المشهد الأول من مسلسل أبو العلا البشري، سنة 1985،
وبيتكلم عن التطور اللي حصل في الحب.. شاهد هذه المقطع من دقيقة 2: 30 ..
أهم فكرة في المشهد ده أن محمود مرسي بياكد على أن الحب
مينفعش نعمله shortcut .. مينفعش نختصر المسافات فيه.. لازم ياخد وقته وينضج.. ويستوي كويس..
بيقولها ”اختصرتوا المسافات.. تحول الحب إلى اتفاق سريع. كل حاجة بقت فيه سهلة..
مبقاش في حاجة غالية وعزيزة. بقى زي سندويتش تكلوه في السكة وتهضموه قبل ما
توصلوا.“ وبيأكد على فكرة اسمها ال tough love .. لازم
الحب يبقى صعب علشان يعيش.
المشهد التاني من مسلسل الداعية، 2013، والمسلسل كان
بيتكلم عن أحداث الثورة، وجاب نموذج اثنين بيحبوا بعض من الحارة المصرية الفقيرة،
وهما عليش ونعمة. عليش ونعمة في أول الحلقة كانوا خارجين .. وفي فوضى العاطفة..
بيحاول يعتدي عليها.. لكن عليش بيسعى يصلح غلطته وبيطلبها من أبوها. الطبيعي أن
معظم المسلسلات والأفلام بتقدم البنت كضحية بتحاول تداري فضيحتها وتتجوز من اعتدى
عليها. لكن في الحالة دي الأمر مختلف.. شاهد المقطع من دقيقة 27: 10 لحد دقيقة 30..
عظمة شخصية نعمة أنها اختارت تمش عكس التيار.. وترفض
أنها تربط حياتها بشخص لم يحترمها. يتهيألي نسينا أن في حاجة اسمها احترام الذات..
اللي هو أغلى حاجة في الدنيا. يحاول عليش يقولها ”دي لحظة ضعف“، تقوله ”لحظة الضعف
دي قتلت كل اللي باحلم بيه.“
شخصية نعمة اللي بتحب النخوة والشرف والرجولة ”مش راجل
يستغل الضلمة ويتحول لكلب“.. غايبة عن مجتمعنا. لازم نقول لشبابنا كده.. ونقدم
النموذج ده.. نموذج الإنسان اللي عنده كرامته أغلى شيء في الدنيا.. زي نعمة مش
هتحاول تبني حياتها على غلطة.. حتى لو المجتمع كله بيقولها داري على فضيحتك.
المشهد الثالث من مسلسل حديث جدًا هو مسلسل أبو العروسة، 2018، وفي سوسن بدر بتروح لواحدة بتحاول تخطف جوزها منها.. وبتدي درس في إزاي بتحمي مش جوزها بس لكن جوازها وعيلتها. شاهد المقطع ده من دقيقة 1: 00 لحد دقيقة 6: 00..
طبعًا عظمة المشهد ده في توظيف التورية، او التلاعب
بالكلمات زي ”متربية“، ”حقي“، ”حقي أعرفك“.. أو عبارة ”لحد ما جاب اللي في بطنه.. وبعد
كده خته في حضني.. وطبطبت عليه.. وعالجته.. لحد ما أتأكدت أنه تاني مرة مش هياكل
حاجة من الشارع.“ طبعًا الكلام أكتر على جوزها مش ابنهم الصغير.. ده ذكاء
السينارست قبل أي حد تاني.
في فكرة في الكتاب المقدس قريبة من موضوع المشهد ده.
كتير قوي يُشبه الله في الكتاب المقدس بالحبيب والخطيب والزوج:
-
”هكَذَا قَالَ الرَّبُّ:
قَدْ ذَكَرْتُ لَكِ غَيْرَةَ صِبَاكِ، مَحَبَّةَ خِطْبَتِكِ، ذِهَابَكِ
وَرَائِي فِي الْبَرِّيَّةِ.“ (إرميا 2: 2)
-
”يَكُونُ
فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَنَّكِ تَدْعِينَنِي: رَجُلِي، وَلاَ
تَدْعِينَنِي بَعْدُ بَعْلِي.“ (هو 2: 16).. وهنا في تورية برضو.. لأنه ربنا
بيعاتب شعبه وبيقولهم هيجي يوم تدعونني ”رجلي“ أو زوجي .. مش ”بعلي“.. مع أن بعل
معناها زوج برضو.. كأن ربنا بيقولهم .. أنا الزوج الحقيقي.. والبعل الحقيقي.. مش
الإله بعل.. ولا الأزواج الآخرين، أو بعليم، جمع بعل، اللي أنتو مشيتوا وراهم.
ده
بيحصل لأن ربنا بيدافع عن العهد بينه وبين شعبه، اللي هو يشبه عهد الزيجة بين
الراجل ومراته.. علشان كده اتقال”لأَنَّ الرَّبَّ اسْمُهُ غَيُورٌ. إِلهٌ غَيُورٌ هُوَ.“
نفس الشيء مطالبين أننا نحمي عهد الزيجة.. وتكون الغيرة على العهد الزيجي.. مش عدم
ثقة بالنفس. الدفاع عن العهد الزيجي بشجاعة وعنف.. زي ما ظهر في المشهد السابق.
كتير من الميديا بتروج لأفكار هدامة.. بس ساعات بتظبط، وإن كان في مرات
قليلة زي المشاهد السابقة.