الاثنين، 4 مارس 2019

تجسد الكلمة- ق أثناسيوس الرسولي (ج2)


فصل (11): السبب الثاني للتجسد هو أن البشر يعرفوا الآب اللي خلقهم كمخلوقات عاقلة (لوغوسية) علشان يعرفوا اللوغوس. ولما يعرفوا خالقهم يعيشوا في سعادة حقيقية. لكن بالسقوط انحرفوا عن معرفة الله إلى عبادة الأوثان.. وأصبح الله وكلمته غير معروفين للبشر.
فصل (12): كان بإمكان الإنسان أنه يعرف الله من خلال ”نعمة مماثلة الصورة الإلهية“.. لكنهم انحدروا نحو السفليات. ثم كان باستطاعتهم النظر إلى تناسق الخليقة فيعرفوا مدبرها اللوغوس.. لكنهم عبدوها في النهاية. ربنا مسابش الإنسان مع ذلك لكنه أرسل أنبياء مش لليهود فقط ولكن للمسكونة كلها لكن البش لم يقبلوا الحق.. بل تجردوا من العقل.
فصل (13): حُجبت معرفة الإله الحقيقي.. وربنا شاف الإنسان بيعبد الأوثان ”فما هو الذي كان ممكنًا أن يفعله الله؟ وماذا يمكن أن يتم سوى تجديد الخليقة التي وجدت على صورة الله مرة أخرى، ولكي يستطيع البشر أن يعرفوه مرة أخرى؟“ المهمة دي مينفعش ليها البشر لأنهم في نفس المشكلة، ولا الملايكة لأنهم مش على صورة الله.. وبالتالي اللوغوس هو الكفؤ لذلك.
فصل (14): هو صورة الآب اللي يقدر يجدد الإنسان الذي ”خلق مرةً على صورته“. الإنسان مش هيقدر يطوف المسكونة كلها.. والجميع نفوسهم اضطربت وانحرفوا لعبادة الأوثان.. أمّا اللوغوس فهو اللي يعرف النفس والعقل وهو محرك كل الخليقة. وبالتالي لم يعد الإنسان قادر يشوف الآب لا عن طريق مرآة نفسه ولا من خلال الخليقة (دي وسائل لم تعد مضمونة).. وبالتالي اللوغوس الحال في الجسد هو اللي يقدر يعرفنا بالآب.
فصل (15): اللوغوس أخد جسد ومشي على الأرض كإنسان علشان نعرف الآب من خلال أعماله في الجسد. كأنه بيقابل الإنسان في ”منتصف الطريق“. لو عبدوا الخليقة وشافوا سلطانه عليها.. يدركوا أنه هو الله. ولو عبدوا الأرواح الشريرة لما يشوفوا سلطانه عليها يدركوا أنه هو الإله الحقيقي. ولو عبدوا الأبطال الموتى لما يشوفوا قيامته يدركوا أنها آلهة كاذبة.
فصل (16): لما البشر انحطوا ومبقاش يشوفوا غير الأمور الحسية تنازل في جسد علشان ”يوجه إحساساتهم نحوه“ ثم يدركوا لاهوته في معجزاته.
فصل (17): كان في اعتراض: كيف كان يدير العالم وقت التجسد؟ يقول ق أثناسيوس إن اللوغوس يحوي كل شيء ولا يُحوى من شيء. ”ولدته العذراء ولم يعتريه أي تغيير من جهة طبيعته اللاهوتية“.
فصل (18): كان في اعتراض: كيف كان يأكل ويشرب؟ قال دي أمور تتعلق بالجسد الحقيقي وليس الخيالي اللي أخده.. لكن أعمال لاهوته كانت ظاهرة لأي إنسان بسيط.
فصل (19): بيذكر آيات أو علامات لاهوته زي سلطانه على الأرواح.. ومعجزات وقت الصليب.
فصل (20): عبارة عن ملخص لما سبق من دواعي التجسد: علاج الفساد وإبادة الموت واستيفاء الدين.. والتبرير والتحرير من المعصية الأولى.. وليكون باكورة لقيامة الجميع. (كل دول مع بعض!). وبيقول في جسد المسيح القابل للموت حدث فعلان متناقضان في نفس الوقت: 1- موت الجميع تم في جسد الرب بموته على الصليب، 2- أُبيد الموت والفساد بفضل اتحاد الكلمة بالجسد. ثم يكرر فكرة أن الموت كان حتميًا، وكان لابد أن يتم نيابة عن الجميع لكي يوفي الدين المستحق على الجميع.
فصل (21): لو كان موته حتميًا.. فلماذا لم يمت في الفراش بدل الموت المشين على الصليب؟ هنا ق أثناسيوس يبدأ في تبرير موت الصليب تحديدًا بالأسباب الآتية: 1- المرض مينفعش لئلا يُظن أنه ضعيف (21: 5)، 2- وحتى يكون متميزًا عن البشر (21: 5)، 3- وده غير لائق بمن كان يشفي الأمراض (21: 6). طب هل كان ممكن يتفادى الموت نفسه؟ الإجابة لا: ”لأجل هذا الموت اتخذ الجسد، ولم يكن لائقًا أن يمنع الموت لئلا تتعطل القيامة أيضًا“ (21: 7).
فصل (22): يكمل مبررات الصليب ويقول: 4- إنه لم يوقع الموت على نفسه.. بل لما قُدم إليه عجّل باتمامه ليخلص الجميع (22: 2)، هو ”لم يأتِ لكي يتمم موته هو بل موت البشر (22: 3).
فصل (23): 5- الصليب بيوفر العلانية والشهود.. وده مهم لتصديق القيامة.
فصل (24): 6- ليه مش موت مجيد بدل موت الصليب المشين؟ كأنه لا يقوى على كل أشكال الموت.. هو زي المصارع القوي اللي مش بيختار خصومه. لكن المهم أنه في النهاية حوّل الموت المهين إلى علامة للنصرة.
فصل (25): 7- الصليب مناسب لأنه جاء ليحمل اللعنة الموضوعة علينا.. 8- بالصليب هيبسط يديه ويجتذب الشعب القديم والأمم ويوحد الاثنين. 9- وبالصليب هيقابل رئيس سلطان الهواء اللي سقط من السماء واللي مانع الإنسان من الصعود للسماء.
فصل (26): 10- بالصليب الطبيعة تشهد لحضور خالقها.. بعد كده ينتقل ق أثناسيوس لموضوع تاني هو القيامة.
على هامش الكتاب:
هل تعلم أن فكرة الموت النيابي ذكرت في كتاب ”تجسد الكلمة“ ما يقرب من 10 مرات في المواضع الآتية: 8: 4؛ 9: 1؛ 9: 2؛ 20: 2؛ 20: 5؛ 20: 6؛ 21: 1؛ 21: 5. طب ليه بقول كده؟ علشان مش علشان الخوف من تطرف ما في فهم فكرة الموت النيابي أو البدلي يخليني أتخلى الفكرة كلها. الفكرة كتابية وآبائية- لكن بدون تطرف.
الحاجة الثانية: هل تعلم أن ق أثناسيوس لم يذكر في دواعي التجسد تعبير ”العدالة الإلهية“ ولا مرة.    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق