الثلاثاء، 23 أبريل 2019

عظة عن سبت الفرح- ق إبيفانيوس




دي عظة "عن سبت الفرح" للقديس إبيفانيوس أسقف قبرص
ترجمة د جوزيف موريس فلتس (حوالي 30 صفحة)
ق إبيفانيوس في شكل درامي يتأمل فيما فعله اليهود بالمسيح الصخرة.. ”رفعوا حجر الحياة على خشبة، فتدحرج عليهم وقتلهم“. قيدوه كمن يريدون تقييد شمشون. يوم الصليب كان يوم خلاص العالم بأسره: المنظور وغير المنظور. يوم double في كل حاجة: في محبة ربنا وفي افتقاده لينا.. نزل للأرض وما تحت الأرض. البعض بيستشهد بنص نزول المسيح للجحيم (1بط 3: 19) على أنه فرصة لخلاص الناس اللي في الجحيم (قال بهذا الرأي قليل من الآباء مثل إكليمندس السكندري)، لكن ق أبيفانيوس بيقول: ”أبنزول الإله إلى الجحيم يخلص الجميع بلا استثناء؟ لا، لأنه كما على الأرض، هكذا أيضًا هناك يخلص الذين آمنوا به“.
ق إبيفانيوس بيذكر عدد كبير من المفارقات في اليوم ده.. المسيح رفضه اليهود وقبله الأمم.. ولد في مزود بين حيوانين (ربما الإشارة هنا إلى حبقوق 3 "في وسط حيوانين عرفت")، وجمع شعبين، وكرز به في الناموس والأنبياء، وظهر بين موسى وإيليا على الجبل، وصلب بين لصين، وولد من العذراء والروح القدس، وملاك يبشر العذراء وآخر يبشر المجدلية، يُلف بالأقمطة ويُلف بالأكفان، يوسف النجار يخدمه ويوسف الرامي يدفنه، ولد من عذراء بتوليتها مختومة، وقام وأختام القبر لم تُفك.
ثم في حوار درامي جميل يوجه كلامه ليوسف الرامي الذي طلب من بيلاطس جسد يسوع ليدفنه.. ويقول: ”دخل المائت (يوسف الرامي) إلى المائت (بيلاطس) ليطلب الإله المعطي الحياة“. ”جبلة تطلب من جبلة أن تأخذ جابل الكل.. كأن قطرة ماء تطلب من قطرة أخرى أن تعطيها المحيط كله“. يتخيل ق إبيفانيوس حوار الرامي مع بيلاطس قائلاً له: ”أعطني جسد هذا الغريب.. الذي جاء من كورة بعيدة ليخلص الإنسان المتغرب.. لأننا لا نعرف بلده.. ولا أباه.. ولا طريقة ولادته.. الغريب الذي ليس له أن يسند رأسه.. الذي تغرب في مصر“.
ويقول له: هل تعرف بالحقيقة يا يوسف ”من تسلمته.. ومن كنت تسمك بيديه.. ألم ترتعد.. أي خوف اعتراك.. كيف كان خشوعك.. هل دفنت ناحية الشرق وهو أصل كل شروق.. هل أغلقت عينيه؟؟؟“. ثم يتأمل الجحيم حيث هناك أدم وهابيل ونوح والآباء البطاركة والأنبياء.. وبيتخيلهم بيقولوا من المزامير مثلا: "من جوف الهاوية صرخت"، "من الأعماق صرخت.."، "أظهر وجهك علينا فنخلص"، "أخرج من الحبس نفسي". والمسيح سمع التضرعات دي وتحنن عليهم وحررهم.. تقدمه جبرائيل قائلاً: "ارفعوا أيها الرؤساء أبوابكم" ويصرخ ميخائيل "لتسقط الأبواب الدهرية". فاقتلعت الأبواب من أساستها.. وتحطمت الأقفال.. و”في تلك الساعة قطع المسيح رؤوس الطغاة“، وأخذوا يتساءلون "من هو هذا ملك المجد؟" من هذا الذي قهر سلطاننا، فيجيب الملائكة "الرب العزيز القوي.. في القتال".
أول ما شافه آدم داخل الجحيم بسلاح الظفر وهو الصليب قال لجميع الراقدين "ليكن ربي معكم جميعًا"، فأجابه المسيح "ومع روحك أيضًا". فالمسيح يقوله "استيقظ أيها النائم من بين الأموات.. أنا هو إلهك الذي صرتُ أبناً لك من أجلك.. هلم لنخرج من هنا.. انهض من نومك الدهري..“ ثم يقول له: ”انظر البصاق.. قبلته من أجلك لكي أعيدك إلى مجدك الأول. انظر اللطمات.. قبلتها لكي أصلح شكلك الذي تشوه.. انظر أثر الجلد.. انظر إلى يدي الممدوتين.. لقد ذقت المر من أجل أن أشفيك من اللذة المرة.. الحربة التي وجهت لجنبي رفعت السيف الموجّه عليك (تك 3: 24).  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق