الجمعة، 10 مايو 2019

قراءة في كتاب "ورثة مسيحك"



بيانات الكتاب
ورثة مسيحك: قراءة في مفهوم التأله وفقًا لآباء الكنيسة
للكاتب أمجد بشارة
154 صفحة (من القطع المتوسط) إصدار دار نشر رسالتنا
يبدأ الكاتب بالتنوية على أن الهدف من الكتاب ليس المزيد من الجدل حول هذه العقيدة الآبائية الراسخة. ويعترف بأن هذه اللفظة ”التأله“ جريئة على لغتنا ومجتمعنا.. ولكن لا يجب أن نتخلى عنها. لكنه أيضًا يؤكد أن اللفظة تعني أشياء نتفق جميعنا عليها مثل التقديس، الاتحاد بالله، سكنى موهبة الروح القدس فينا.. إلخ، وبالتالي هذا يقودنا إلى إنهاء حالة التشنج العقيم حول هذه العقيدة. في تدوينة سابقة لي بعنوان ”الـتأله: تمجيد أم تجديف“ حاولت الإجابة على الاعتراضات على التأله،[1] لكنني في هذا التلخيص لكتاب ”ورثة مسيحكحاولت أن أعرِّف وأوصف ”التأله“ مستلهمًا من أفكار الكاتب والاقتباسات الآبائية الواردة في كتابه كالتالي:
-       التأله هو.. النعمة التي سيبلغها الإنسان بفضل التجسد واتحاده بالمسيح (صفحة 21).
-       التأله هو.. مسيرة الخلاص التي تبدأ بالمعمودية حيث نتحد بالمسيح ونتغير لنصير شبهه أكثر فأكثر (24).
-       التأله هو.. أن تصبح على مثال الله في القداسة (26).
-       التأله هو.. بركة اتحاد طبيعتنا البشرية بالطبيعة الإلهية في التجسد (31).
-       التأله هو.. استرداد البشرية لما كانت عليه في البدء.. وأكثر (33).
-       التأله هو.. مشابهتنا وانتسابنا لجسد اللوغوس (34).
-       التأله هو.. وقف لتيار الفساد الذي سرى فينا بالسقوط.
-       التأله هو.. أن يتصور المسيح فينا.. لنحيا على مثاله (40).
-       التأله هو.. اختبار قيامة المسيح في حياتنا وتذوق الحياة الأبدية (44).
-       التأله هو.. الارتباط الحقيقي بحياة الله في المسيح (55).
-       التأله هو.. شركة الطبيعة الإلهية بمعنى أن يوهب لنا كل ما هو للحياة والتقوى (55).
-       التأله هو.. أننا باشتراكنا في الابن يُقال عنا أننا نشارك في الله (67).
-       التأله هو.. المقابل المتحصِّل من التأنس (69).
-       التأله هو.. ارتفاعنا من عبوديتنا إلى الاتحاد السري بمن أخذ صورة العبد (71).
-       التأله هو.. تسلُّمنا للهبات الإلهية التي أعطيت للإنسان بالتجسد (74).
-       التأله هو.. أن تتحد بالله.. وتحيا بالله (74).
-       التأله هو.. إبطال أوجاعنا.. الذي حدث في جسد المسيح (86).
-       التأله هو.. أن تكون على صورة الابن.. أخونا البكر (91).
-       التأله هو.. نسبتنا للمسيح كأخ لنا عندما اشترك في بشريتنا (92)
-       التأله هو.. المشاركة في أزلية الله (بالنعمة) كما شارك في فنائي في المسيح (99).
-       التأله هو.. بلوغ حرية البنين (102).
-       التأله هو.. أن نصير أبناء لله بالتبني (102).
-       التأله هو.. أن يرى الآب صورة ابنه فينا (104).
-       التأله هو.. سكنى الروح القدس الذي هو كنز الحياة الأبدية (119).
-       التأله هو.. أن تبلغ الصورة (نحن) إلى الجمال الفائق الذي للأصل (المسيح) نسبيًا (124).
-       التأله هو.. الارتقاء إلى مستوى الدالة المكافئة لدالة الابن.. فنجسر أن نقول يا أبا الآب (128).
-       التأله هو.. نعمة تأتي إلينا من الآب بالابن في الروح القدس (142).
-       التأله هو.. شفاء الجسد بالإفخارستيا.. خبز الخلود (149).
ملحوظة: لأن الكلام في هذا الموضوع يشبه السير على حبل رفيع، فالخطأ وارد جدًا.. لكن الكاتب استطاع الحفاظ على التوازن فوق هذا الحبل المشدود.. بنسبة كبيرة للغاية. وفي كثير من المرات كان الكاتب يضع مباشرة وراء لفظة ”التأله“ ما يرادفها من المعاني السابقة، وهذا شيء رائع، لأن الكاتب عارف حساسية هذا الموضوع لدى البعض. هناك نص وحيد أخشى أن يُساء فهمه. يقول الكاتب: ”لا يحق لنا الآن، بعد تجسد الابن، أن نتساءل أين الله؟! أنه أنتّ!، يقبع بداخلك.. يعمل بك.. أنت مخلوق مدعو أن تصير مسيحًا، أن يتجسد الله كل يوم في العالم من خلالك“ (54).
لكن ما شرحه الكاتب عبر صفحات كتابه يوضح المعنى الصحيح المقصود بهذه العبارة، فالكاتب في صفحة 16 يؤكد على أن المسيحية تحافظ على آخرية (غيرية) الله بمعنى أنه مغاير ومفارق في طبيعته عن كل المخلوقات. لكن الكاتب يؤكد في نفس الوقت أن هذا لا يعني أن نتنازل عن حقنا في أن نقول مع بولس ”لأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في“ (غل 2: 20). وبالتالي نفهم هنا المعنى الصحيح لعبارة ”أنه أنت!“. نفس الشيء ينطبق على غيرية المسيح في تجسده- الأمر المتفرد به وحده- وتجسيدنا نحن للمسيح بشكل نسبي في محاكاة لفكره وصفاته وتمثُّل بحياته بمقدار النعمة التي تعمل فينا.
الكتاب سهل وبسيط.. ويُقرأ بسهولة.. ربما في جلسة واحدة. أشجع على قراءته جدًا.     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق