النص
الأول للقديس يوحنا ذهبي الفم، وهو بطريرك القسطنطينية في النصف الثاني من القرن الرابع، وهو من أكثر الآباء الذين كتبوا عن الحياة الزوجية والعائلية، في إحدى
عظاته على رسالة أفسس يقول:
”لقد ضممتكِ يا حبيبتي لتكوني شريكة حياتي،
وأحضرتكِ لتشاركيني أوثق وأكرم الروابط
(العلاقاتية)،
وتشاركيني أبنائي، والإشراف الكامل على أمور بيتي...
عندما كان بإمكاني أن أتزوج من كثيرات..
سواء من الثريات أو من العائلات النبيلة، لم أختر هذا،
لكنني فُتنتُ بكِ، وبجمال سيرتكِ، وحشمتكِ،
ورقتكِ، ورجاحة عقلكِ.
لذا توددت إليكِ، وأحببتكِ، و(الآن) أفضلك عن
نفسي؛لأن الحياة الحاضرة كلا شيء.
وأصلي وأتضرع وأفعل كل ما أستطيع لكيما نُحسب
مستحقين أن نحيا هذه الحياة الحاضرة،
لعلنا نقدر هناك في العالم الآتي أن نتحد سويًا
في طمأنينة كاملة.
لأن زماننا هنا قصير وفالت،
لكن إذا حُسبنا مستأهلين بعد أن نرضي الله أن
نبدّل هذه الحياة بالأخرى،
فإننا سنكون سويًا مع المسيح ومع أحدنا الآخر إلى
الأبد.. في متعة أكثر وفرة.
أعتز بمحبتك أكثر من أي شيء آخر،
ولا شيء أكثر مرارة وإيلامًا بالنسبة لي أكثر من
أكون في خلاف معكِ.
وحتى إذا كان نصيبي أن أفقد كل شيء، وأن أصير
أفقر من شحاذ، وأتعرض لأشد المخاطر، وأعاني صنوف الألم كلها،
فكل هذا سأقبله وسأتحمله أمام صدق مشاعركِ نحوي.“[1]
النص الثاني للعلامة ترتليان (160- 220 م)، ونلاحظ من كلامه أنه يكتب في مقالة موجهة إلى زوجته في فترة اضطهاد تمر بها الكنيسة، يقول فيها:
”أي جمال لزواج اثنين من المسيحيين! اثنان ولكن
واحدًا في الرجاء، وفي القلب،
وفي نمط الحياة الذي يتبعانه، واحدًا في الديانة
التي يمارسونها.
أخ وأخت يخدمان نفس السيد.
لا شيء يفصلهما، لا في الجسد ولا في الروح.
اثنان بالحقيقة في جسد واحد، وحيثما وجد جسد
واحد، كان الروح واحدًا أيضًا.
يصليان معًا، يتعبدان معًا، يصومان معًا، يعلمان
أحدهما الآخر، ويشجعان أحدهما الآخر.
جنبًا إلى جنب يواظبان على حضور كنيسة الله،
ويتشاركان وليمة الرب.
جنبًا إلى جنب يواجهان الضيقات والاضطهاد، ويتشاركان
ما لديهما من تعزيات.
لا يخفيان سرًا عن أحدهما الآخر، ولا يتحاشان
اجتماعهما معًا ابدًا.
لا يجلبان حزنًا على قلب أحدهما الآخر.
دون استحياء يزوران المرضى ويساعدان المحتاجين.
يقدمان الصدقات دون قلق، ويخدمان الذبيحة دون
تعثُّر، ويؤديان تداريب التقوى اليومية دون عائق.
لا يضطران لرشم علامة الصليب خلسةً، ولا يهابان
تحية الإخوة، ولا يطلبان بركة الرب في صمت.
ينشدان الترانيم والمزامير لأحدهما الآخر،
يجاهدان ليثبتا أيهما سيشدو تسابيح الرب بأكثر
جمالٍ.
وعندما يسمع المسيح ويرى هذا، يبتهج.
إلى مثل هؤلاء يمنح المسيح سلامه. عندما يوجد
اثنان معًا، فهو يوجد أيضًا. وحيثما يوجد هو، لا يوجد الشر بعد.“[2]
النص الثالث للقديس
غريغوريوس اللاهوتي (النزينزي)، وهو أحد الآباء الكبادوك الثلاثة الكبار، في أواخر
القرن الرابع، ويقول ما يلي:
”عندما نعيش معًا نكون
لأحدنا الآخر بمثابة اليدين، والأذنين، والقدمين.
الزواج يضاعف قوتنا،
ويبهج أصدقاءنا، ويُحزن أعداءنا.
الاهتمام المتبادل يجعل
التجارب أكثر احتمالاً.
المباهج العادية تهبنا
سعادة أعظم.
والتناغم يجعلنا نستمتع
أكثر بما تكسبه أيدينا.
بل هو أبهج من كل غنى
لمن ليس لديهم ثروة.
الزواج هو سر اعتدال
الرغبات وتناغمها، وهو ختم الصداقة العميقة.
شراب فريد من ينبوع
مختوم،
ليس لمن هم من الخارج
دخول إليه.
يحثان أحدهما الآخر
بمنخس حبهما المتبادل، متحدين في جسد واحد، وفي روح واحد.
[2] Anti-Nicene Fathers, vol. 4, Tertullian, To His
Wife, Book II, ch. VI.
[3] Poem
in Praise of Virginity, PG 37.542A-543A (English translation in Boniface
Ramsey, Beginning to Read the Fathers [New York: Paulist Press, 1985], pp.
138-139).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق