القديس
باسليوس أسقف قيصرية (370 م): فهم القديس باسليوس من الكتاب المقدس أن الطبيعة
تعمل وفقًا لقوانين إلهية ثابتة لا تتغيّر، وبالتالي يمكن التنبؤ بها. وهذا يمثل
في حد ذاته أحد ركائن العلم الحديث، لأنه الأساس لدراسة أية ظاهرة طبيعية تحدث في
الكون. كما يتحدث ق باسليوس عن الذاتية النسبية (Relative Autonomy) للطبيعة؛ فهي لا تعمل من ذاتها وإنما بإطاعة كلمة الله. وقدَّم
تشبيهًا كلاسيكيًا عن مفهوم القوة الدافعة (Impetus)، فيقول:
”لتنبت الأرض- هذا
الأمر البسيط تحول في لحظة إلى منظومة طبيعية شاسعة ومتقنة. وبأسرع من الفكر انتجت
الأرض نوعيات لا حصر لها من النباتات. هذه الأرض لا تزال حتى يومنا هذا خاضعة لهذا
الأمر، وخلال مواسم السنة تظهر قوة هذا الأمر وقدرته على إنبات الأعشاب والبذور
والأشجار. ومثل النحلة الدائرية (spinning
tops) التي بعد
الدفعة الأولى تستمر في الدوران... هكذا الطبيعة عندما أخذت دفعة الأمر الأول،
فإنها تتبع بلا انقطاع عبر الزمن وحتى نهاية كل شيء.“[1]
كانت
النحلة الدوارة معروفة لكل طالب يدرس الفيزياء الأرسطية. غير أن أرسطو كان يرى أن حركة
دوران الأجسام السماوية ”غير طبيعية“ وتحتاج إلى طبقة من الهواء تدور من حولها،
لكن ق باسليوس رأى أنها طبيعية تمامًا وهي مثل الدورة المنتظمة للزرع والحصاد (تك
8: 22) على الأرض. وبالتالي فإن الدفعة الأولى- سواء التواء الصباعين أو جذب الحبل
في حالة النحلة الدوارة، أو الأمر الإلهي الأول- يستمر تأثيره حتى بعد توقف الفعل
الأول. وهذا يعرف بقانون ”حفظ الزخم“ (law of conservation of Momentum). يرى ق. باسليوس أن كل الطبيعة، حية أو غير حية، تتحرك وفق
القانون الإلهي.كما ينسب Sambursky الفضل في ظهور مبدأ الانتقال المباشر للزخم
بعد عالم الفلك اليوناني هيبارخوس (190- 120 ق م) إلى جون فليبونس أو يوحنا النحوي
(490- 570 م) ويهمل إسهام القديس باسليوس.[2]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق