جون
فليبونس / يوحنا النحوي/ يوحنا السكندري (490- 570)، وهو فيلسوف
ومفكر إسكندري.. ولد من أبوين
مسيحيين وتلقى تعليمه الفلسفي في مدرسة الأسكندرية التي نالت شهرة بعد غلق مدرسة
أثينا. من أوائل الذين عارضوا مبادئ أرسطو في
الفيزياء والطبيعة.. لذا يعتبر يوحنا النحوي ممثل ما يعرف بالأرسطية
المسيحية (Christian Aristotelianism). ترجم
وفسر لأرسطو.. طبَّق يوحنا النحوي اللاهوت المسيحي على الفيزياء مما أدى إلى ظهور
حقبة جديدة من العلم. وهو أول من مزج بين الكوزمولوجية العلمية (أي دراسة الطبيعة
والكون) وبين الإيمان بوحدانية الله والعقيدة المسيحية عن الخلق.
على
عكس أرسطو الذي نادى بأزلية الكون، نادى فليبونس بأن الكون مخلوق. وبينما اعتقد
أرسطو أن الأجرام السماوية من مادة مختلفة عن الأجسام على الأرض، نادى فليبونس
بأنها تتكون من نفس المادة. نادى أرسطو بأن النجوم عبارة عن أرواح من طبيعة
الآلهة، لكن يوحنا قال بأنها مخلوقة وتخضع لقوانين الحركة العادية.[1]
وربما أهم إسهاماته العلمية هي نظريته عن الدفع الذاتي (Impetus). قال أرسطو
بأن الأرواح هي من تدفع حركة الأجرام السماوية، لكن فيلبونس قال أن الله في خلق
الكون دفعها وهي تتحرك بقوة هذه الدفعة.
لا
يُذكر جون فليبنونس في الكتب الطقسية أو التاريخية للأقباط، بالرغم من موقفه الداعم للعقيدة اللاخلقدونية بعد مجمع خلقدونية 451م، إذ طلب منه الملك جوستنيان
(الخلقدوني) أن يأتي إليه ويشرح له موقفه شخصيًا، لكنه رفض وكتب رسالة توضح موقفه
باسم ”المحكم- Arbiter“، وكان موقفه يميل إلى الموقف اللاخلقدوني.
أكد في مقالته أن كلا الفريقين يقول نفس الشيء، أحدهما يؤكد على وحدانية المسيح
خشية الثنائية، والآخر يؤكد على ثنائية الطبيعيتن خشية الامتزاج أو الاختلاط. لذا
اتهم من الجانب الخلقيدوني بالهرطقة. وربما له أفكار غير أرثوذكسية عن القيامة
والثالوث، وربما هذا يفسر عدم اعتزاز الكنيسة القبطية به. بالرغم أن البعض يصنفه
مع ق ساويرس الأنطاكي في الدفاع عن العقيدة اللاخلقدونية.
[1] Dan Graves, Scientists of Faith: Forty eight
Biographies of Historic Scientists and Their Christian Faith, p. 14- 16.