السبت، 2 مارس 2019

تجسد الكلمة- ق أثناسيوس الرسولي (ج1)


بيانات الكتاب
ترجمة د جوزيف موريس فلتس، ومراجعة د نصحي عبد الشهد
بمعرفة المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية (180 صفحة)
توجد ترجمة أخرى للمكتبة البولسية لبنان

توجد ترجمة أخرى قديمة لأبونا مرقس داود
بمعرفة دار النشر الأسقفية 

فصل (1): ق أثناسيوس بيقول أن كل ما يستهزأ الناس باللوغوس كل ما يثبت لاهوته أكثر. وكل ما يقولوا أن (التجسد) مستحيل وغير لائق يثبت أنه ممكن ولائق بصلاح الله. والصليب اللي ”يُظن أنه ضعف“ بيحطم كل يوم ضلالات الأوثان. اللوغوس هو المخلص لأنه هو الخالق. والخلاص هو تجديد الخليقة. لذلك بيبدأ كلامه عن الخلاص بالخلق.
فصل (2): يفند ق أثناسيوس آراء خاطئة عن الخلق. الأبيقوريون قالوا الكون أوجد ذاته بالصدفة.. وبيقول لو صح ده المفروض يبقى كله صنف واحد مفيش تنوع وتكامل. وأفلاطون قال إن الكون خُلق من مادة سابقة، فقال أثناسيوس أن ده معناه ضعف في الله، لأنه بكده ميكنش خالق بل صنايعي زي النجار اللي بيعتمد على الخشب في شغله. ثم الهراطقة اللي قالوا في إله آخر.. (وده رد عليه كويس في ضد الوثنيين).
فصل (3): الإنسان خُلق على صورة الله وأعطاه الله شركة في قوة اللوغوس، وأصبح ليه بعض من ظل اللوغوس وبالتالي صار عاقلاً وفي سعادة. ربنا أمّن النعمة دي بالوصية علشان لو حفظها هيعيش من غير حزن ولا ألم.. ولما خالف كانت النتيجة هي البقاء للأبد في الفساد والموت.
فصل (4): كانت إرادة الله للإنسان أنه يبقى في غير فساد.. لكن الإنسان اختار أنه يحتقر التفكير في الله وحُكم عليه بالموت. ثم زاد الشر وملك الموت: ”لأن تعدي الوصية أعادهم إلى حالتهم الطبيعية، حتى أنهم كما وجدوا من العدم هكذا بالضرورة يلحقهم الفناء بمرور الزمن“. الشر معناه العدم.. وبالتالي عصيانهم معناه الحرمان من الوجود، وهذا يعني انحلالهم وبقائهم في الموت والفساد. لو آدم أبقى الله في معرفته كان يقدر يقاوم الفناء الطبيعي.. وكان ممكن يعيش كالله.
فصل (5): اشتراك الإنسان في اللوغوس كان يخليهم يقدروا يفلتوا من الفساد الطبيعي لكن بالعصيان زاد الشر واختراع الشر والنهم في الشر والتنافس في الشر.. وملك الفساد والموت.
(هنا لازم ملاحظة مهمة: كلام ق أثناسيوس عن العدم مش معناه أنه بيؤمن بالفناء Annihilation ولا حتى ما يُعرف ب Conditionalism أو الخلود المشروط بالإيمان بالمسيح. حتى أنه بيقول ”يبقوا“ إلى الأبد في الفساد وحالة الموت. وفي نهاية اضد الوثنيين بيتكلم عن خزي أبدي وملكوت أبدي.. وفي نهاية تجسد الكلمة اتكلم عن ملكوت معد للأبرار ونار معدة للأشرار. أنا رأيي أنه كان يقصد الوجود في حالة شبه العدم).
فصل (6): بيقول أنه ساد الموت وعم الفساد والإنسان العاقل المخلوق على الصورة أصبح ”آخذًا في التلاشي“ والخليقة آخذة في الانحلال. وبالنسبة لحكم الموت ربنا مينفعش يرجع فيه وإلا تشككنا في مصداقيته. وفي نفس الوقت مينفعش تهلك لأنها كانت في يوم من الأيام في شركة مع اللوغوس. وبيقول حاجة بيسموها المعضلة الإلهية God’s dilemma (وأنا مش بحب التعبير ده لأنه بيوحي كأن ربنا كان في ورطة.. لكن تنازله وتجسده كان بسبب تعطفه علينا). ”فما الذي كان يجب على الله أن يفعله؟ أيترك الفساد يسيطر على البشر، والموت ليسود عليهم؟ وما المنفعة من خلقتهم؟ لأنه أفضل بالحري ألا يخلقوا بالمرة من أن يخلقوا وبعد ذلك يُهملوا ويفنوا“. ولو أهمل الله الإنسان سيظهر إما ضعف الله أو عدم صلاحه.
فصل (7): إذن مينفعش ربنا يرجع في كلامه وإلا ظهر كاذبًا. هل يطلب التوبة؟ التوبة تعجز عن حفظ أمانة (صدق) الله.. ومش هتغير طبيعة الإنسان اللي فسدت.. وكل اللي هتعمله أنها هتمنع الإنسان عن أعمال الخطية. لأن التعدي مس خطأ بس لكنه تبعه فساد.. وبالتالي التوبة مش كافية.  لأنه بالسقوط ”نُزعت مماثلة صورة الله“ وبالتالي ما يحتاجه الإنسان هو اللوغوس اللي هيقدر يعيد هذه النعمة.
فصل (8): بيقول إن اللوغوس اللي بيملأ الكل ”إذ رأى أن العقوبة التعدي قد خلدت الفناء فينا، ومن غير اللائق أن يبطل الناموس قبل أن يُنفذ.. فإنه رحم جنسنا وأشفق على ضعفنا وترأف على فسادنا“. لذلك ”اتخذ جسدًا مماثل لطبيعتنا“ علشان يبذله ”للموت عوضًا عن الجميع“ ويقدمه للآب. علشان لما الجميع يموتوا فيه، فإنه يبطل عن البشر ناموس الموت والفناء ”لأن سلطان الموت قد استُنفذ في جسد الرب“.  
فصل (9): بيقول إن اللوغوس أدرك جيدًا إنه ”لم يكن ممكنًا أن يُقضى على فساد البشرية بأي طريقة أخرى سوى الموت نيابة عن الجميع“، وبيقول بإنه ”ببذله لهذا الجسد كتقدمة مناسبة، فإنه رفع الموت فورًا عن جميع نظرائه البشر“؛ لأنه بكده يكون قدم جسده ”فدية عن حياة الجميع موفيًا دين الجميع بموته“.
فصل (10): التجسد لائق لأن ربنا مش هيسيب ”صنعة يديه“ وبيستشهد ببولس اللي قال إن لما المسيح مات .. مات الجميع فيه.. وأن اللوغوس تشارك في اللحم والدم علشان يبيد الموت.. وبيأكد أنه بذبيحة ”جسده الذاتي وضع نهاية لناموس الموت الذي كان قائمًا ضدنا“. وبإنسان واحد ساد الموت، وبتأنس الكلمة أبيد الموت. طيب إحنا بنموت ليه؟ ”لا نموت كمدانين، بل كأناس يقومون“. ثم يختم ويقول أن ده هو السبب الأول لتجسد المخلص.

(ملحوظة مهمة هنا: في الفصول 8، 9، 10 واضح جدًا فكرة الموت النيابي.. وإن كان من الخطأ أني أخد الفكرة دي وأعملها نظرية مستقلة في حذ ذاتها، كمان واضح فكرة استيفاء الدَّين والبدلية كأساس لإلغاء حكم الموت.. والدور المحوري والمركزي للصليب في رحلة التجسد..بالطبع مع الفهم الصحيح لفكرة العقوبة لأنه لم يُعاقب كمذنب بل رفع العقوبة عنا.. وحُكم عليه بالموت ليس ليكون محكومًا عليه بل ليحررنا نحن من هذا الحكم.. الجانب الشفائي موجود والجانب القضائي موجود مع الفم الصحيح لمعنى العقوبة والحكم.. والكلام ده قالوا الأنبا سيرابيون في الفيديو ده: 
https://www.youtube.com/watch?v=RSIObAir3oM&feature=youtu.be&fbclid=IwAR1dRWceQ5ImnXb349AhBJ4kYwexzMtuRub-pTIf1oYpZ4JmXWvnrurWguI

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق