الفصل الثامن: رحلة الشفاء
لازم نعرف إن الشفاء رحلة العمر، مش حدث بيحصل مرة
واحدة. في شعور بالسلام لما بيكون عندنا خطة عمل وخطوات ورؤية للشفاء. في هذه
الرحلة هيكون في إجابة على أسئلة مهمة، وترسيخ المساءلة، وفهم عملية التغيير.
أولاً : 3 أسئلة روحية مهمة والإجابة عليها:
1-
هل تريد أن تبرأ؟ لابد من الرغبة في التغيير.. لكن لو مش عاوز مفيش أي
استراتيجية هتنجح. لازم يثق في ربنا، ولازم يثق أن في بدائل أخرى للحصول على الحب
وتسديد الاحتياج. لو جبت قاع، مفيش سكة تانية غير ربنا.
2-
إلى ماذا تعطش روحك؟ واحد قال "كل هذا الجنس لا يكفي... كنت أريد
دائمًا المزيد".. قاله: "لابد أن روحك عطشانة لربنا والجنس مش
هيرويك". لابد ان تعترف أنك تشرب من
ماء مش نضيف ليس فيه حياة.. (السامرية).
3-
هل أنت مستعد أن تموت عن ذاتك؟ الشهوة= رغبة جنسية عادية+ أنانية. الطهارة= رغبة جنسية
عادية + إيثار (بذل ذات). أرقى شكل من الإيثار هو الاستعداد إنك تموت عن شخص آخر.
تقدر تموت عن مين؟ عن ولادي. لازم كمان يكون في استعداد أنك تموت من أجل شريك
حياتك. لكن ده مش وارد فعليًا. وبالتالي لازم تكون مستعد إنك تموت عن "رغباتك
الأنانية". المسيح بيعمل في الموت (قصة لعازر).
ثانيًا: ترسيخ المساءلة
يعرض الكاتب بعض المبادئ المستوحاة من سفر نحميا لترسيخ
المساءلة كالتالي:
1-
ابدأ بالحزن على الخسارة (نح 1: 3، 4). حزن نحميا عندما سمع أخبار الدمار الذي
لحق بمدينة أورشليم. كذلك من الطبيعي أن نحزن على ما أصبنا من خسارة، لكن لا يجب
أن نستغرق طويلاً في هذا الحزن. وإذا لم نحزن، ربما يعيق هذا فيما بعد خطوات
الشفاء.
2-
اعترف وتب (نح 1: 5- 11): صلى نحميا من أجل أن يغفر لله ولشعبه. وأظهر استعدادًا
للتوبة.
3-
عبّر بصدق عن مشاعرك. كما عبر نحميا عن مشاعره بأمانة أمام الملك.
4-
تمرن في قوة المجموعات (نح2: 9). تحرك في صحبة قوة عسكرية كما فعل نحميا.
الشيطان أسد زائر، ولو تحركت لوحدك هيستفرد بيك. محدش بيخف من الإدمان الجنسي
لوحده، نحتاج لجيش من الدعم.
5-
تحرك يوم بيومه (نح 4: 10). نحميا جمع الناس وقالهم لنبدأ البناء، وقسم
الشغل، حتى لا يحبطوا بسبب حجم المطلوب بناؤه. هنحبط لو قررنا نصلح كل شيء مرة
واحدة.. "التراب كثير". أي مخلفات هذا الإدمان قد تكون هائلة.
6-
قم بإزالة الفضلات والقذارة (نح 3: 4). نحميل كلف ملكيا بن راكاب بتنظيف باب الدمن.
الباب ده مهم قوي لأن المدينة اللي مش بتتخلص من نفاياتها تختنق بها. (المجلات-
الإنترنت- فيدوهات أو صور على الكمبيوتر أو الموبايل- كذلك تخلص من المشاعر
السلبية مثل الدونية والغضب واللوم والاستياء).
7-
ابدأ قريب من بيتك. لا تتسرع في الرغبة في مساعدة مدمنين آخرين.. ابدأ
بنفسك- بيتك أولاً.
8-
استخدم أوقات القوة لتستعد لأوقات الضعف
(نح 4: 9). لما عرف نحميا باقتراب هجوم الأعداء جعل حراسة 24 ساعة. وخاصة في
الثغرات الضعيفة. الشيطان مش هيسكت، لازم نستعد، نحط الكمبيوتر في مكان مفتوح، ثبت
برامج حجب وحماية.
9-
ابني ودافع في نفس الوقت (نح 4: 16-17). نصف الرجال يحرسون ونصف الرجال يبنون. ربما
يكون التوقف عن الإدمانات سهلاً (clean)، لكن أن تكون في حالة كاملة من اليقظة (sober) فهذا معناه
أنك تبني حياة جديدة (عادات جديدة، وعلاقات جديدة، وممارسات روحية جديدة)؛ لأننا
لو فضلنا ندافع فقط هنتعب.
10- ضع من تحبهم
أمامك (نح 4: 14): حتى
يكونوا دافعًا لك على الاستمرارية: "اذْكُرُوا السَّيِّدَ الْعَظِيمَ الْمَرْهُوبَ،
وَحَارِبُوا مِنْ أَجْلِ إِخْوَتِكُمْ وَبَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ وَنِسَائِكُمْ وَبُيُوتِكُمْ"
(نح 4: 14). حتى نخرج من دائرة الإدمان والإيذاء المفرغة.. وتحمي زواجك وأولادك..
ولا نكرر المأساة.
ثالثًا: فهم عملية التغيير. كيف يتغير الناس. أولاً التغيير عاوز وقت..
"الحياة اللي استغرقت عمر علشات تدمر، محتاجة عمر علشان تتبني". في
حاجات حلوة هتتغير على طول، وفي حاجات هتتغير على المدى الطويل. عملية التغيير
بتمشي كالتالي:
سلوك قديم (مدمر)--- وعي بالحاجة للتغيير (لكن الإدمان
بيكون قوي)--- فوضى (لأنك في أرض جديدة) --- ممارسة (سلوكيات جديدة)--- سلوك جديد
(حتى تصبح عادات بنَّاءة).
الكاتب بيشوف عملية التغيير في سياق قصة خروج الشعب من
مصر (من أرض العبودية إلى الحرية). والتوازيات بين الاثنين كالتالي:
1-
استراتجيات البقاء عادة ما تؤدي في النهاية إلى سلوكيات
تستعبدنا. هاجر يعقوب
وعائلته للنجاة من المجاعة.. لكن تغيرت الأوضاع مع مجيء فرعون جديد لا يعرف يوسف،
واستعبدهم. نفس الشيء يهرب المدمن إلى الجنس لينجو من جوع شديد، جوع عاطفي وروحي
لم يُشبع- يحدث إشباع مؤقت ثم النتجية النهائية استعباد لهذا الإدمان.
2-
القرار ببدء رحلة الشفاء يحتاج لوعي جديد وتدخلات جديدة. موسى احتاج ظهور العليقة المشتعلة علشان يكتسب وعي
جديد بضرورة التغيير، وفرعون احتاج لضربات عشرة علشان يقتنع بإطلاق الشعب.
3-
الخوف هو العائق الأكبر للتغيير. قادهم الرب إلى الخروج وقدام البحر خافوا كلهم.. على
مشارف الحرية في مخاطرة.. والخوف من المخاطرة ممكن يخليك تحن للأمان والاستقرار
اللي في أرض العبودية. فجأة يصبح الخوف من الماضي المعروف محبب ومفضل عن الخوف من
المستقبل المجهول. ونحب نرجع للمألوف.. حتى إذا كان بيقتلنا بالتدريج.
4-
القدرة على مواجهة الحزن والألم شيء ضروري لرحلة الشفاء. زي بني اسرائيل المدمن عليه أن يعبر بحر قدامه هو
"بحر الأحزان".. الحزن في حياة المؤمن أعمق من البحر ومؤلم جدًا.
5-
الشفاء يتحقق يوم بعد يوم. قدر بني اسرائيل أنهم يفلتوا من جيوش العدو. وأصبحوا
في البرية (الفوضى)، مش عارفين يعيشوا ازاي. في المرحلة دي يجب أن نثق في ان الله
هيدبر لينا حياتنا.. والتفكير أكثر من اللازم في المستقبل ممكن يضعفنا أكثر.
6-
نحن نرتوي فقط بالماء الحي من الله (خر 17: 1). في البرية شعروا بالعطش.. ورجعوا يقولوا العبودية في مصر
أفضل.. حتى بعد بداية رحلة الشفاء للمدمن هيحن أنه يروي عطشع العاطفي والروحي بماء
ملوث.. وأحيانًا هتحس أنك هتموت من غيره.
7- عندما نعود لعبادة الله، أشياء كثيرة بتتصلح. نزل موسى من على الجبل ووجد الشعب بيسجد للصنم.. موسى
وبخهم، وحطم الصنم، وتشفع عن الشعب، ورجعهم للعبادة الصحيحة. قد نشعر ان الله لا
يشعر بنا.. أو تأخر عنا.. أو نسينا في خضم صراعاتنا.. ممكن ساعتها نكسر العهد مع
ربنا.. ونرجع للآلهة القديمة (السلوكيات القديمة).
8-
الانتكاسة تغري بالعودة إلى المألوف. في ارض الموعد وجدوا عماليق، وفي رحلة التعافي في
معوقات (عماليق).. وده ممكن يخلينا نشتاق لأرض العبودية. وفي احتمالية كبيرة
للانتكاسة.
9-
المخاطرة ومواجهة الخوف جزء مهم لرحلة الشفاء. لازم يكون عنجنا إيمان ونعبر الإردن..
10-
جزء من عملية الشفاء، إطاعة ما يطلبه منا أشخاص أكثر
حكمة وخبرة حتى إذا لم نفهم.
زي الدوران حوالين أريحا..
11-
عدم إطاعة وصايا الله تجلب الهزيمة والإحباط. كما حدث في قصة الهزيمة أمام عاي. بعد الانتصار على
عماليق ممكن نغوى بمكافأة نفسنا بطرق لا تكرم الله. احرص على إطاعة الله حتى في
أوقات الانتصار.
12-
احرص على الثقة دائمًا في الله. حتى بعد الشفاء ما يتحقق، سيظل الصراع موجود. لابد من
مواصلة الثقة في الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق