الاثنين، 10 يونيو 2019

عظات على سفر أعمال الرسل



ترجمة ل 4 عظات ليوحنا ذهبي الفم
على سفر أعمال الرسل (حوالي 80 صفحة)
 ترجمة د. جورج عوض بمعرفة المركز الأرثوذكسي للدرسات الآبائية

العظة الأولى
ذهبي الفم بيوبخ الناس اللي بتيجي في مواسم معينة بس للكنيسة.. والناس اللي بتيجي الكنيسة كنوع من الغطرسة كأنه بيجبي على ربنا.. ثم يتكلم عن أن الغنى ليس شرًا في حد ذاته. وبيقول إن الأموال في اللغة اليونانية معناها ”كريماتا“ من كلمة معناها ”استخدام“، وبالتالي نحن نستخدمها ولا يجب أن تستخدمنا. وعن الاجتماعات وحضور الكنيسة يقول أنت مش بتقرض ربنا، بل ”اقرض ذاتك لكي ترحل وأنت مملوء بالبركات، لكي تذهب وأنت آمن ومطمئن، لكي تأخذ إجابة عن الأسئلة الروحية وتصير محصنًا ومنيعًا من الشيطان“ (ص21).
 ثم يدخل في سفر أعمال الرسل وبيقول أن الناس مش متعودة تسمع عن سفر أعمال الرسل وبيقول البداية الممتازة للبحث أننا نعرف الأول مين هو كاتب السفر، ثم متى كُتب، ولمن ومناسبة كتابته، ثم عنوان السفر نفسه (23). وبيحكي عن أهمية عنوان السفر وبيشبهها بالبيانات اللي على المظروف، وبولس في أثينا ”من العنوان المكتوب على المذبح..هدم المذبح“. بولس أسر الوثنيين بأسلحتهم (24). بولس ”ترك المكتوب عليه وغيّر مفهومه“. المذبح دليل تدينهم بشدة لأنهم خافوا إن كان هناك إله لا يعرفون ولا يعبدونه. ثم يستشهد ذهبي الفم بمثل آخر هو كلام قيافا عن أنه خير أن يموت واحد عن الأمه وبيقول: ”هل رأيت قوة الله، كيف يجبر لغة الأعداء لكي تتحدث بالحق“ (28).
يسمى المعمدين الجدد بالمستنيرين الجدد وبيقول نقدر نحافظ على التسمية لوقت طويل- المهم نحافظ على شبابنا الذي خرجنا به من المعمودية. وبيقول للمعمدين أنتم في حالة حرب أو منافسة رياضية. واليونانيين مكنوش بيشاركوا العبيد في المنافسات الرياضية- هكذا المعمد في منافسة لا يجب أن يكون عبدًا، ويقولهم: لو مش قادر تكرز ”علّم بأعمالك وسلوكك.. تألق بأعمالك. هل لا تستطيع أن تجلب اضطرابًا لليهود بالكرازة؟ اجعلهم يضطربون بسلوكك. اجعل الوثنين أيضًا ينزعجون بتغييرك“ (ص30).
اعمل زي المولود أعمي اللي اليهود قالوا عليه مش هو ده اللي كان يجلس ويستعطي- ده هيخليهم يصطدموا بذاواتهم.. ”ذاك طرد الشلل الجسدي، أطرد أنت الشلل النفسي. ذاك فتّح أعينه على الشمس، افتحها أنت على شمس البر“.
العظة الثانية
بيبدأ ذهبي الفم بالكلام عن الكنيسة وبيوصفها بأنها ”أم“، والمسيح حصنها مش بسواتر ترابية أو أبراج ولكن بكلامه ”أبواب الجحيم لن تقوى عليها“. ولم يقل لن يهينوها لأنهم بالتأكيد هيعملوا كده لكن لن ينتصروا عليها. ذهبي الفم بيقول إن الرسل لم يحفروا بعمق...ولم يحتاجوا للتعب ولجهد كبير لماذا؟ لأنهم وجدوا الأساس القديم والأول، أساس الأنبياء.. فلم يستغنوا عن هذا الأساس. أساس الرسل وضِع فوق أساس الأنبياء.
وبيقول السفر اتسمى أعمال الرسل وليس معجزات الرسل، وبيعلق ”العمل يبدأ من اختياري، أمّا المعجزة فتبدأ من نعمة الله. وبينما ينتج العمل عن القصد البشري، فإنه يعتمد على القوة الإلهية. العمل ينتج عن الاثنين، أي محاولتنا الخاصة، ومن النعمة الإلهية، بينما المعجزة تعبّر عن النعمة المجردة..“ (ص 37، 38).
ذهبي الفم بيفضل العمل والمحاولة عن المعجزة. ليه؟ ”إن العمل الحسن بدون آيات يُدخل إلى السماء.. بينما المعجزة بدون أسلوب الحياة المستقيمة لا تستطيع أن تقودهم إلى أعتاب السماء“ (ص38). العمل مش محتاج حاجة جمبيه.. لكن المعجزات لازم تكون مقرونة بالأعمال الصالحة... فالمعجزات لم تستطع أن تخلص يهوذا. لكن مَن يفعلون معجزات فقط يقول عنهم المسيح لا أعرفكم ”ليس عن جهل، بل نتيجة كره ونفور“ (ص39).
ثم يصل إلى أنه يجب أن تكون غيرتنا لأعمال الرسل وليس لمعجزات الرسل. ”تمثّل بحياة الرسل المستقيمة، ولن يكون لديك شيء أقل من الرسل، لأن المعجزات لم تصنع الرسل، بل الحياة الطاهرة. هذه هي الأيقونة الرسولية وهوية التلاميذ“ (ص40-41). ويؤكد هذه الفكرة ويقول مش الشلل هو اللي هيمنعنا نمد إيدينا للآخرين بل إنعدام الإنسانية (45) ولو مش هتقدر تخرج شياطين.. اطرد الخطية! ”عدم قدرتك على صنع المعجزات لن يمثل بالنسبة لك أي عائق... إذا أمكنك أن تحيا الحياة الفاضلة“.
العظة الثالثة
يتحدث ذهبي الفم عن أهمية الكتاب المقدس ويقول : ”لأنه لا مقدار المجد، ولا حجم السيادة، ولا تواجد الأصدقاء، ولا أي شيء آخر من الأمور البشرية، يمكن أن يعزي ذاك الذي يتألم، بقدر ما تعزيه قراءة الكتب المقدسة“ (52). ثم يتحدث عن موهبة التكلم بألسنة التي ينالها المعمودون بعد عمادهم كدليل حسي ليصير العنصر الروحي واضحًا (56).. ثم يتحدث عن السلطان الرسولي، والحل والربط، ويدلل على ذلك بقصة حنانيا وسفيرا. وبيقول أن بطرس كانت كلمته زي السيف لأنها كلمة الله. وكذلك إقامة طابيثا من الموت. الرسل عندهم محكمة وخدام في المحكمة وسيف ومركبة- زي الأسياد- لكن الفرق أن عندهم كل ده بمعنى روحي.
ثم يتحول إلى الحديث عن المستنيرين (المعمدين) الجدد مرة أخرى، ويربط ربط بديع جدًا بين الولادة الروحية والولادة الجسدية. وبعدين يسأل ليه الطفل بيبكي لما يتولد، ويقول: ”دموع أثناء الولادة، دموع أثناء الموت، أقمطة ولفائف في الولادة، وأقمطة ولفائف في الموت، كل ذلك يوجّه المولود إلى تلك النهاية“ (ص63). ويقول ”تعلن الطبيعة مسبقًا ألم المستقبل“. أمّا الولادة الروحية مفيههاش دموع ولا أقمطة.
العظة الرابعة
يتحدث ذهبي الفم عن أننا سنحاسب أمام الله عن أموالنا وطريقة استخدامها، وينصح بعدم الاقتراض ويقول: ”لأن المحتاج عندما يأخذ أموالاً، إنما يأخذ عزاءً مؤقتًا وضئيلاً جدًا، ولكن بعد ذلك عندما تزداد الفوائد ويصير الحمل أكبر من مقدرته، فإذا أُجبر على أن يفقد في لحظة كل ما يملكه، عندئذٍ يصير ذاك الحلو الذي حلّى حلقه، أمّر من المرارة ومسنونًا أكثر من حافة السكين“. ثم يتحدث عن فحص الأقوال وامتحان الأفكار مثل فحص الصيارفة للعملات. ثم يذكر حادثة ختان بولس لتيموثاوس بالرغم من رفض بولس للختان، ويقول أنه كان يجهز الأرض لإبطال الختان- وبولس عمل زي الصيّاد الشاطر اللي ينتظر الصنارة حتى تشبك جيدًا في السمكة.
ويقول معلومة مهمة أن سفر أعمال الرسل كان يقرأ في فترة الخماسين رغم إن خدمة الرسل بدأت بعد انتهاء فترة الخماسين. والسبب في كده ”لأن هذا السفر يؤكد قيامة الرب“. ثم يجيب على سؤال: لماذا لما يظهر المسيح مباشرة لليهود؟ لأن اليهود غضبوا لما شافوا لعازر قام.. فمكنش هيجي بفايدة. ”طالما أقام آخرًا، ولم يؤمنوا، فلو كان قد أظهر ذاته بعد قيامته، لكان قد استولى عليهم الجنون“ (76)، ومعجزات بطرس والتلاميذ كانت برهان أعظم للقيامة. ”لأن الأعظم من أن يأمر هو ذاته، أن يصنع أحد مثل هذه المعجزات مستخدمًا اسمه“ (79). ولو المسيح لم يقم..  لاستحال على الآخرين أن يقوموا بهذه المعجزات باسمه. ثم يعود ويؤكد أن التغيير الأخلاقي أعظم من المعجزات. وهو ما تحقق بكرازة الرسل.                            

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق