الإدمان نوعان: إدمان مادة معينة substance addiction أو إدمان سلوك أو عادة معينة behavioral addictions. من أمثلة النوع الأول: (الكحوليات، المخدرات، الأدوية غير
المشروعة، التدخين، الكافيين، الأكل.. إلخ). ومن أمثلة النوع الثاني: (الجنس،
العمل، القمار، تبديد الأموال، الشراء، تناول الطعام، السرقة، النظافة.. إلخ). ما
هو العامل المحدد حتى نعتبر أن السلوك قد أصبح إدمانًا: أن يتحول هذا الشيء/ السلوك لعادة مسيطرة يصعب التحكم
فيها، بهدف الهروب من مشاعر مؤلمة (الوحدة، الخزي، الخوف، القلق، الضجر، الاحتياج،
الفراغ.. إلخ).
معاناة المدمن: يعاني المدمن من عدم الثقة في النفس،
والحياة المزدوجة، والشعور بالتمزق الداخلي، والشعور بأن إدمانه يكلفه الكثير من صحته
وتركيزه وفرحه.. إلخ، كما يعاني من الخوف من (فقدان وظيفته، أو عائلته، أو سمعته).
أكثر شيء يدل على أن الإدمان الجنسي خطية هو أنه بيسبب
عبودية، لكننا مش بنقول إنها الخطية العظمى، بل هي خطية زي خطايا أخرى، نفس الشي
يمكن أن يُقال عن إدمان الكحوليات أو الكذب أو السرقة. (حتى لا نضيف وصمة عار على هذا الإدمان بالذات وهو لا يختلف عن إي إدمان آخر). نحن نؤكد أن السلوك الجنسي
ليس خطية، لكن عندما يتحول السلوك الجنسي إلى إدمان، فهو يعتبر خطية. فيما يلي بعض
التشابهات بين الإدمان والخطية:
-
كلاهما يصل إلى درجة يصعب السيطرة عليهما.
-
كلاهما يوحي بنوع من الوهم بأنك تقدر تبطل في أي لحظة.
-
كلاهما يُستخدم كمهرب من الضغوط (أو الشعور بالوحدة/
الخوف)
-
كلاهما له نتائج كارثية (تدمير عيلة، فقدان وظيفة أو
السمعة)
-
كلاهما يتضمن الشعور بالخزي، المزيد من الفراغ، أو
انعدام القيمة (قارن خبرة آدم وحواء بعد السقوط)
-
كلاهما يتضمن شيئًا يتحول من كونه (صحي/ سوي) إلى شيء
كونه (غير صحي/ غير سوي).
-
كلاهما له أعراض معينة.. ويمكن رصد تطور الحالة.
-
كلاهما إذا لم يعالج يصير الأمر أسوأ.
س: هل هناك دور للشيطان في هذا الإدمان؟
ربما يجعلنا الشيطان أن نبالغ في نتائج تعرضنا للإيذاء،
أو يقنعنا بأنه لا أمل في شفائنا.
س: كيف يتحول الجنس من وسيلة للتعبير عن الحميمية إلى
وسيلة هروب منها؟
الخطية هي أي شيء يفصلني عن الله والآخرين (شريك حياتي).
وبالتالي قد يكون النشاط الجنسي خالي من الحميمية، وبالتالي يصبح نوع من الإدمان،
وبالتالي يتحول النشاط إلى خطية. لاحقًا المزيد.
الفصل الثاني: السلوكيات التي تشكل الإدمان الجنسي
(الحلقة الثلاثية المفرغة)
الحلقة الثلاثية المفرغة للإدمان الجنسي تتكون من 3
سلوكيات رئيسية:
1- الخيالات الجنسية: واللي بيلجألها المدمن علشان يعوض اشتياقات
روحية وعاطفية عميقة عنده! الخيالات الجنسية تختلف عن التفكير العادي في الجنس
(كما بينا في الجدول)، كمان يصحبها تذكر لخبرات جنسية في الماضي. ومش لازم تكون
الحاجة فاضحة قوي حتى تثيره (ممكن يتخيل نفسه مع واحدة منقبة).
س: لماذا تكون الخيالات الجنسية ذات طابع إدماني؟
-
لأنها تحفز الجسم على إفراز الإدرينالين، ومواد كيميائية
(الكاتيكول أمينز) في مراكز اللذة في المخ (مما تؤدي إلى تعديل المزاج في تأثير
شبه مخدر) لذلك قد يلجأ إليها المدمن لتساعده على النوم، او للخروب من أي مشاعر
سلبية. لا تهون من تأثير الخيالات.. مدمن
الجنس هو في الواقع مدمن مخدرات.
قد يصاحب الخيالات مشاعر خزي أو غضب (لأن الاحتياج مش
عاوز يُشبع). كذلك يصاحبه رسم صورة مثالية عن شريك جنسي كامل، ويمكن التفكير في
هذا الشريك المثالي أثناء العلاقة مع شريك الحياة.
2- البورنو: بالنسبة للمدمن قد يثيره أشياء عادية جدًا،
أو حتى رسالة سلبية في فيلم أو مسلسل أو نكته، يعني مش لازم مقدار كبير من العري.
3- العادة السرية: تُكتشف في سن مبكر لدى المدمن. ربما
تشكل اللمسة الممتعة الوحيدة للطفل، فهو لا يحصل على أي لمسات حانية من أبيه أو
أمه. وقد تشكل وسيلته الوحيدة للهروب من (الضغوط، القلق، الخوف، الفوضى داخل
الأسرة).
-
الإجابة على السؤال ده في الإجابة على السؤال التالي: هل
الخيالات الجنسية خطية أم لا؟ نحن نعرف أن السيد المسيح قال إن من نظر إلى امراة
ليشتهيها في زنى بها في قلبه. وبالتالي: إذا مارس زوج (أو زوجة) العادة السرية
بينما يفكر في شخص آخر غير شريك الحياة، تكون خطية. وإذا مارس زوج (أو زوجة)
العادة السرية دون الاتصال الروحي والعاطفي بشريك حياته، تكون خطية. والتحدي هنا:
هل تقدر تمارس العادة السرية بدون التفكير أو تخيل شيء خاطئ؟ لو الإجابة لا، يبقى
لازم تتجنب العادة السرية.
الدائرة المفرغة الثلاثية دي قد تشبع الجانب الجسدي
للجنس لكنها لن تشبع الجوع العاطفي والروحي العميق للنفس. وهذا بشأنه يزيد الطلب
على الجنس كمسكن سريع للألم الداخلي الذي لا يُعالج أو يُشبع بشكل صحيح. هذه
الحالة تشبه التصحر حيث العطش الشديد وفي نفس الوقت الارتواء بماء مالح.
الفصل الثالث: أنواع أخرى من الإدمان الجنسي
بجانب السلوكيات الثلاثة الأساسية السابق، هناك مجموعة
من السلوكيات التي قد تعبر عن إدمان جنسي بدرجة ما، وهي كالتالي:
1-
إقامة علاقات جنسية مع طرف (أو أطراف) آخرين..
2-
الجنس السيبراني (الإلكتروني): وعادة ما يبدأ بالشات
الجنسي ثم إلى مقابلة فعلية وجهًا لوجه. سهولة التقابل على الإنترنت في البداية
بإخفاء الهوية يُشجع على المقابلة وجها لوجه. يتم اللعب على احتياجات علاقاتية
اجتماعية خاصة على الأشخاص الذين يعانون من الخجل في شخصياتهم.
3-
الدعارة (تستعمل حجة أنها خدمة مقابل المال، دون أن
ينجرح أحد).
4-
التعري: فتاة تستمتع لما تلبس بلوزة عارية لمجرد أنها
تشوف نظرات الرجال عليها. بتحس أنها مسيطرة (وربما ده ناتج عن أنها كانت مقهورة
لتعرضها للتحرش في الصغر)
5-
البصبصة: على ملابس اللانجيري سواء في المحلات أم على
مواقع التسوق.
6-
الحكي عن تفاصيل العلاقة الجنسية
7-
التلامسات غير البريئة في المواصلات أو الأماكن المزدحمة
(تعبر عن الاحتياج الشديد للمسة)
8-
مكلمات تليفونية فاحشة
9-
ممارسة الجنس مع الحيوانات Bestiality.. لأن في مرحلة ما من الإدمان الجنسي يصبح كل ما هو مقزز ومنفر مثير جنسيًا (exotic becomes erotic).. دي حاجة، والحاجة التانية بعض الحيوانات زي الكلاب بتحب
تستقبلك وتحزن لما تسيبها وتحب اللمس وبالتالي قد يعوض هذا المدمن الذي يشعر بالوحدة والافتقار إلى الحب واللمسة.
10- الاغتصاب من رموز السلطة authority rape: الدكتور مع المريض، الاستاذ مع التلميذ، رجل الدين مع أحد
رعاياه.. قد يطمع الضحية في اهتمام هذا الرمز، وربما يسقط عليه بعض الصفات
الأبوية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق