المواد الكيميائية في المخ. وبتظهر أعراض زي أعراض الديتوكس (زي الكحوليات بس أقل حدة). في صراع شديد بيحصل من يوم 7- 14، 2- فكري: لأنه يبعكس فكرة "أن الجنس أهم احتياج عندي". هيكتشف المدمن أنه مش كده خالص. بالنسبة للمتزوجين لازم موافقة شريك الحياة، زي بولس ما قال، مع الصلاة= اللي هي بناء نوع من الحميمية الروحية بينهم. 2- الجلسات المشورية: لمعالجة أمور روحية وعاطفية عميقة. 3- مساعدة طبية: قد يحتاج البعض أشعة مقطعية على المخ بمعرفة طبيب نفسي متخصص في الإدمان. 5- برامج علاجية مكثفة (عيادات خارجي): 3-4 ساعات يوميا لمدة 5 أيام اسبوعيا. 6- برامج عنيفة (مستشفى داخلي): في حالة الاكتئاب الشديد وأفكار انتحارية. من اسبوعين لخمسة.
2-    التوقف عن الطقوس: في قاعدة مهمة أن الطقوس تسبق التنفيذ الفعلي. 1- حدد الطقوس، و2- بعد كده اعمل عراقيل تعطلها. يعني متابعة البورنو.. ثبت برنامج حجب أو أي شيء يمنع. 3- اكتسب تداريب عاطفية وجسمانية وروحية. يعني اعمل قائمة عبارات self talk إيجابية.. وتغذية سليمة ورياضة.. وصلاة ودرس كتاب مقدس.    
3-    التوقف عن الخيالات الجنسية: التوقف عن السلوك الجنسي والطقوس المؤدية ليه لازم يكون أولوية. نيجي لخطوة التوقف عن الخيالات ودي تقريبًا أصعب خطوة. لأن المدمن بيكون عنده آلاف الذكريات: صور وأصوات وكلمات كلها بتحفز التخيلات. في طرق تقليدية بتطبق تبعات سلبية في كل مرة تحصل التخيلات، لكن الكاتب لا يحبذها. وبيقول لازم الأول نفهم الغرض من الخيالات دي إيه:
o       1- الخيالات بتشتت المشاعر المؤلمة عند المدمن. وبتعلي الحالة المزاجية.
o       2- عبارة عن تسديد وهمي لكل الاحتياجات للحنان واللمسة والحب.
o       3- تتيح للمدمن إعادة تشغيل الخبرات الماضية. لكن الفرق أنه المبادر مش الضحية.
أفضل وسيلة للتوقف عن الخيالات هي عدم تجاهلها وإنما فهم ما تعنيه، وإلى أي غئة تنتمي، ثم عمل اخيتارات سوية لتسديد الاحتياجات. 1- اكتشف ما ترمز إليه هذه الخيالات، وماذا تمثل من احتياجات النفس المجروحة. "كل خيال جنسي ليه معنى رمزي". مدمن الجنس عارف إن إدمانه ده شيء خطير، لكن جواه طفل عارف أن التخليى عن الإدمان ده هيسبب وجع كبير. وبالتالي حياة المدمن عاملة زي لعبة شد الحبل بينه كشخص كبير والطفل اللي جواه. لابد من مواجهة مخاوف الطفل الصغير ده. 2- اعمل اختيارات سوية لتسديد احتياجاتك.. لما تحس أنك وحيد وتعبان وتبدأ الخيالات، اسأل نفسك: "ما معنى هذه الخيالات؟ أنا باشعر بإيه؟ هل أنا حزين.. وحيد.. خايف؟ تقدر تتصل بصديق تتصل بيه وتتكلم معاه.. ده شي مهم جدًا.
4- شفاء اليأس: مدمن الجنس جواه يأس روحي وعاطفي عميق جدًا.. مفيش أمل.. وأحيانًا بيكون في أفكار انتحارية.. بيظن أن محاولاته هتفشل.. هنا من المشجع أنه يسمع اختبارات مشجعة لناس قدرت تتعافى بالفعل. ده هيشجعه في نفس الوقت لما يدر يتحكم في السلوك الجنسي والطقوس والخيالات.
5- شفاء الخزي: ضحايا الإيذاء بيحسوا أنهم بلا قيمة.. ولو كان الإيذاء عنيف.. بيحتاج الأمر لوقت أطول.. الشفاء من الخزي من أصعب وأطول الخطوات في عملية الشفاء.. لكن الأمر بيخف كتير ما نتعلم نغفر لنفسنا والآخرين.. الله وحده هة القادر أن يشفي من الخزي، وصليب المسيح هو علاج الخزي.
مسائل أخرى تتعلق بالتعافي
بالإضافة إلى ما سبق يحتاج المدمن خلال رحلة التعافي إلى بعض الأمور زي: فهم الإيذائ، فهم الاعتمادية، والنكسات، وتعميق الروحانية. العمل الجاد في المسائل دي بيساهم في نجاح المكونات الخمسة السابقة.
أولاً: فهم الإيذاء: فكر في هذا الشفاء في المراحل الستة الآتية:
1-    فهم الإيذاء وقبول حدوثه: بسبب الخزي، المدمن مش عاوز يقبل إنه حصل كده.. لأن جزء منهم بيعتبر أن حدوث الإيذاء مسؤوليتهم أو حتى يستحقوا أنه يحصلهم كده. لذلك محتاجين دايمًا support دائم لمواجهة هذه المعتقدات المغلوطة.
2-    قبول الإيذاء والتعبير عن الغضب: إنكار الأمر غير مفيد لكن المفيد قبوله وتفهمه. في جوا المدمن غضب دفين لازم يخرج بطريقة غير مدمرة.
3-    التعبير عن الحزن  Grief:
4-    مواجهة مَن يقوم بالإيذاء: في خلاف على النقطة دي.. ممكن المواجهة تحصل بشكل غير مباشر (role- play). والمواجهة الفعلية مطلوبة لو الإيذاء مستمر فقط.. وحتى المواجهة لازم تكون بناءة وفي وجود مشيؤ متخصص.
5-    تعلم الغفران
6-    ابحث عن المعنى في الألم: احسبوه كله فرح.. (يع 1). خلاص مش هافضل أقول ليه حصل كده.. مكنش مفروض يحصل كده.. وأبدأ أشوف إن الألم ده جزء متفرد عندي ودي فرصتي أني أحس وأساعد الآخرين في آلامهم.
ثانيًا: شفاء العلاقات: وبالأخص العلاقات المهمة.. الأمانة والصدق مهم قوي في العلاقات، لأن مدمن الجنس بقاله سنين بيمارس الخداع وعدم الأمانة في علاقته مع الآخرين. لازم يتعلم اللعب والترفيه لأن مدمن الجنس عادة بقاله سنين مدمن عمل. بالنسبة للاعتمادية: بعد شوية ممكن ترجع مشاعر مخاوف الهجران من اقرب الناس، أو الهاجس بتاع لو الناس عرفت ممكن يسبوني. هنا لازم معالجة القلق والخوف.
ثالثًا: الانتكاسات: ممكن تحصل طبعًا بسبب التراخي أو الملل أو بسبب مواجهة تبعات سلبية كتير.
رابعًا: تعميق الروحانية: لازم تعميق العلاقة مع الله يمشي بالتوازي مع عملية التعافي من الإدمان.
خامسًا: اكتساب رؤية للحياة: لابد ان مدمن الجنس يطور رؤية عن دعوة الله لحياته والهدف من حياته.. "بلا رؤية يجمح (يهلك) الشعب" (أم 29: 18). الرؤية دي ممكن تتلخص في أنه يحب شريك حياته، ولا يؤذيه أو يخونه مرة أخرى، أو أنه يعوض أولاده عن الوقت اللي قضاه في الإدمان، أو أنه يجتهد في عمله أو دراسته. الرؤية بتدي طاقة وحافز للاستمرارية.
دائرة الشفاء
بدل المشكلات في العيلة في اختبار لعيلة الله، وبدل الجروح في حب وحنان بيتقدموا بشكل سوي. وبدل الخزي في نعمة. وفي رؤية بتساعدنا نواصل حياتنا.
خاتمة:
السؤال الحتمي: هل في علاج للإدمان الجنسي؟ بيقول الكاتب إن الإجابة بتعتمد على تعريفك لكلمة علاج.. في ناس متخيلة إن العلاج هو إزالة تامة لأي نوع من الإغواء أو الإثارة الجنسية من مخ الإنسان.. لكن ده معناه موت للرغبة الجنسية بالكامل.. وده مستحيل. لازم المتعافي يكون حريص طول الوقت أنه لا ينزلق في دايرة الإدمان مرة أخرى. لو سأل المتعافي: إيه الفرق بيني وبين الشخص الطبيعي؟ الإجابة مفيش فرق. الشخص الطبيعي بيتعرض لإغواءات وأحيانًا بيغلط. والمتعافي نفس الشيء. وكلاهما لازم يبقى حريص طول الوقت. زي مريض السكر، لازم يسيطر على المرض طول الوقت.. أو زي شوكة بولس محتاجة دايمًا لنعمة الله. لكن في كل الأحوال مفيش مستحيل عند ربنا، وفي ناس كتير متعافين من إدمان الجنس وعايشين في سلام، وبيشجعوا آخرين أيضًا.  غَيْرُ الْمُسْتَطَاعِ عِنْدَ النَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللهِ“ (لوقا 18: 27).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق