النص[1] |
التعليق |
1- بَعْدَ هذَا أَظْهَرَ أَيْضًا يَسُوعُ نَفْسَهُ
لِلتَّلاَمِيذِ عَلَى بَحْرِ طَبَرِيَّةَ. ظَهَرَ هكَذَا: 2- كَانَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ، وَتُومَا
الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ، وَنَثَنَائِيلُ الَّذِي مِنْ قَانَا
الْجَلِيلِ، وَابْنَا زَبْدِي، وَاثْنَانِ آخَرَانِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ مَعَ
بَعْضِهِمْ. 3-قَالَ لَهُمْ سِمْعَانُ
بُطْرُسُ: «أَنَا أَذْهَبُ لأَتَصَيَّدَ». قَالُوا لَهُ: «نَذْهَبُ نَحْنُ
أَيْضًا مَعَكَ». فَخَرَجُوا وَدَخَلُوا السَّفِينَةَ لِلْوَقْتِ. وَفِي
تِلْكَ اللَّيْلَةِ لَمْ يُمْسِكُوا شَيْئًا. |
يتضح قيادة بطرس للتلاميذ من خلال ذكر اسمه أولاً،
وتقدمه بالاقتراح، وموافقة ال 6 الآخرين له. نثانئيل أول من اعترف بالمسيح ”ابن
الله“ في يو 1، وتوما آخر من اعترف بالمسيح ”ربي وإلهي“ في يو 20. قانا بتفكرنا
بأول علامة (معجزة)، والنص الحالي آخر علامة. وبالتالي عندنا هنا تقويس inclusio. السؤال
هنا: هل قرار بطرس بالذهاب للصيد شيء سيئ؟ ق يوحنا ذهبي الفم بيقول إنهم لم
يحصلوا على إرساليتهم بعد، ”ولم يكن لديهم شيء ليفعلوه“.[2] لكن
ق أغسيطنوس عنده رأي تاني ”بسبب اليأس الذي تملك عقولهم“.[3] |
4- وَلَمَّا كَانَ الصُّبْحُ، وَقَفَ يَسُوعُ
عَلَى الشَّاطِئِ. وَلكِنَّ التَّلاَمِيذَ لَمْ يَكُونُوا يَعْلَمُونَ
أَنَّهُ يَسُوعُ. 5- فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «يَا غِلْمَانُ أَلَعَلَّ
عِنْدَكُمْ إِدَامًا؟». أَجَابُوهُ: «لاَ! » 6- فَقَالَ لَهُمْ: «أَلْقُوا الشَّبَكَةَ
إِلَى جَانِبِ السَّفِينَةِ الأَيْمَنِ فَتَجِدُوا». فَأَلْقَوْا، وَلَمْ
يَعُودُوا يَقْدِرُونَ أَنْ يَجْذِبُوهَا مِنْ كَثْرَةِ السَّمَكِ. |
ربما ما دفعن للصيد ليلاً هو خوفهم من الناس، لكن كان
تعبهم بلا فائدة، لكن في الصبح جاء يسوع، نور العالم، وشمس البر. يتضح من آية 1،
4 أن السيد لم يكون مرئيًا للجميع بل يختار أن يُظهر نفسه كلما أراد. يظهر سلطان
المسيح وعلمه المطلق وقوته في الآية 6. ق أغسيطنوس يرى في وجود 7 تلاميذ فقط رمز
لنهاية العالم، ووصول الشبكة وجذبها إلى الشاطئ يؤكد نفس المعنى. |
7- فَقَالَ ذلِكَ التِّلْمِيذُ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ
يُحِبُّهُ لِبُطْرُسَ: «هُوَ الرَّبُّ!». فَلَمَّا سَمِعَ سِمْعَانُ
بُطْرُسُ أَنَّهُ الرَّبُّ، اتَّزَرَ بِثَوْبِهِ، لأَنَّهُ كَانَ عُرْيَانًا،
وَأَلْقَى نَفْسَهُ فِي الْبَحْرِ. 8- وَأَمَّا التَّلاَمِيذُ
الآخَرُونَ فَجَاءُوا بِالسَّفِينَةِ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا بَعِيدِينَ
عَنِ الأَرْضِ إِلاَّ نَحْوَ مِئَتَيْ ذِرَاعٍ، وَهُمْ يَجُرُّونَ شَبَكَةَ
السَّمَكِ. |
صرخة يوحنا ”هو الرب“ دلت على أنه أول من تعرف على
المسيح، وقفز بطرس في البحر دل على أنه أراد أن يذهب بسرعة إلى الرب. ق يوحنا
ذهبي الفم يقول ”كان يوحنا الأول في التعرف على يسوع، بينما بطرس كان أول في
الذهاب إليه“. يوحنا وبطرس يكملان أحدهما الآخر، يوحنا الإيمان الذي يحفز
بطرس الأعمال. التكامل بين غيرة بطرس وإيمان يوحنا. بعض المفسرين قالوا بأن بطرس
أراد أن يختبئ.. ولكن لا يوجد ما يدعم هذا التفسير. |
9- فَلَمَّا خَرَجُوا إِلَى الأَرْضِ نَظَرُوا جَمْرًا
مَوْضُوعًا وَسَمَكًا مَوْضُوعًا عَلَيْهِ وَخُبْزًا. 10- قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «قَدِّمُوا
مِنَ السَّمَكِ الَّذِي أَمْسَكْتُمُ الآنَ». 11- فَصَعِدَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَجَذَبَ
الشَّبَكَةَ إِلَى الأَرْضِ، مُمْتَلِئَةً سَمَكًا كَبِيرًا، مِئَةً وَثَلاَثًا
وَخَمْسِينَ. وَمَعْ هذِهِ الْكَثْرَةِ لَمْ تَتَخَرَّقِ الشَّبَكَةُ. |
كلمة ”جمر“ لم تأتِ في يوحنا إلا مرتين هنا، وفي يو
18: 18، وقت إنكار بطرس في دار الولاية، وده بيخلي البعض يربط بين القصتين. لكن
المسيح القادر على كل شيء مش مستني لما يطلع السمك، لكن لما خرجوا لقوا سمك جاهز
على النار. وبكده يظهر المسيح هو صاحب بداية العمل واكتماله. ق كيرلس بيقول
المعنى ده ”هذا العمل بدأ لا بأيدي الرسل القديسين ولا بكرازة الصيادين
الروحيين.. بل بقوة المخلص وحدها“. أما رقم 153 فقد جذب خيال الآباء: 1- ق
كيرلس الكبير: 153 مجموع 100 (ملء الأمم) +50 (بقية إسرائيل) + 3 (الإيمان
بالثالوث).[4]
2- ق أغسطينوس قال إن الوصايا (10)، والروح القدس اللي بيعيننا على تنفيذها (7)
لأن إش 11: 2 بتوصف الروح القدس ب 7 أوصاف ”روح الحكمة، والفهم، روح المشورة،
القوة، روح المعرفة والصلاح، وروح مخافة الله“. ثم 10+ 7= 17. وحاصل جمع الأرقام
من 1- 17 هو 153. 4- أما إيفاجريوس البنطي أو مار أغريس فعنده كتاب بعنوان ”عن
الصلاة“ مكون من 153 فصلاً. وشرح هذا الرقم كالتالي: 100 (مربع)، 28 (مثلث)، 25
(دائرة): المربع يرمز للفضائل الأربعة الكبرى، الدائرة هي حركة الزمن الدائرية،
والمثلث هو الإيمان بالثالوث. أمّا عدم تخرق الشباك، فترمز لوحدة الكنيسة. مثلما
يرمز القميص المنسوج لعدم إنفصال الآب عن الابن في ساعة الصليب. في الأبدية لا
توجد انقسامات، لكن في معجزة السمك في لو 5 كادت الشباك تتخرق، بسبب كثرة
الانقسامات، لكن عناية الله للكنيسة تحفظها من الضياع. |
15- فَبَعْدَ مَا تَغَدَّوْا قَالَ يَسُوعُ
لِسِمْعَانَ بُطْرُسَ: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي ἀγαπᾷςأَكْثَرَ مِنْ هؤُلاَءِ؟» قَالَ لَهُ: «نَعَمْ يَا
رَبُّ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّك φιλῶ». قَالَ لَهُ: «ارْعَ خِرَافِي». 16- قَالَ
لَهُ أَيْضًا ثَانِيَةً: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِيἀγαπᾷς ؟» قَالَ لَهُ: «نَعَمْ يَا
رَبُّ، أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ φιλῶ». قَالَ
لَهُ: «ارْعَ غَنَمِي». 17- قَالَ لَهُ ثَالِثَةً:
«يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟ φιλεῖς» فَحَزِنَ
بُطْرُسُ لأَنَّهُ قَالَ لَهُ ثَالِثَةً: أَتُحِبُّنِي φιλεῖς؟ فَقَالَ لَهُ: «يَا رَبُّ، أَنْتَ
تَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ. أَنْتَ تَعْرِفُ أَنِّي أُحِبُّكَ φιλῶ ». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «ارْعَ غَنَمِي». |
البعض يقول إن بطرس هيبدأ يزعل لأن المسيح دعاه باسمه
السابق، سمعان بن يونا.. الجزء ده في كذا إشكالية. لما السيد المسيح بيقوله
أتحبني أكثر من هؤلاء. من/ ما المقصود بهؤلاء؟ في 3 احتمالات: 1- المركب والشباك
(وبكده يفكره أنه ترك كل شيء وتبعه في الأول). 2- أكثر من محبة التلاميذ للمسيح
(وكده بيذكره بغيرته واندفاعه لما قال إن أنكرك الجميع أنا لا أنكرك..). 3- أو
أكتر من محبتك للتلاميذ (وكده بيفكره بمن أحب أبًا أو أمًا أكثر مني فلا يستحقني؟).
الإشكالية التانية بيحاول البعض أنه يقول إن المسيح
بيطالب بطرس بحب الأغابي (المضحي)، فبطرس بيرد عليه بحب الفيلو (الصداقة). لكن
ده تفسير مش دقيق، لأن المسيح في ع 17 اتفق هو وبطرس على كلمة فيلو.. وبالتالي
الأمر لا يزيد عن كونه تنويع في المفردات (في أسلوب الكتابة) خصوصًا وإن علاقة
الآب بالمسيح وصفت مرات بالأغابي ومرات بالفيلو.. اللي يأكد كمان على كده تنوع
المفردات في نفس النص، تعلم οἶδας وتعرف γινώσκεις. وكذلك ”ارع
غنمي” وارع خرافي“. وإن كان ممكن يفيد بأنه لازم يهتم بالمبتدئين والمختبرين. لماذا حزن بطرس؟ هل شعر إن المسيح لا يصدقه! لجأ بطرس
إلى تصرف رائع ألا وهو "أنت تَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ“، وبالتالي لن يخفى عليك
مقدار حبي لك. السؤال الآن: لماذا سأل بطرس 3 مرات؟ يجيب ق كيرلس ”المسيح
يعتني بتلميذه المخطئ ويساعده بالأسئلة المتعددة على الاعتراف بحبه له ثلاث
مرات، وبذلك يوازن بين السقوط والقيام، ويجعل شفاءه علامة بارزة مثل سقطته. ولأن
السقطة كانت بمجرد الكلمات.. فإنه استطاع أن يمحوها بالاعتراف بالفم أي بنفس
الطريقة التي تمت بها السقطة“.[5] |
18- اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: لَمَّا كُنْتَ
أَكْثَرَ حَدَاثَةً كُنْتَ تُمَنْطِقُ ذَاتَكَ وَتَمْشِي حَيْثُ تَشَاءُ.
وَلكِنْ مَتَى شِخْتَ فَإِنَّكَ تَمُدُّ يَدَيْكَ وَآخَرُ يُمَنْطِقُكَ،
وَيَحْمِلُكَ حَيْثُ لاَ تَشَاءُ». 19- قَالَ هذَا مُشِيرًا
إِلَى أَيَّةِ مِيتَةٍ كَانَ مُزْمِعًا أَنْ يُمَجِّدَ اللهَ بِهَا.
وَلَمَّا قَالَ هذَا قَالَ لَهُ: «اتْبَعْنِي». |
هنا توجد نبؤة واضحة عن استشهاد بطرس، ونتيجة غيرته
ومحبته للمسيح. ويمكن الفهم من ربطه بمنطقة، ثم قوله ”اتبعني“ تحقيق آية ”مَنْ
أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ
وَيَتْبَعْني“. |
20- فَالْتَفَتَ بُطْرُسُ وَنَظَرَ التِّلْمِيذَ
الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ يَتْبَعُهُ، وَهُوَ أَيْضًا الَّذِي اتَّكَأَ
عَلَى صَدْرِهِ وَقْتَ الْعَشَاءِ، وَقَالَ: «يَا سَيِّدُ، مَنْ هُوَ الَّذِي
يُسَلِّمُكَ؟» 21- فَلَمَّا رَأَى بُطْرُسُ
هذَا، قَالَ لِيَسُوعَ: «يَا رَبُّ، وَهذَا مَا لَهُ؟» 23- قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتُ
أَشَاءُ أَنَّهُ يَبْقَى حَتَّى أَجِيءَ، فَمَاذَا لَكَ؟ اتْبَعْنِي أَنْتَ!». |
ق كيرلس بيقول حاجة جميلة هنا، أننا نحن البشر بيبقى
عندنا فضول نشوف الآخرين هيتألموا زينا ولا أكتر ولا أقل، ونحصل من ذلك على
تعزية. لكنه بيقول هذا أمر غير نافع. لا تربك نفسك بمصير غيرك. ركز في حياتك
أنت. |
[1] يُقرأ هذا النص في 16 أبيب.
[2] يوحنا ذهبي الفم، شرح إنجيل يوحنا، ج3، ترجمة
نشأت مرجان.
[3] St Augustine, tractate 122 on the Gospel of
John, fotc vol 92, p 63.
[4] ق كيرلس الكبير، شرح إنجيل يوحنا، ج2، ص 527.
[5] نفس المرجع السابق، ص 529.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق